القاهرة / وكالات :دعا وزراء الخارجية العرب في اجتماع بالقاهرة الأطراف اللبنانية إلى التجاوب مع المبادرة العربية بشأن لبنان وانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن.وتفادى الوزراء العرب في البيان الختامي لاجتماعهم الخلافات العربية حول الأزمة اللبنانية واكتفوا بتجديد دعوة الفرقاء اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للبلاد في الموعد المحدد في إشارة إلى جلسة المجلس النيابي المتوقع انعقادها في 11 مارس الجاري من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد.وأشاد الوزراء العرب بالجهود التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل تفعيل تلك المبادرة وكلفوه بالاستمرار في تلك الجهود، داعين كل الدول العربية إلى دعم جهوده في اتصالاتها بالأطراف اللبنانية وكذلك في اتصالاتها العربية والإقليمية والدولية.من جهة أخرى دعا الوزراء العرب إلى «العمل على وضع العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين»، وكلف عمرو موسى بالبدء في العمل على تحقيق ذلك.على صعيد آخر قال عمرو في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الوزاري إنه تم إقرار جدول أعمال القمة العربية القادمة وأكد أنها ستنعقد في موعدها المحدد بدمشق في 29 و30 من الشهر الجاري.وعن تمثيل لبنان في تلك القمة قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين إن الموضوع سيعالج من خلال الجهود التي سيقوم بها عمرو موسى قبل 11 مارس موعد جلسة المجلس النيابي اللبناني لانتخاب رئيس للبلاد.وكان المعلم قد أعلن في وقت سابق أن «الدعوة ستوجه إلى لبنان لحضور القمة ولبنان يختار من يمثله»، من دون أن يوضح ما إذا كانت بلاده ستلتزم بتوجيه الدعوة إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، في وقت تعيش فيه البلاد فراغا رئاسيا.وتتولى حكومة السنيورة بموجب الدستور صلاحيات الرئاسة الشاغرة، في وقت لا تعترف فيه المعارضة بشرعية هذه الحكومة منذ أن استقال منها ستة وزراء يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية.وبخصوص الصراع العربي الإسرائيلي ألمح الوزراء في بيان أصدروه في بداية اجتماعهم إلى احتمال سحب مبادرة السلام العربية إذا لم تبد إسرائيل تجاوبا حقيقياً معها.وقال عمرو موسى إنه ليس هناك مجال لأن يقدم العرب مزيدا من التنازلات من أجل تحقيق السلام إذا كانت إسرائيل تتجاهل المبادرات والمرجعيات الدولية للسلام في الشرق الأوسط.ودعا الوزراء العرب إسرائيل إلى إبداء «رغبة أكيدة في التوصل إلى سلام عادل وشامل بدلا من الإمعان في سياسة الحرب الممنهجة» ضد الفلسطينيين.وقد خصص الوزراء العرب جلسة الثلاثاء الماضي لبحث الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ الأربعاء الماضي خلف أكثر من 120 شهيدا ومئات الجرحى.وأدان المجتمعون بشدة الجرائم الوحشية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بالقطاع وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطالبوا برفع الحصار المفروض على غزة كما طالبوا الأطراف الفلسطينية بالإسراع في لم الشمل وتحقيق الوحدة الوطنية.وفي ختام الاجتماع قال عمرو موسى إن «الموقف السياسي من الأحداث في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة يجب أن يكون واضحا، فإما أن تكون هناك عملية سلام أو لا» مضيفا أن «الموقف السياسي يجب أن يرتبط بعملية السلام».