رأي صريح
لم يكن يدر بخلد أحد ممن إطلع على مستوى وقدرات ونجومية لاعبي الخضر الصغير خلال مراحل الإعداد المختلفة قبل الوصول إلى نهائيات آسيا بسنغافورة أن الخاتمة سكون على تلك الصورة المؤلمة التي قتلت فينا جميعا الأمل والطموح , فقد خالجنا شعور قوي بأن منتخبنا الصغير قادم إلى سماء العالمية بقوة , وأنه لن يجد صعوبة تذكر في بلوغ الدور النهائي للبطولة الآسيوية.غير أن الواقع صدمنا جميعا , ولكن ليس لأن المنتخب قدم صورة هزيلة أو أن اللاعبين لم يظهروا بالصورة التي توقعناها فقط , بل لأن اليمن التزمت أكثر من غيرها بالسن القانونية المحددة من قبل الإتحاد الاسيوي , بينما بقية الدول المشاركة في النهائي دون استثناء لم تلتزم وخصوصا الدول التي لديها باع طويل ويد طويلة داخل أروقة الإتحاد الآسيوي مما جعل الفرق واضح في التعامل مع كرة القدم الخاصة بالناشئين فقد لعبنا مع لاعبين ناضجين اكثر مما يفترض للاعبين تحت سن 11 سنة . الأخضر الصغير كان كبيرا في مستواه عند كل من رأه , غير أن فارق السن كان واضحا بين لاعبينا ولاعبي منتخبات مجموعتنا التي ضمت منتخبات إيران وطاجيسكتان والعراق , والصورة التلفزيونية لن تكذب او تتجمل , فكل شيء فيها واضح للعيان , وربما تصدر عقوبات قاسية من قبل الإتحاد الاسيوي بعد البطولة ضد بعض الدول المخالفة , ولكن مالفائدة التي ستعود علينا من ذلك ؟ ! يمكن القول بعد ما حصل أن الأخضر الصغير كان كبيرا بكل المقاييس ولا يمكن إغفال الدور الذي قام به المدرب القدير عبد الله فضيل في إعداد هذا المنتخب , إلا ان بعض الهفوات كانت واضحة في أداء بعض لاعبي خط الظهر وحارس المرمى الإحتياطي خلال الشوط الثاني لمباراة طاجيكستان التي قصمت ظهر بعير المنتخب , وربما بالتحديد اللاعب علاء سيف لم يكن عند مستوى الثقة التي وضعت به وكان الثغرة الأكيدة التي تمكن من خلالها المنتخب الطاجيكي من إنتزاع تلك النتيجة بالإشتراك مع الحارس إبراهيم حسين الذي لم يحسن التعامل مع الكرات الطويلة والساقطة داخل خط الستة التي تعتبر منقطة الحارس ولا غير . ربما أخطأ المدرب فضيل في بعض الحسابات المتعلقة بمعاقبة الحارس الاساسي علي العنسي على هفوة هدف العراق وجعله في دكة الإحتياط , وكذا عدم إشراك اللاعب علاء سيف في المباريات التجريبية طيلة فترة الإعداد الخارجية في مصر وماليزيا إلا للحظات قليلة على اعتبار أنه واثق من قدرات اللاعب كونه كان أساسيا في مرحلة التصفيات , ولكن هذا التوقف عن خوض المباريات التجريبية باستثناء بعض الفترات جعله بعيدا كل البعد عن أجواء المباريات الحقيقية , وبالتالي دفع المنتخب الثمن .وخلاصة القول أن منتخب الناشئين هو ثروة المستقبل للكرة اليمنية ويجب على إتحاد الكرة المحافظة عليه والسعي بقوة إلى دفعه للمشاركة في البطولة العربية الأولى للناشئين التي تنطلق بصورة أربع مجموعات في الدور التمهيدي خلال نوفمبر القادم . وبالمقابل فقد اثبت الكابتن عبد الله فضيل انه مدرب وطني مقتدر , وأنه مكسب كبير للكرة اليمنية مع طاقمه المساعد ويجب أن يتحمل بعض المسئولية في الخسارة وأن يتعلم منها لا أن يعتزل الناس كما فعل سلفه المدرب القدير أمين السنيني بعد نهائيات آسيا للشباب 2003م . وكلمة شكر نقولها في حق إتحاد كرة القدم ورئيسه الأخ أحمد صالح العيسي الذي عمل على تهيئة هذا المنتخب منذ اللحظة الأولى وبادر إلى إعداده في وقت كانت الكرة اليمنية محظورة من المشاركات غبان عقوبات الفيفا , والخسارة والخروج من النهائيات الآسيوية لا تعني ركن هذا المنتخب على جنب , بل يفترض في هذا الإتحاد ان يتحاشى الاخطاء السابقة في التعامل مع منتخب الأمل السابق وان يواصل إهتمامه بهذا المنتخب ودفعه بجهازه الفني إلى التدرج في مسيرته وفقا للسن القانونية . [c1][email protected][/c]