حكاية نورس
[c1]* الفنان المهاجر[/c]حسام عزاني الذاكرة لا تمل ولا تتعب من الحنين الى الولد الشقي الذي ما زلنا جميعاً نشتاق إلى فنه الذي أحب وأرتبط اسمه بالإبهار أينما حل بعد رحلة طويلة أمضاها مع زملاء المهنة والعمر الطويل ممثلاً وطالباً في أكاديمية الفنون والمسرح في مدينة كييف عاصمة جمهورية أوكرانيا التي ما زال يعيش فيها مع أسرته الطيبة حتى الآن .ترعرع في مدينة النوارس الجميلة الوديعة الحالمة البريقة وفيها عاش طفولته وشبابه وذكرياته التي ما زالت تطارد طيفه حتى الآن طيب القلب والخاطر صادقاً في مشاعره أحب أهلها وكان بسيطاً معهم وبادله الجميع الاحساس نفسة فأخلص لهم وبقى فنه يحتل ذاكرتهم .ألتحق بالرعيل الأول من فطاحلة فرقة المصافي الكوميدية وقدم معها أجمل الأعمال وعانى من الظروف الصعبة التي أجبرته على تذوق المرارة لحظات كثيرة ولم يستسلم لتلك الاوضاع وجاهد بضراوة للحصول على حياة أفضل له محطات كثيرة تألق فيها طوال مشواره الفني في المسرح تحديداًَ وما زال يسكن مخيلتنا ويختبي في أحد أركانها أحب التمثيل بشغف كبير وكان من الوجوه الكوميدية المميزة التي ألهبت خشبات المسرح سنيناً طويلة وشهد له الجميع من زملائه بسيطرته المطلقة واستحواذه على تلك الخشبة التي أرهقت وإعياء دائها الكثيرين لما يتمتع به من حضور قوي وتلقائية في الاداء لا يدركه إلاّ أصحاب المهنة إياها وعين الفنان الخبير المتمكن من أدواته .قدم السهل الممتنع وبإقتدار وبقيت شخصية عيدروس في مسرحية التركة التي أعادت صياغة احساسنا بالمسرح علامة فارقة في مشواره وخير شاهد على ما أسلفنا ذكره كما أختلط له القدر طريقاً آخر ملئ بالدموع والاشواق لمن أحب وكان بين خيارين أحلاهما أمر من العلقم وارتبطا كليهما بالحزن والمعاناة والفراق وكان له وحده تحديد الخيار الذي كان أشد وطأة من الآخر .وهناك في أقصى الشمال أرض القياصرة الذين حكموا قروناً طويلة وبنوا حضارة وتراث خالد لا زال حتى يومنا هذا يثير الدهشة والاعجاب حيث لا تشرق هناك دوماً شمس دافئة وفي تلك البلاد البعيدة الباردة التي تغطيها الثلوج البيضاء في كل شتاء قارس بقي بجوار اسرته التي عاش معها أجمل الايام أثناء دراسته بعيداً عن وطنه وأهله وزملائه في ذلك الزمن الجميل وما زال النورس الذي تمرد وانفصل عن سربه الذي احبه بعد أن رحل معه الى بلاد كثيرة وبقي وما زال على حاله يعيش في تلك البقعة التي رسمها له قدره ومصيره يتذكر ويعاني ويتألم لتلك الايام الجميلة التي عاشها معهم على الرغم من صعوبتها وجفاءها وقسوة سنينها .أما الآن فقد انقضت سنوات كثيرة من قطار العمر السريع الذي وصل الى مشارفه الاخيرة وهو بعيد عن من أحب وبقي القليل من العمر الذي فيه يحتاج الى التفكير بعمق وحكمة فيما يقرر فيما بقي من سنين حياته وإعادة خلط وترتيب أوراقه التي تناثرت مهملة كل تلك السنين هذه هي حياة فيها لا يدري الانسان بأي أرض يولد وبأي أرض يموت وتلك قصة حياته التي أختار أن يخوضها منفرداً بملء إرادته ودون ندم وهي بصدق حكاية مؤلمة تفطر القلب وتدمي الجراح وتوقظ أحلام السنين التي ذهبت مع الريح بلا عودة ولا معنى يعيش بطلها بلا هدف يهيم في البراري والاحراش الخضراء الكثيفة في تلك الارض البعيدة الجميلة يتجرع فيها مرارة كأس الغربة والهجرة في حياة خالية من الدفء ومشاعر متواصلة من الحنين الى الجذور والاصل الذي لا يستنسخ ولا يرضى بغير دفء وطنه وطن آخر .سلامي إليه ذلك اليمني الطيب ابن الاصالة والحضارة حيثما يمم وبوصلته في تلك البلاد القاسية مناخها وناسها والتي تترامى اطرافها الى أقصى جوانب الارض حيث لا تصلها نور شمس في معظم السنين .اتمنى له النجاح والتوفيق دوماً ولاسرته الصحة والسعادة وأبلغه هنا تحايا النوارس التي احبته بصدق وظلت تسكن وجدانه وتشاركه لفافة تبغه في الاحلام المنسية وتعتلي صورها لوحات جدران منزلة البعيد المطل على مشارف الدانوب الازرق الذي تناثرت على جوانب شواطئه الكثير من الحكايا لعمالقة الادب والفن واصبح الوصول إليه حلماً يراود النوارس التي بنت أعشاشها سنيناً طويلة على أشجار ضفافه .والى ذلك اليوم الذي ننتظر فيه عودته إلينا سنظل نحفظ له عهد الوفاء ونعيش ذكراه التي ظلت تحلق مع النوارس روحاً وفكراً وفناً راقياً لا ينسى مهما قست علينا الايام وتناوبت معها السنين .أردنا لهذه الحكاية المؤلمة التي وصلت الى مشارفها أن تكون سعيدة بعودة النورس المهاجر الذي تخلف عن سربه ولا زال ينتظره إلاّ أن هي مشيئة الخالق التي لا إعتراض عليها .. وحتى حكاية أخرى أقدم البطاقة التعريفية والاعمال الفنية للنورس المهاجر حميدو .[c1]البطاقة التعريفية :[/c]* الاسم : عبدالله حميد سيف (حميدو) .* الميلاد : 1954.* ممثل ومخرج مسرحي .* المؤهل ما جستير إخراج مسرحي / معهد كربنكا كارا العالي للمسرح والسينما/ كييف / جمهورية أوكرانيا .[c1]الأعمال الفنية : [/c]- أول من ألتحق من دفعته بفرقة المصافي الكوميدية عام 1971م وقدم معها :- عصا موسى / كاري قعايد / أريد أن أقتل / مصير صرصار / الوجه المشطور 1974 عائلة في خطر 1975.- أنظم الى فرقة المسرح الوطني في عام 1977 وقدم معها أجمل الاعمال الفنية مثل:فتاتنا اليوم / ذي زرعتوه اصربوه / التركة الجزء الاول / الفردية القاتلة / نحن والفاشية / القوي والاقوى / مخرج في ورطة / السيد بونتيلا وتابعه ماني / ثورة الزنج.- شارك في مهرجان المسرح العربي في دمشق عام 1979 بمسرحية الفردية القاتلة ونحن والفاشية .- في عام 1980 ألتحق بالمعهد العالي للمسرح والسينما وتحصل على شهادة الماجستير في 1986م.- قدم مع فرقة المصافي الكوميدية في عام 1986 عرف كيف يموت لتوفيق الحكيم / يمننة عمر جبلي وإخراج ضرار راوح .- قدم مسرحية ما كبث مع فرقة المسرح الوطني عام 1987م لوليم شكسبير وإخراج جميل محفوظ .- قدم في عام 1991م الجزء الثاني من مسرحية التركة .- قدم مع المخرج محمد الرخم وفرقة المسرح الوطني في عام 1992م مسرحية المهرج لمحمد الماغوط.- في عام 1993م شارك في مهرجان المسرح الثاني وتحصل على جائزة أحسن ممثل مساعد عن مسرحية التركة الجزء الثاني .- له كثير من الاعمال الاذاعية والمسلسلات ومنها :العقد الفريد / عبده النجار وزوجته حمامة / صيحة الديك / العاقر .- هاجر الى المدينة التي علمته فن المسرح وتخرج منها (كييف) في عام 1996م واستقر فيها حتى اليوم .