هل فعلاً مياهنا نقية.. ولا من مضاعفات صحية البتة
عندما طرحنا في الأسبوع الماضي فضيحة المياه في الأردن الشقيق.. وما ترتب عنها من إجراءات وأشرنا تلميحاً إلى الاستفادة من ذلك فيما يخص بلادنا، وخصوصاً المسؤولين عن المياه سواء في الوزارة أو مكاتبها في المحافظات، لم نكن نريد أصلاً المساس بأي شخص، أو توجيه اللوم أو الاتهام لأحد بعينه، فنحن حتى الآن نحمد الله على نعمة المياه، ونقائها (نوعاً ما)، لكن ذلك لا يعني أنّ المياه نقية 100% أو خالية من الميكروبات المسببة للأمراض.. فهذه أمور لا يحق لنا أن نفتي فيها، بقدر ما نترك ذلك لأهل الشأن!نحن فقط نقلنا موقفاً مشرفاً يعتز به كل عربي غيور، وهو المحاسبة الفورية واستئصال شأفة الفساد والتخلف والتواكل واللامبالاة في حياة الناس، وكان الغرض من ذلك كيف يمكن لنا الاستفادة من الأخ والشقيق، كيف تكون هذه الخبرات في واقعنا المعاش، ولو بحدودها الدنيا.. ذلك لأنّ التهاون بصحة الناس أمرٌ خطيرٌ وجلل لا يمكن السكوت عنه إطلاقاً، وإلا ما فائدة أن يكون هناك مسؤولين وموظفين يعملون جميعاً لإسعاد الناس، والناس منهم براء؟!لقد لفت الانتباه عدداً من الإخوة إلى ما كتبناه، ضمنياً منوهين إلى قول يردده بعض : (أنت في اليمن!).وهذه إشكالية لا يعتد بها لأنّها منطق الضعف والاستكانة والخنوع، بل على العكس، يمكن أن نكون نحن الأفضل إذا ما أردنا لأنفسنا ووطننا ذلك، بدل الغدر والغمز واللمز اللذين لا يقدمان شيئاً نافعاً، بقدر ما يقدمان الانهزام وتثبيط الهمم والعزائم!وحول القول التمداول (أنت في اليمن) يضيف غليه من باب الهزل من يقول .. (بلا قيمة ولا ثمن) وهو تأكيد على التواكل وعدم المحاسبة لأي كان.. من باب (العفو عند المقدرة)!.. لكن ذلك هو اليأس الذي يجرفنا إلى الهاوية.. وقد رأينا كيف كان أجدادنا وأسلافنا يجاهرون بالقول ويحاسبون المخطئ ويكافئون المجتهد لأنّ ذلك من سمات المسلم المؤمن، ومن سمات العرب الأقحاح.. فكيف بنا اليوم نتخلى عن موروث آخذ به العالم الغربي، ونتركه نحن ؟!إنّ مشكلة المياه وتلوثها تدعونا إلى اتخاذ مواقف جسورة وجريئة، لا أنّ نظل نردد (كل شيء تمام) وربنا يستر على الجميع، فهذه أمور ينبغي لها أن تكون مثار نقاش وإجراءات عملية، لأنّ البلاء يعم، وعدم التحوط وتجنب المسببات يوقعنا في كوارث قد لا تقل خطورة عما حدث في الأردن الشقيق!لقد دقت ساعة التغيير، وصحوة الضمير قد آن قطافها، ونعلم أنّ في جعبة أو جعب مؤسسة المياه وفروعها الشيء الكثير، فهل بدأت المرحلة التي نراهن عليها.. هل آن أوان إصلاح حال المياه بدءً من المنبع (الحقل) حتى المنزل.. لكي نكون قد سلكنا سلوكاً حضارياً لا يقل عن أشقاء وجيران لنا، ضربوا المثل الرائع الذي يحتدى به؟!إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (الآية 13 سورة الرعد).. وهو كلام الله سبحانه وتعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، سبحانه وتعالى، فهل وعينا كتاب الله قولاً وسلوكاً لكي يكون عملنا صالحاً نافعاً ومتقبلاً، لا يضر أحداً وهو غاية المراد؟!إنّ مياهنا فيها الشوائب والأملاح ما يضر الإنسان، فعليكم أيها المختصون مصارحتنا وكشف الستار وإيجاد الحلول الناجعة، قبل أن يفوت الأوان.. لا قدر الله!