كانت العاشرة والنصف مساء من أيام شهر رمضان 2005 حين ذهبت لألتقي به في مكتبه بحسب موعد مسبق .المكان كان ذلك المبنى القديم المتهالك .يبدو قديما ذلك المبنى يبدو متهالكا في تفاصيله الخارجية فكيف بالداخلية .مبنى قديم تتدلى الكابلات الكهربائية ومواسير المياه المخرومة الى جانب روائح الحمامات المؤذية على طابقيه المتهالكين لتمتد على الجدران والنوافذ.ناطورقديم هكذا كان يبدو ، كلما جال نظري في تفاصيله أثناء مروري أمامه .فكنت اسال نفسي أهذه صحيفة (14 أكتوبر)!!؟؟هل يعقل أن صحيفة بحجمها وأصالتها تقبع بداخل هذا الناطور!وذا كان هذا هو حال مبناها ، فكيف هو حال الانسان الذي يعمل خلف جدرانها .ويفترض أنه يعمل في حقل الصحافة الذي يحتاج الى مقومات هامة لانتاج عمل صحفي صحيح ومتميز .باستثناء اللوحة التي كتب عليها 14أكتوبر ما صدق المرء أنها صحيفة .حينها لم أكن أظن أنني سأدخل ذلك الناطور عندما ذهبت للقاء ذلك الرجل .لكن عندما وصلت لم أعرف كيف ألج اليه .أخذت أسال من أين لي أن أدخل الى هذه الصحيفة حتى عرفت، وبمجرد وصولي إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة أصبت بصدمة كبيرة ..أهذا هو مكتبه ! أهذه صحيفة ، مكتب قديم وتبدو عليه أثار الزمن .كرسي وطاولة ومكتبة متواضعة ، ورجل مهموم أمام جهاز الكمبيوتر في هذا المكتب الذي يصلح للأشباح .لا أخفي عليكم راحت أمالي إدراج الرياح حسبت بأنني سأرى مكتب رئيس تحرير وليس وكر أشباح .وفي ذلك الوكر قابلت رئيس مجلس الادارة رئيس التحرير الذي أخبرني زملاؤه أنه لا تعرف الكلل والملل واليأس رغم إصطدامه بعدد من الذين تضرروا من الاصلاحات التي بدأ بتطبيقها لأنقاذ المؤسسة والصحيفة من وضعها المزري السابق .غادرت أكتوبر ، لازورها بعد ذلك عدة مرات ، فأجد فيها تلك الملامح االجديدة ترتسم على صحفييها وعمالها وشكل الصحيفة ومبيعاتها وإنطباعات الناس .وفي كل مرة كان يفاجئنا بتحقيق جزء من الحلم .كنت اسمع من يقول أن أكتوبر تتهاوى ، وأن الانسان فيها فقد انسانيته ، وأن هناك حقوقاً تهدرلعمالها ، وفساد اداري ومالي منذ جاء هذا الرجل وكأن وضعها المزري السابق كان من صنع واقع إداري ومالي ومهني جميل وخلاق .فساد اداري ومالي!!أسمع فقط أسمعلكن كان الواقع بخلاف ما اسمع .. والعاملون والصحفيون والفنيون يقولون شيئا آخر غير ما يقوله المتضررون من الاصلاحات والمستفيدون من الوضع المزري السابق للمؤسسة والصحيفة .لم أجد الا اصلاحات في المؤسسة ، ولا يخفى على احد ملامح تلك الاصلاحات التي بدت بارزة بقوة حتى أنها ردت على الإفتراءات بالأعمال والانجازات المشهودة للعيان .يكفي أن يتحول ذلك الناطور الى مبنى جديد وحديث .مبنى حديث ، ومتطور .مبنى يضمن أن تكون هناك صحيفة متعافية . وعمل صحفي متميز. لمست ذلك التغيير في شكل ومضمون الصحيفة وملاحقها الملونة التي بدأت تجد طريقها الى النور كما لمس كل ذلك غيري ،وهاهو المبنى الجديد بكل تجهيزاته الحديثة ، يحتضن الصحفيين ويوفر لهم الجو الملائم للعمل الصحفي .وإن كان هناك من يصرخ ، لن يكون الا من تضرر من تلك الاصلاحات ، أو من لم يستطع مواجهة نفسه واصلاحها ومن عجز عن مواكبة هذه التحديثات الهائلة والخروج من زمنه القديم الصحيفة الجديد .. مع أن الغالبية الساحقة بل والساحقة جدا من الصحفيين والعمال والفنيين تمكنوا من التفاعل الإيجابي من خطط الاصلاح بل وكانوا صناع هذا التطور الذي بدأت الصحيفة والمؤسسة تتجه اليه باصرار وثبات . لن يصرخ أبدا من يعمل وينتج ويبدع .لن يتضررأبدا من يملك القدرة على الابداع .وبالمقابل من الطبيعي أن يصرخ كل من كان منتفعاً في ظل الوضع الماسأوي السابق ثم فقد مصالحه أو تضرر بسبب هذه الاصلاحات.ولن يكون رجل قديركالاستاذ حسن اللوزي وزير الاعلام الذي خبرماهية العمل الصحفي ومارس قيادة الصحف ووسائل الاعلام الرسمية ليبخس الناس اشياءهم بعد أن غدت الصحيفة واقعا جميلا قياسا بما كان حالها عليه قبل عامين حيث لم تكن توزع في معظم مناطق محافظة عدن بينما أصبحت اليوم وبشهادة أبناء المحافظات النائية مثل محافظة ريمة تتواجد منذ الصباح الباكر ويتم تداولها في الأكشاك و المؤوسات والمصالح العامة في وقت مبكر من نهار كل يوم .اليوم يفتتح معالي وزير الاعلام الأستاذ حسن اللوزي ومعالي محافظ عدن الاستاذ احمد الكحلاني المبنى الجديد لصحيفة 14 اكتوبر بعد أن تم تجهيزه بأحدث التجهيزات والمعدات والشبكات الأليكترونية الحديثة حيث يتم تراسل النصوص والصور والمعلومات بين الفنيين والصحفيين عبر الشبكات ، وحيث تتوفر منظومة حماية ومراقبة اليكترونية للصحفيين والعاملين لمكافحة الارهاب والفساد والأفعال غير القانونية ، ولم يتبق لنا سوى الانتقال الى المرحلة الجديدة وهي مطبعة صحفية حديثة تساعد المؤسسة على إصدار صحيفة بصفحات أكثر وبالألوان إن شاء الله .
أخبار متعلقة