غضون
* الأرقام التي سردها رئيس الحكومة عما حدث في المحافظات الشرقية، خاصة حضرموت، تشير إلى أن الخسائر الناتجة عن الكارثة كبيرة والعبء الذي خلفته ثقيل.. وعزاؤنا أن القيادة السياسية والحكومة والسلطات المحلية تقوم بدور مسؤول وتقدم جهداً جباراً وتبذل أموالاً كثيرة للإنقاذ وإصلاح ما تخرب، وعزاؤنا أيضاً في التبرعات المالية والعينية من دول صديقة وشقيقة ومن أفراد ومجموعات تجارية محلية أدركت أن حجم النازلة كبير فعملت من أجل دعم الجهود الرسمية وتقوية عضد الحكومة لكي تواجه هذه النازلة المواجهة المناسبة.. وأن تقدم في الأخير «كشف حساب» يوضح كل شيء تعلق بهذه النازلة سواء من قبل الحكومة أو الحكومات الصديقة والشقيقة أو المنظمات والأفراد والجماعات.* سرني كثيراً التفاعل غير الحكومي تجاه الكارثة.. فهناك منظمات وجمعيات وأفراد وجماعات انخرطت في المجرى.. غير أني أخشى من شيء.. وأود أن أبوح به لرئيس الوزراء وأعضاء حكومته.. فمثل هذه الكوارث لا يستغلها اللصوص فقط، بل أصبح لدينا أفراد وجمعيات ومجموعات تعمل باسم الإنسانية وتفتح حسابات بنكية لتلقي التبرعات بدعوى تمويل مشاريع إغاثة وإنقاذ و»ما يلزم» بينما هؤلاء لا يفعلون ذلك لوجه الله والوطن والناس بل لجيوبهم وأرصدتهم.. وهم مثل السارق الأبقع، والسارق خبير وهو يعرف متى يسرق وأي مدخل يدخل.. كما أن السارق «مبهرر» يسرق ويدعي انه يفعل الخير ويرتجي رضاء الله وثوابه.* الذين أعلنوا الانخراط في موكب الإغاثة والإنقاذ والإيواء أكانوا أفراداً أو صحفاً أو أحزاباً أو جمعيات معروفون بالاسم والصورة والعنوان، ومعروفة أرقام الحسابات التي فتحوها لدى البنوك ودعوا الناس لإيداع تبرعاتهم فيها.. ونحن لا نشك في ضمائر الآخرين ولا نحرض على تقليب قلوبهم، لكننا ندعو إلى تفتيش الدفاتر والتدقيق في الحسابات واطلاع المواطنين على الحقائق بالتفصيل غير الممل.من واجب الحكومة أن تعرف الأفراد والجماعات والجمعيات التي جمعت التبرعات ومقدار هذه التبرعات وكيف استخدمت وماذا حققت؟ وعليها في النهاية أن تحاسب وتكافئ وتعاقب.. تحاسب الجامعين على ما جمعوا، وتكافئ الذين استغلوا تبرعات الناس لتحقيق منافع للناس، وتفضح وتعاقب اللصوص الذين استغلوا مآسي وألام الناس لنهب الناس..