على وقع تفجيرات «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الإرهابية
صورة للانتحاريين الثلاثة بحسب بيان تنظيم «قاعدة المغرب الإسلامي»
الجزائر / الدار البيضاء / متابعات :استعاد الجزائريون أجواء مرحلة العنف الأهلي "العشرية السوداء" بالتفجيرات التي وقعت صباح أمس الأربعاء في العاصمة وضواحيها،وتعتبر هذه التفجيرات الأول من نوعها من حيث نوعيتها وضخامتها وتأتي بينما يستعد الجزائريون الشهر القادم للمشاركة في الانتخابات التشريعيةو أدت تلك الهجمات بحسب بعض وكالات الأنباء نقلا عن مصادر طبية مقتل نحو 30 شخصا، بينما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن عدد الضحايا وصل إلى 23 شخصا وجرح نحو 162 آخرين.وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أعلن في بيان على الانترنت مسؤوليته عن التفجيرات ونشر صورا لثلاثة أشخاص قال إنهم هم من نفذ تلك العمليات،وهم بحسب البيان الملقب بمعاذ بن جبل الذي قاد شاحنة مملوءة بسبعمائة كيلوغرام من المتفجرات واستهدف مقر الحكومة في العاصمة، والملقب بالزبير ابو ساجدة الذي قاد شاحنة مملوءة بسبعمائة كيلوغرام من المتفجرات واستهدف مقر شرطة الانتربول في باب الزوار شرق الجزائر العاصمة والملقب بابي دجانة الذي قاد شاحنة مملوءة بخمسمائة كيلوغرام من المتفجرات وأستهدف مقرا خاصا للشرطة في باب الزوار أيضا. وقد اهتز حي المصالحة الوطنية بباب الزوار على وقع انفجارين عنيفين استهدفا مقر الشرطة وكتيبة الدرك الوطني.الانفجاران اللذان تسببت فيهما سيارتان مفخختان من نوع رونو " إكسبراس " و بيجو " بارتنار " وقع في حدود الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق وكان الفاصل الزمني بينهما عشر ثواني فقط.و حسب تصريحات غير رسمية فالسيارة الأولى كان على متنها انتحاري حاول رجال الشرطة إيقافه فلم يستجب، وأمام إصراره أطلق عليه رجال الشرطة النار،ليفجر السيارة و تتسبب في انفجار أكثر من ثلاثين سيارة أخرى كانت على نفس الطريق من بينها احتراق كلي لسيارة خاصة بالحماية المدنية من نوع "كونغو" و التي قتل على إثرها ثلاثة أعوان من الحماية المدنية ،أما السيارة الثانية فقد انفجرت بعد أن لاذ سائقها بالفرار فور رؤيته لأعوان الشرطة مستهدفة حظيرة الشرطة التي دمرت عن آخرها.وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها انتحاري بتفجير نفسه في العاصمة الجزائرية، حيث كانت كل العلميات الإرهابية منذ بدء هذه الظاهرة تتم بواسطة سيارات مفخخة أو وضع قنابل في أماكن من طرف "إرهابيين" سرعان ما يغادرون المكان بعد وضعها.وعلى الفور أقامت مصالح الأمن طوقا أمنيا على مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية، في الوقت الذي شددت الحراسة على باقي مقرات مؤسسات الدولة خوفا من تكرار هجمات انتحارية جديدة.
تفجيرات المغرب
و أصدرت وزارة التربية الوطنية تعليمة بغلق المدارس التربوية، كما أغلقت جامعة الجزائر أبوابها في وجه الطلبة، واتخذ مسؤولو دار الصحافة الطاهر جاووت بشارع أول ماي، ودار الصحافة فريد زيوش بالقبة ، إجراءات أمنية مشددة خوفا من استهدافها، وشوهدت أيضا شوارع العاصمة خاوية على عروشها طيلة نهار أمس الأربعاء. وفي أول رد فعل رسمي، أدان رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم تلك التفجيرات ووصفها بالعمل الجبان، بينما اعتبر الوزير بوجرة سلطاني الذي يرأس حزبا إسلاميا أن تلك التفجيرات لن تخيف الجزائريين وأن أعمال الإرهاب لن تخضعهم وتجعلهم يسلمون البلاد للقتلة والمجرمين.ويروي شاهد العيان"عبد الوهاب ب" بحسب ماذكر موقع" العربية.نت" الذي كان في مكان الانفجار بعد دقائق معدودة فقط من حدوثه، أنه شاهد عددا من الجثث المتفحمة متطايرة أمام مدخل قصر الحكومة ووزارة الداخلية( المدخل المشترك)، إلى جانب بعض السيارات المحترقة كذلك.وقال عبد الوهاب في شهادته أن دحو ولد قابلية الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية كان أول مسؤول يتواجد بمكان الانفجار وكانت تظهر عليه علامات التأثر ولم يدل بأي تصريح، قبل أن يلتحق به رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم ووزيره للداخلية يزيد زرهوني اللذين كانا كذلك في قمة التأثر.وبحسب رواية الشاهد، فإن سيارة من نوع رونو كليو كان يقودها انتحاري ارتطمت بحائط مبنى مقر رئاسة الحكومة، الأمر الذي أدى إلى حدوث دمار هائل في المبنى، وقد تضرر مكتب الوزير المنتدب دحو ولد قابلية كما تضررت مكتبة الوزارة، وروى عبد الوهاب أنه شاهد ملفات متناثرة بعد الانفجار يرجح أنها سقطت من مكاتب الوزارة، و نقل عبد الوهاب أنه شاهد حوالي عشرة وزراء في عين المكان جاؤوا لتفقد الأضرار الناجمة عن الانفجار الأول من نوعه.
تفجيرات الجزائر
على صعيد متصل ذكر موقع" العربية.نت" انه تحصل على معلومات من مصادر أمنية تفيد بأن مصالح الأمن قامت قبل نحو أسبوع من الآن بعملية تمشيط سرية في العاصمة بحثا عن سيارات مسروقة يشتبه أنها كانت ستستعمل في عمليات إرهابية، وأن مصالح الاستعلامات كانت على علم بوجود تهديدات لكنها كانت في مرحلة تعقب للمشتبه بهم، وزادت حالة الاستنفار بعد وقوع تفجيرات الدار البيضاء بالمغرب. وأشار إلى أن رسالة نصية كتبت باللغة الفرنسية و تم إرسالها عبر الهاتف الجوال لمشتركي إحدى شبكات الهاتف النقال، حيث تلقى أحدهم هذه الرسالة على الساعة التاسعة و 27 دقيقة، بتاريخ 10- 04 -2007 أي قبل يوم من التفجيرات وتقريبا في نفس توقيت التفجير، يدعو فيها أصحابها إلى توخي الحذر و إبلاغ مصالح الأمن عن أي تحرك مشبوه وذلك عن طريق الاتصال على الرقم المجاني 1590، ولم يتم التوصل بعد إلى تحديد الجهات التي أرسلت هذه الرسالة النصية إلى مشتركي الهاتف النقال.وقد سقطت الجزائر في براثن العنف عام 1992 وسقط ما يصل إلى 200 ألف قتيل في أعمال العنف بعد ذلك. وانحسرت وتيرة أعمال العنف في الأعوام الأخيرة بعد صدور عفو عن العديد من المتشددين ولكنها ما زالت مستمرة في المنطقة الجبلية شرقي العاصمة، وأعلنت الجماعة السفلية للدعوة والقتال انضمامها لتنظيم القاعدة وتغيير اسمها لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مما أشار بحسب مراقبين إلى حدوث تغيير في إستراتيجية التنظيم وتركيز اهتمامه أكثر على منطقة المغرب العربي.