واشنطن ـ بغداد / متابعات :برى محللون للسياسة الخارجية ان برنامج الديمقراطية الذي تبنته ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والذي فقد قوته حتى قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الاسبوع الماضي سيحتل مكانة أدنى في قائمة الاولويات مع التركيز حاليا على احلال الاستقرار في العراق.وعلى الرغم من التركيز العلني للرئيس الامريكي بوش على نشر الحرية والديمقراطية خفضت وزارة الخارجية الامريكية من وتيرة حديثها في هذا الصدد بشكل ملحوظ خاصة في منطقة الشرق الاوسط حيث تعرضت تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بشأن "الشرق الاوسط الجديد" لانتقادات.ومع تمكن الديمقراطيين من الحاق هزيمة بالجمهوريين والسيطرة على الكونجرس بمجلسيه في انتخابات السابع من نوفمبر تشرين الثاني لأسباب من بينها الغضب ازاء تعامل ادارة بوش مع مسألة العراق يقول محللون انه من المرجح ان يكون الحديث العلني اقل بشأن الديمقراطية.خلال ذلك أوضح مايكل روبين من معهد المشروع الامريكي المحافظ "اقول ان الانتخابات كانت ستقتل مبادرة الديمقراطية ان لم يكن بوش قد قتلها قبل الانتخابات. كانت القوة قد نفدت قبل وقت طويل."وفي وزارة الخارجية الامريكية لاتزال الديمقراطية تحتل صدارة الاولويات وفقا للنهج الرسمي لكن بعض المسؤولين يقرون سرا بأن الاندفاع صار اقل بهذا الصدد ، فيما قال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية " تبقى اهميتها (نشر الديمقراطية) بالنسبة لسياستنا الخارجية كما كانت من قبل." واضاف "هؤلاء على الارجح اناس لم يحبذوها من البداية."على صعيد متصل قال نيد ووكر وهو سفير امريكي سابق عمل في مصر واسرائيل ان ادارة بوش استشهدت بالتهديد الذي تمثله اسلحة الدمار الشامل كسبب رئيسي من اجل غزو العراق لكن بعد الاخفاق في العثور على اسلحة من هذا النوع تحول التركيز الى نشر الديمقراطية!.واضاف "الأسباب التي من اجلها ذهبوا الى العراق لم تتعلق كثيرا بالديمقراطية لكن تعين عليهم العثور على سبب للقيام بذلك." وتابع "اذا لم تعثر على اي اسلحة فالديمقراطية تعتبر البديل الذي يمكن أن يبرر الامر."وقال ووكر ان انتخاب حركة المقاومة الاسلامية حماس في الأراضي الفلسطينية وصعود جماعة الاخوان المسلمين في مصر وحزب الله في لبنان اضعفت من برنامج الديمقراطية ، مشيرا إلى أن "الخطاب المنمق انقضى واعتقد ان الكثير من الدول في الشرق الاوسط لديها احساس بأننا لا ندفع هدف الديمقراطية وربما لدينا نظرة اكثر واقعية للمعاني المتضمنة في الديمقراطية." وقال شبلي تلحمي الخبير المتخصص في شؤون الشرق الاوسط من معهد بروكينجز ان استطلاعات الرأي في العالم العربي أظهرت ان برنامج ادارة بوش لنشر الحرية لم يؤخذ على محمل الجد.وقال تلحمي "الحكومات العربية التي احست بالضغط بشكل مباشر وغير مباشر اعتقدت دوما ان الضغط لا يستهدف نشر الديمقراطية لكن دفعها للتعاون استراتيجيا بشأن المسألة الفلسطينية الاسرائيلية أو العراق."وقال توماس كاروذرز رئيس مشروع الديمقراطية والقانون التابع لمؤسسة كارنيجي للسلام العالمي وهي مؤسسة بحثية مستقلة مقرها الولايات المتحدة إن العراق مثال اساسي على مراجعة إدارة بوش لبرنامجها.وادى العنف الطائفي المندلع في العراق وتزايد الهجمات التي تستهدف القوات الامريكية هناك الى تراجع التأييد للحرب في الولايات المتحدة كما أجبر البيت الابيض على مراجعة استراتيجيته والتركيز على احلال الاستقرار في البلاد عوضا عن نشر الديمقراطية.وقال كاروذرز "عندما واجهوا الاخفاق في العراق تعين عليهم تحريك الاهداف."وقال كارل جريشمان رئيس مؤسسة الديمقراطية القومية وهي منظمة تقدم منحا لتدعيم مؤسسات الديمقراطية في انحاء العالم ان هناك تأييدا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لنشر الديمقراطية لكن الفرق هو كيفية الوصول الى هذا الهدف.واوضح "انها (الدمقرطة) لا يمكن ان تحدث بسرعة. سيكون هناك الكثير من العثرات على الطريق ويتعين منحها الفرصة للتحرك قدما. انها ليست مجرد انتخابات واحدة أو سقوط نظام انها عملية طويلة الاجل."
برنامج نشر الديمقراطية الأمريكي يفقد قيمته وأولويته
أخبار متعلقة