طارق حنبلةيلعب القات دورا سلبيا وخطيرا في حياة المجتمع اليمني فهو كما يعلم الكثير منشط غير طبيعي يزرع في كثير من المناطق اليمنية على حساب المحاصيل الضرورية في حياتنا لعل ابرزها محصول البن الذي اشتهرت به بلادنا عبر التاريخ وما زال عنوانا للحضارة اليمنية وشاهدا على عظمتها وعراقتها.ولاابالغ اذا قلت ان القات شيطان حقيقي يتسبب في خراب البيوت والجيوب العمرانة ويهدم مساحات خضراء واسعة وجميلة من وقت وعمر الانسان وصحته النفسية والعصبية.اذاً كيف يمكن ان نخرج من مساحات هذا الوباء اللعين الذي لعب دورا سلبيا في ابراز الوجه الحضاري للانسان اليمني المعاصر الذي استطاع ان يرتقي الى مساحات التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي على قاعدة البناء الديمقراطي كأساس متين للحرية والعدالة الاجتماعية التي تحترم فيه عزة الانسان وكرامته وكبرياءه وهو ما شهد به العالم في العشرين من سبتمبر عام 2006م في العرس الديمقراطي الرائع والعظيم الذي رسمه اليمانيون في ذاك اليوم بأحرف من نور وبألوان قوس قزح.المهم يجب ان نعلم جيدا انه من الصعب القضاء على هذا الفيروس الاجتماعي الا بايجاد بديل اجتماعي آخر يستطيع اخراج الفئات المختلفة من الناس ممن يتعاطون القات من مساحته الهدامة .. انها معركة تحد حقيقية.علينا ان نستخدم فيها كل الاسلحة العصرية والحضارية وان استدعتنا الضرورة الى الافراط في استخدامها.المهم هو كيف نجبر الشباب والفئات الاجتماعية الاخرى على عدم التفكير في نبتة القات وتوجيه انظارهم وعقولهم الى مساحات اكثر رحابة اكثر جمالا واشراقا تحمي صحتهم النفسية والعصبية وآمالهم العريضة في الحياة العصرية الهانئة التي تجعلهم اكثر تمسكا بالمستقبل الربيع الذي ينتظرهم باذن الله تعالى.في اعتقادي ان وجود دور سينما في كل مديرية على الاقل وتنشيط الفعاليات الفنية المسرحية واحياء الدور الثقافي والفكري في حياة الناس سيلعب دورا كبيرا في ابعاد الناس عن تعاطي القات.لذا فانه حري بمسؤولينا العمل على توفير دور السينما وتنشيط العمل المسرحي ومحاولة اخراجه من غرفة الانعاش وبث الحياة فيه من جديد ليعود الى ماضيه العريق والزاخر بالانجازات .. ولاننسى اننا أنشأنا اول مسرح في الجزيرة العربية ومن المخجل حقا ان يصل حاله الى ما وصل اليه .. انه شيء مؤلم بالفعل ويستحق وقفة جادة من قبل المسؤولين والفنانين المسرحيين النائمين نومة اهل الكهف.