الرئيس الأمريكي أوباما ونظيره الروسي ميدفيديف أثناء اجتماعهما أمس في سنغافورة
سنغافورة /14أكتوبر/ رويترز:أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس الأحد أن الوقت بدأ ينفد أمام الجهود الدبلوماسية الرامية لتسوية نزاع بشأن برنامج إيران النووي لكن مسؤولاً إيرانياً كبيراً، قال: إن على الغرب إظهار صدق رغبته في التوصل لاتفاق.من ناحية أخرى تضغط روسيا وفرنسا على إيران إذ أوضح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن طهران تعتزم فيما يبدو رفض اتفاق صاغته الأمم المتحدة. وتشارك كلتا الدولتين في محادثات مع قوى عالمية حول برنامج إيران النووي الذي يخشى الغرب أن يكون الهدف منه صنع قنبلة ذرية.ولمح أوباما إلى أن الصبر بدأ ينفد في النزاع مع إيران التي تواجه احتمال التعرض لعقوبات دولية اشد أو حتى لعمل عسكري إسرائيلي.وقال اوباما بعد محادثات أجراها مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي (ابك) في سنغافورة: “ للأسف يبدو أن إيران عاجزة حتى الآن على الأقل عن الموافقة على ما يقر الجميع بأنه نهج خلاق وبناء”، مضيفاً:” الوقت ينفد فيما يتعلق بهذا النهج.”وفي تكرار لتصريحات روسية سابقة، أفاد ميدفيديف انه يمكن اللجوء إلى “ أساليب أخرى” ما لم تسفر المباحثات عن نتائج لكنه لم يحدد هذه الأساليب ، ويدعو مشروع اتفاق توسطت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران إلى إرسال نحو 75 في المائة من اليورانيوم منخفض التخصيب الموجود لديها إلى روسيا وفرنسا لتحويله إلى وقود يستخدم في مفاعل للأبحاث الطبية بطهران.وأكد مستشار كبير للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد انه لم يجر الإعلان عن رد رسمي على الاقتراح.وأشار المستشار مجتبى سمارة هاشمي إلى إن إيران تنتظر أن ترى مدى صدق الدول الغربية في تعهداتها.”إلى ذلك أوضح مسؤولون إيرانيون أن طهران تفضل شراء وقود للمفاعل من موردين أجانب بدلا من التخلي عن مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب أو على أكثر تقدير مبادلة كميات صغيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب لتزويد مفاعلها بالمواد اللازمة، ودعوا إلى مزيد من المحادثات.ويؤكد محللون أن إيران جمعت ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لصنع ما بين قنبلة وقنبلتين إذا جرى التخصيب للدرجة التي تكفي لصنع أسلحة ، وعندما سئل كوشنر في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية عما إذا كان قرار إيران النهائي مازال معلقا أجاب:” يمكن أن نصف الأمر على هذا النحو لكن في واقع الأمر فان الرد صدر تقريبا وهو سلبي. هذا أمر مخز.. مخز.. مخز.”وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية: “ نطالب بأخذ كمية كبيرة (من اليورانيوم منخفض التخصيب) لأننا لا نريدهم أن يواصلوا تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في يوم من الأيام في الأغراض العسكرية بينما نقوم نحن بتخصيب اليورانيوم بالنيابة عنهم.”وأعفت مؤقتا التعهدات الإيرانية في محادثات جنيف مع القوى الست في الأول من أكتوبر تشرين الأول طهران من العقوبات التي تستهدف قطاعها النفطي لكن القوى الغربية شددت على أنها لن تنتظر إلى اجل غير مسمى ، واكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أن المهلة الممنوحة لإيران حتى نهاية العام لا تزال سارية.من جهة أخرى أوضح مسؤولون روس مثل وزير الخارجية سيرجي لافروف أن واشنطن تحاول دفع موسكو إلى موقف التهديد العلني بفرض عقوبات قريبا إذا لم تستجب إيران.فيما أشارت إيران الى أنها تخصب اليورانيوم للحصول على وقود لمفاعل الطاقة فحسب لا لصنع رؤوس حربية نووية. لكن سجلها من التكتم في المجال النووي واستمرار القيود على عمليات تفتيش الأمم المتحدة اثارا شكوك الغرب بانها تسعى سرا لامتلاك قدرة انتاج اسلحة نووية.وتتشاور الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن حلول وسط لإنقاذ الاتفاق بما في ذلك وضع مخزونات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب في دولة ثالثة صديقة مثل تركيا انتظارا لتسلم وقود المفاعل. وناقشت ايران وتركيا الفكرة في محادثات جرت هذا الشهر.اما فيما يتعلق بدور تركيا قال مستشار الرئيس الايراني سمارة هاشمي “مسألة تركيا مطروحة أيضاً لكنهم لم يتوصلوا لاتفاق أو قرار ثابت يتصرفون وفقا له.”ولدى ايران مفاعل تخصيب في نظنز. وتفقد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقعا ثانيا سريا للتخصيب قرب قم كشفت عنه إيران في سبتمبر الماضي بعدما اكتشفت أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية رصدته على حد قول دبلوماسيين غربيين.