من زار اليمن أو عرفها قبل الثاني والعشرين من مايو عام 1990م سواء في الشمال أو الجنوب ويزورها اليوم بعد سبعة عشر عاماً سيدرك لماذا كانت الوحدة ضرورة وليس حاجة عصرية , سيدرك لماذا جعل فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح وحدة الوطن في مقدمة أجندته وهو ينفذ إرادة الشعب في قيادة سفينة الوطن عام 1978م , سيدرك أنه لو لم تتحقق الوحدة كيف كانت صورة اليمن ليس فقط شطرين بل أشطار عدة وحجم الفوضى والتخلف والتبعية للآخرين لا يعلم بها إلا الله الذي رحم هذا الوطن ووحده منتصف عام 1990م قبل فوات الأوان .نقول هذا ونحن نعيش هذه الأيام الاستعدادات المصاحبة لجملة من الفعاليات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية لاستقبال العيد الوطني السابع عشر لقيام الجمهورية اليمنية الثالثة في الثاني والعشرين من مايو الجاري , مما يعني أن هذا الاستحقاق الوطني الممزوج بالفرح اليماني المعانق السماء , يجب أن لا يتحول إلى فعاليات احتفائية نغني ونرقص فيها , بقدر ما يتوجب أيضاً إعادة الذاكرة إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م , كيف كان الوطن في وضعه التشطيري شمالاً وجنوباً وكيف أصبح اليوم بعد عقد وسبعة أعوام من الوحدة ؟! .. لنسأل أنفسنا سواء كنا كما كان يعرف بماضينا الأسود شمالي أو جنوبي كم مدرسة ومعهد وجامعة جرى تشييدها وافتتاحها خلال سنوات الوحدة المباركة ونقيس على ذلك في الطرقات والمستشفيات والوحدات الصحية والكهرباء والمياه والمظلة الاجتماعية والمكتيات ودور العرض الثقافي والفني والمتنفسات والمنتزهات ودور رعاية الأيتام والعجزة وغير ذلك الكثير والكثير .. حتى نرسم الصورة الصحيحة دون رتوش أو مبالغة أو حتى خداع الآخرين قبل أنفسنا , صورة وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م .. ؟؟ .. نسأل ونسمع بعدها الإجابة التي تنطلق من الأرض .. الحقيقة وليست من الكلمات والقصائد والأغاني !! .المنجزات التي تحققت خلال الأعوام السبعة عشر لا يمكن عدها خاصة وأنها انتصبت في عموم أرجاء الوطن , حتى في المناطق والبوادي والنواحي الني كان نور الكهرباء وشربة الماء النظيفة وحبة الدواء المخففة للألم , حلم من الأحلام لمواطنين يعرفون جيداً ماذا قدمت لهم الوحدة في زمنها القصير مقارنة مع ما شاهدوه من تحول كبير في حياتهم .. الأمر الذي يجعلنا لإنصاف الحقيقة أن نبدأ الإجابة عن تساؤلنا السابق من هنا .. من هذه المناطق التي لم تعدّ كما كانت تعرف بالنائية البعيدة عن الحضارة , بل مناطق حضرية ينعم فيها المواطنون بكل متطلبات الحياة العصرية من طرقات وكهرباء ومياه نقية تصل إلى الكثير من المنازل ومازالت المشاريع الهادفة لإيصال المياه إلى كل منزل في هذه المناطق ومنها من هي في أعالي الجبال .. جارية في إطار خطط التنمية .. ناهيك عن المدارس والوحدات الصحية والمعامل الصناعية والزراعية التي توفر فرص عمل شريفة وغيرها من الإنجازات التي ما كان لها أن تتحقق في هذه المناطق لولا قيام الوحدة وتوفيرها شروط ومتطلبات بناء الدولة الحديثة بعد عهود من التخلف والحرمان والفقر والمرض .. فكانت الوحدة المباركة وإعلان قيام الجمهورية اليمنية الثالثة في الثاني والعشرين من مايو 1990م , هي بوابة العصر الحديث لليمن .. بوابة نقلت اليمن إلى عهد جديد ورقم صعب لا يمكن تجاوزه وموقع مهم في الخارطة الإقليمية والعربية والدولية .. بوابة الوحدة جعلت العالم يحترم اليمن ويأتي إليه دون خوف أو تردد وزيادة على ذلك كله يعرف العالم أن الذي حقق الوحدة وفي أصعب الظروف المحلية والإقليمية والعربية والدولية ويقود مسيرتها الآن نحو النماء والتقدم ومواجهة تحديات العصر بكل أشكاله وألوانه , هو فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح , قائد شهد له الغالبية داخلياً وخارجياً بمصداقية حكمه وتعامله مع الآخرين بكل شفافية .. قائد حقق المعجزة في زمن أصبحت فيه المعجزات ضرب من ضروب المستحيل .. أمّن الوحدة بالديمقراطية والحوار واحترام الرأي المعارض .. وجعل حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في صنع القرار السياسي وأطلق الحريات والتعددية الحزبية ومنظمات المجتمع المدني .. ليدخل بذلك كله التاريخ في أنصع صفحاته المشرقة .. وهذه ليست حقيقة نحن نعلنها, بل شهادة جاءت من الآخرين وفي المقدمة الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا واليابان والصين وروسيا .. إضافة إلى موقعه كقائد متميز في المنطقة العربية .كل ذلك وأكثر هي عناوين الوحدة التي تجاوزت سنواتها السبع عشرة في ما حققته بقيادة فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح من إنجازات أبهرت العالم .هذا هو المشهد اليمني بعد سبعة عشرة عاماً .. مشهد يدحض فعلاً ملموساً إدعاءات وافتراءات بعض أحزاب المعارضة التي أوجدها هذا المشهد وأخرجها من ثوابيتها المحنطة لتكون صوتاً مسموعاً ورأياً مأخوداً وفعلاً متحركاً داخل المجتمع.. نعم نقول إدعاءات وافتراءات بعض هذه الأحزاب بأن الوحدة لم تحقق شيء لا منجزات ولا ديمقراطية حقيقية كما تريدها هذه الأحزاب ديمقراطية لا تعارض السلطة بل الوطن.. ديمقراطية تريد السلطة على طبق من ذهب وليس عبر صناديق الانتخابات .. المشهد اليمني اليوم أكثر من عظيم ليس فقط في عيون أبناء الوطن في الداخل والخارج بل في عيون العالم كله إلا أولئك الذين يصرون على ارتداء النظارات السوداء والتحدث عن الوطن والوحدة والديمقراطية من خلف هذه النظارات .
أخبار متعلقة