تجرّعوا معاناة الاحتلال منذ نعومة أظافرهم
فلسطين المحتلة / متابعات :يتعرض الفلسطينيون خاصة الأطفال والنساء منذ عقود من زمن الاحتلال الإسرائيلي لكافة أشكال المعاناة التي بلغت أوجها مع كل مجزرة ترتكبها قواته. وفي مجزرة بيت حانون الأخيرة أكدت الإحصاءات الرسمية أن من بين الشهداء عشرة أطفال وسبع نساء من أصل 18 شهيدا وشهيدة.وخلال عملية غيوم الخريف على البلدة التي استمرت لأكثر من أسبوع استشهد 20 طفلا وجرح 69 آخرون، فيما بلغ عدد الشهيدات 13 شهيدة والجريحات 69 جريحة. أما منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 27 يونيو الماضي وحتى نهاية الأسبوع الماضي، فقد استشهد 97 طفلا و39 امرأة من أصل 374 شهيدا.وزاد عدد الشهداء الأطفال منذ ستة أعوام من انتفاضة الأقصى على الألف بقليل، فيما تجاوز عدد الجرحى 19 ألف جريح. وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 19.5 من شهداء انتفاضة الأقصى البالغ عددهم 4.348 شهيدا هم من الأطفال (أقل من 18عاما)، ونحو 5.7 من النساء.أما فيما يتعلق بالمعتقلين فتؤكد بيانات وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن سلطات الاحتلال تعتقل 350 طفلا في ظروف قاسية، و120 امرأة بينهن عدد من الأمهات، وبعضهن أنجبن داخل السجن. حجم انتهاكات الاحتلال لحقوق الطفل والمرأة في الأراضي الفلسطينية أثارت قلقا واسعا في أوساط المؤسسات العاملة في هذا المجال، ودفعتها إلى المطالبة بموقف يرقى لمستوى الحدث والدماء النازفة.وفي هذا الشأن أكدت، مسؤولة الأبحاث والتوثيق في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي صريدة عبد حسين، أن الجندي الإسرائيلي لا يتورع في إنكار إنسانيته وإنسانية من يقابله حيث يعامل المرأة الفلسطينية كالرجل، ولا يتردد في استخدام العنف ضدها.وذكرت أن من بين حالات العنف التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية عمليات القتل والجرح والاعتقال، والضرب بأعقاب البنادق والتهديد بالقتل بوضع فوهة البندقية على رأسها، مؤكدة أن بعضهن سحبن من شعرهن إلى الدبابات وخضعن لتحقيق قاس للاعتراف بأماكن وجود أزواجهن أو أقاربهن.وأضافت أن من أشكال العنف أيضا العنف غير المباشر كأن تكون المرأة شاهدة على تكسير بيتها أو هدمه أو اعتقال زوجها أو شقيقيها أو قتل أي منهم أو جرحه أو الاعتداء عليه دون أن تستطيع فعل شيء.بدوره أشار محمود عمرو، من مؤسسة أرض الأطفال الفلسطينية إلى جملة من الممارسات التي تخلف آثارا سلبية على شخصيات الأطفال ومستقبلهم نتيجة ما يشاهدونه ويتعرضون له من عنف هائل بشكل متواصل.وأكد أن عنف الاحتلال يفوق تصور الإنسان ويؤدي إلى صدمة لدى الأطفال، وهذا يؤدي حتما إلى أعراض تظهر على الأطفال خلال النوم، مثل الأحلام المرعبة أو في حياتهم العادية كالعصبية الزائدة.