أضواء
الملاحظ في رمضان هذا العام كثرة برامج المسابقات مقارنة بالأعوام السابقة وهي من الأشياء الجميلة في هذا الشهر الكريم إن كانت تصب في اختبار معلوماتنا او اثرائها ،ولكن معظم ما نشاهده من برامج تفتقر إلى هذه الميزة، فالبعض منها بني على مبدأ خذ فلوسهم وأعد جزءاً بسيطاً منها لكم واحد منهم والبعض الآخر منها مزج بين اللقاءات وبين مفهوم المسابقات وقليل جدا منها اعتمد مبدأ المنافسة المبنية على الحماس بين المتسابقين عبر أسئلة مدروسة بعناية يجد فيها المتابع مادة جيدة.المشاهد العادي الذي لم يتصل ويزيد من اتصالاته ويجلس جوار هاتفه في انتظار أن يتم اختياره لكي يكون احد المتسابقين لايعنيه من فاز ومن خسر فهو يتابع بهدف أن يزيد من رصيده المعرفي وينشط ذاكرته خاصة عندما يجيب على السؤال قبل المتسابق فإن كانت إجابته صحيحة شعر بالزهو أمام أبنائه أو جلسائه .الكثير من البرامج التي تعتمد على الحصول على اكبر موارد من خلال اتصالات الراغبين في المشاركة تتساهل الى حد ما في ماتطرحه من أسئلة رغبة في أن يستفيد المتصل لعدة أسباب أولها أنهم قد حققوا إيرادات ضخمة، فما المانع من إعادة جزء منها وثانياُ ان منح المشاركين فرصاً جيدة للفوز سيجذب العديد من الراغبين للمشاركة في البرنامج وهكذا فكل حلقة هي إعلان مدفوع عبر الجوائز للحلقة التالية ولامانع في هذه المسابقات من توزيع السيارات وآلاف الريالات أما المشاهد العادي فإنه بالكاد يختطف معلومة من هنا أو هناك وبعض البرامج تعتمد على شخصية المقدم ولاتحمل للمشاهد اي معلومة حتى ان البعض قال انه يمكن مشاهدة مثل هذه البرامج بدون صوت . أما البعض الآخر فمزج بين المعلومة وبين الجذب عبر استضافة عدد من نجوم الفن كما هو الحال في(سباق المشاهدين) وهو من البرامج التي يستغرق فيها السؤال والجواب أطول فترة ولهذا إن كان في الحلقة 20 متسابقاً فيعني 20 سؤالاً فقط . برامج أخرى بها كم من المعلومات لانها تعتمد على ثقافة المتسابق الموجود في الأستوديو ومن أبرزها هذا العام (دقت ساعتك) والذي لو حظي بوقت عرض أفضل لكان له نصيب كبير من المتابعة ولهذا فإن إعادته بعد رمضان سيكون له جمهور اكبر مما حققه في رمضان ويأتي في نفس النوعية برنامج (احسبها صح )على تلفزيون البحرين وبمستوى اقل منهما برنامج (الشلة )على دبي أما بعض المحطات فقدمت برامج تعتمد على موروثنا الشعبي ومنها الليوان في قطر وبرنامج الشارة في ابوظبي وهذه من البرامج الجميلة التى نتمناها على شاشة التلفزيون السعودي الذي قدم في هذا العام برنامج المنافسات (عيش صحاري )الذي ينطبق عليه في توقيت العرض ماينطبق على (دقت ساعتك) فإعادته بعد رمضان ستكون أفضل له ولاشك . ولأن برامج المسابقات تخاطب كافة شرائح المشاهدين لهذا فإن فئة كبيرة منهم تتمنى ان يكون هنالك ارتقاء بمستوى البرامج التى تزيد من حجم المعلومة بأسئلة أكثر عمقاُ فلقد مللنا من المشاركين عديمي الثقافة والذين لايعرفون سوى( فيه خيارات) حتى على أبسط الاسئلة وبعدها تبدأ عبارات الاستجداء (تكفون ساعدونا )ومثل هؤلاء لايلامون فلقد شاركوا للكسب المادي وبعضهم يود استعادة جزء من أمواله التي أنفقها حتى تتاح له الفرصة للمشاركة، لقد قال أحد المشاهدين في العام الماضي عندما تم اختياره كمتسابق إنه أنفق خمسة آلاف ريال لكي تتاح له فرصة المشاركة ولهذا حنت عليه المقدمة ومكنته من الفوز بألفي ريال وهذا بالطبع بعد استنفاد كامل عبارات الخيارات والاستجداءات . مشاهدة اتصلت بفضيلة الشيخ د. عبدالله المطلق تسأل عن جائزة حصلت عليها في مسابقة للقرآن فقال لها الشيخ: إن كنت قد دفعت مبلغاً مالياً في الاتصال للفوز، فالجائزة غير حلال ولأن معظم البرامج لاتشارك فيها إلا بالاتصال المدفوع فإننا نتمنى أن نرى برامج مسابقات تعتمد على فكرة التنافس وإثراء معلومات المشاهدين والفوز بجوائز حلال .[c1]صحيفة الرياض السعودية