إعداد/ وهيبة العريقي :الثقافة الصحية مطلوبة والجميع ملزمون باستيعاب المعلومات الكافية حول الأنفلونزا ( H1N1 ) التي تؤمن الحماية والوقاية من عدوى الإصابة بهذا المرض. ولو حرص الناس على الأخذ بتدابير الوقاية مع عدم مخالطة الشخص أو الأشخاص القادمين من دول موبوءة بأنفلونزا ( H1N1 ) فسيظلون بمعزل ومنأى عن الإصابة بهذا الداء. في السطور التالية سنقف على مشكلة أنفلونزا ( H1N1 ) وكيفية عدوى الإصابة بهذا المرض وسبل علاجه والوقاية الشخصية منه. [c1]حقيقة المرض[/c]طبيعة مرض أنفلونزا ( H1N1 ) الذي عرف خطأ باسم أنفلونزا الخنازير أنه يصيب البشر وله القدرة على الانتقال من شخص لآخر، وقد اتضح أنه يجمع بشكل فريد بين جينات الخنازير والطيور والبشر. وكان يشار خطأ في السابق إلى أن (أنفلونزا الخنازير )، على إثر الاختبارات الأولية التي أجريت في المختبرات والتي أظهرت أن العديد من جينات الفيروس الجديدة مشابهة إلى حد بعيد لفيروسات الأنفلونزا الحيوانية التي تحدث - عادة - في الخنازير في أمريكا الشمالية. وعالمياً تجاوزت عدد الإصابات بهذا المرض أكثر من ( 70 ألف حالة ) إصابة مؤكدة حتى نهاية يونيو 2009م، بينما نسبة الوفيات لم تتعدى سوى ( 1 - 4 %) كون معظم الإصابات تتماثل للشفاء، ووحدها الحالات الوخيمة من ينتهي بها المطاف إلى الوفاة لدى غياب المعالجة الفاعلة أو تأخرها. أما ما تم اكتشافه من حالات إصابة في بلادنا كان في المطار بين يمنيين قادمين من الولايات المتحدة، وصلت حصيلة ما تم رصده واكتشافه من إصابات ( 5 حالات ) إصابة مؤكدة بين يمنيين قادمين من الولايات المتحدة في منتصف الشهر الجاري، ثم حالة واحدة رصدت قبل أسبوع لطفلة وصلت إلى مطار صنعاء قادمة من بريطانيا، ومؤخراً رصدت حالة إصابة جديدة بتاريخ (30 يونيو 2009م) لدى مغترب يمني قدم من الولايات المتحدة، أي أن الحالات المكتشفة إجمالاً لا تتعدى (7 حالات ) إصابة مؤكدة، وجميع هذه الحالات خضعت للعلاج وتماثلت للشفاء باستثناء الحالة التي اكتشفت ورصدت مؤخراً لاتزال تتلقى العلاج. [c1]علامات الإصابة[/c]يشترط للاشتباه بالإصابة بأنفلونزا ( H1N1 ) ظهور أعراض معينة شبيهة بأعراض الزكام والرشح، مثل : - الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم. - الرشح والنزول من الأنف. - الإجهاد الشديد في العضلات - القيء والإسهال. - الصداع. - السعال.- التهاب واحتقان بالحلق. أضف إلى أن حالات الاشتباه تكون قادمة من بلدان موبوءة أو من بلدان ظهرت فيها حالات إصابة مؤكدة. أما فترة حضانة المرض التي تسبق ظهور الأعراض فعادة تمتد من ( 1 - 7 أيام )، وبعد سبعة أيام تظهر العدوى والأعراض. [c1]عدوى المرض[/c]من أهم وسائل انتقال فيروس( H1N1) الاختلاط، ونحن في بلد يسوده التواصل الاجتماعي وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والجيران. والأهم للوقاية من هذا المرض- لكثرة اختلاطنا بالآخرين - أن نعرف كيف نقي أنفسنا من الإصابة بالأمراض أو الأعراض التنفسية، كالزكام والرشح والتي يشكل الاختلاط بالمصابين بهذه الأعراض السبب الأبرز في تلقي عدوى الإصابة، فعندما يعطس أو يسعل الإنسان فلابد له من استخدام منديل لتغطية الفم والأنف أثناء العطس أو السعال وبعد ذلك التخلص منه برمية في القمامة بعيداً عن متناول الجميع، كذلك الحرص على اتخاذ مسافة فاصلة لا تقل عن متر عن الآخرين إذا ما ظهرت على الشخص أعراض الأنفلونزا، والحرص دائماً وفي كل الأحوال على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون. . وكذلك البعد عن معانقة أو تقبيل المصاب بالمرض.فالواجب يحتم على الجميع التماس المعرفة بمرض أنفلونزا ( H1N1 ) حتى لا يصاب أحد بالمرض وأيضاً معرفة وسائل ووسائط عدواه مادمنا في إطار ثقافتنا غير قادرين على العيش في عزلة عن الآخرين .. أي أن الثقافة الصحية مطلوبة ونحن ملزمون باستيعاب المعلومات الكافية عن هذا المرض الجديد والتي تؤمن الوقاية من تلقي عدواه. [c1]مشكلة الوباء [/c]المشكلة في أنفلونزا ( H1N1 ) إذا ما قورنت بالأنفلونزا العادية، أن الأنفلونزا العادية متعرف عليها من قبل الجهاز المناعي للإنسان وقادر على مكافحتها بذاته، وكثيراً من الناس لديهم مناعة ضد هذه الأنفلونزا عندما يصابون بها. أما أنفلونزا ( H1N1 ) ففيروسها جديد على الإنسان، والجهاز المناعي للإنسان ليس لديه أي نوع من المناعة ضده، فهو لم يتعرف بعد على هذا المرض، وهنا تكمن خطورته فعندما يصادفه لأول مرة يسهل على الفيروس فرض الإصابة وتبعاتها. أما أنفلونزا الخنازير فيصيب الخنازير سنوياً بشكل اعتيادي أو وبائي، فإذا حدث تحور وتغير جينات، أي ارتباط بين الفيروس البشري وفيروس أنفلونزا الخنازير فعندئذ ينتج فيروس جديد ينتقل من الخنازير إلى الإنسان، ثم من الإنسان إلى الإنسان. غير أنه ثبت أن فيروس أنفلونزا ( H1N1 ) مرض جديد يجمع بشكل فريد بين جينات الخنازير والطيور والبشر. وقد شكل ظهور وانتشار مرض أنفلونزا ( H1N1 ) حافزاً للبلدان للاستعداد ووضع الخطط واتخاذ التدابير اللازمة وتأمين العلاجات المناسبة وتوفير مخزون استراتيجي من الأدوية المضادة لفيروسات الأنفلونزا التي ثبتت فاعليتها في علاج فيروس الأنفلونزا الجديد، إلى جانب رفع درجة جاهزية المختبرات لتشخيص الحالات، وهذا كله أسهم في الحد من الوفيات بفيروس أنفلونزا الخنازير ( H1N1) إلى حد كبير. كما حفز هذا المرض الشركات العالمية المصنعة للقاحات لتطوير لقاحات مضادة، ولولا الجاهزية التي اتخذتها البلدان ومنظمة الصحة العالمية خلال الأعوام السابقة منذ عام 2005م .. أي منذ ظهور أنفلونزا الطيور وحتى الآن.. لا يعلم إلا الله - كيف سيكون الحال!.[c1]علاج المصابين [/c]علاج حالات الإصابة بأنفلونزا ( H1N1) حالياً يعتمد على مضادات فيروسات الأنفلونزا بشكل عام، وفيروس أنفلونزا ( H1N1 ) يدخل ضمن هذه المجموعة، وإن اختلف نوعه وسلالته الفيروسية. والمتوفر منه في بلادنا حتى الآن ( التام فلو ) و ( الفلوفلاي ) حيث ثبتت فعاليتهما في كثير من البلدان، بدليل أن عدد الإصابات وصلت في العالم حتى نهاية يونيو 2009م - وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية- إلى أكثر من ( 70 ألف ) حالة إصابة مؤكدة ، لكن نسبة الوفيات المسجلة لم تتجاوز سوى ( 1 - 4 %) مما يعني أن العلاج أعطى مفعولاً جيداً.أما على المستوى المحلي فمن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة العامة والسكان - توفير كميات من الأدوية المضادة ( تام فلو ) و ( فلو فلاي) ، وفاعلية هذه الأدوية تزداد إذا أعطيت للمرضى في الأيام الأولى قبل ظهور الأعراض أو عند بدء ظهورها ، مما إذا أعطيت في فترة لاحقة من الإصابة بالمرض.وقد وصلت منذ مدة كمية كبيرة منها مقدمة من منظمة الصحة العالمية لمواجهة ظهور حالات الإصابة بالأنفلونزا الجديدة وتحسباً لانتشار المرض. هناك مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الصحة على المنافذ وأهمها المطارات كمطار صنعاء الدولي ، حيث لجأت إلى شراء واستخدام أجهزة قياس درجة الحرارة للمسافرين بغية قياس درجة حرارة المسافرين والتعرف على الحالات التي يمكن وضعها تحت طائلة الاشتباه أو الاحتمال لتخضع بدورها لفحص أنفلونزا ( H1 N1 ) ومن ثم تعطى العلاج بشكل مبكر.[c1]متطلبات الوقاية [/c]بالإمكان أن نحمي أنفسنا من الفيروس المسبب لأنفلونزا ( H1N1) من خلال :- استخدام المناديل أثناء العطاس أو السعال ثم رميها بعد الاستخدام مباشرة في القمامة بعيداً عن متناول الآخرين.- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون دائماً لأن عدم غسل اليدين من العوامل المهمة جداَ لمنع انتقال الكثير من الأمراض وأبرزها أنفلونزا ( H1N1) . وأؤكد هنا على أهمية الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد مصافحة الآخرين وخصوصاً المصابين بالرشح والزكام.- تلافي لمس اليدين للعينين أو الأنف أو الفم دون غسلها جيداً بالماء والصابون .- تلافي العناق والتقبيل للمصاب أو للمصابين بالرشح أو الزكام.- تجنب مخالطة الأشخاص المشتبه فيهم أو المؤكدة إصابتهم بالمرض .- عدم الانخراط في الأماكن المزدحمة.- التحري عن الإصابة إذا وجدت أعراض الرشح والزكام واستشارة الطبيب مع البقاء في المنزل دون مغادرته متى تأكدت الإصابة بفيروس ( H1 N1) حتى إكمال العلاج والتماثل للشفاء.- غسل أو تعقيم الأماكن أو المواضع المكتظة بالناس ، كون فيروس أنفلونزا ( H1 N1) بمقدوره البقاء على الأسطح المختلفة في هذه الأماكن مدة تتراوح بين (12 - 24 ساعة) . - أن يحرص المصابون بالرشح والزكام على اتخاذ مسافة فاصلة عن الآخرين لا تقل عن متر واحد.التغذية الجيدة والمناسبة أيضاً عامل مهم في دعم نظام مناعة الجسم ضد الأمراض ، وهي جزء لا يتجزأ من منظومة الوقاية من الإصابة الفيروسية ، وأهمها الأغذية الطبيعية الغنية بالفيتامينات مثل الخضروات والفواكه الطازجة التي تعمل على رفع مناعة الجسم وجاهزيته لمقاومة الإصابة الفيروسية.وأيضاً الجو النظيف والهواء النظيف مهم للوقاية ، ويعد استخدام الكمامات هنا لتغطية الأنف والفم وسيلة مناسبة للمصابين وغير المصابين للوقاية من عدوى الأنفلونزا .وعندما نتحدث عن انتقال المرض من خلال السعال أو العطاس نجد أن الاقتراب من المريض لأقل من متر يعد مسألة حاسمة لانتقال الإصابة ما لم يستخدم المصاب منديلاً .إن هذه الطرائق والوسائل الاحترازية مهمة جداً وهي بطبيعة الحال يسيرة ومن السهل جداً تطبيقها لتعطي حماية كاملة من الإصابة بالمرض.وفي الختام .. الرسالة التي نوجهها إلى الناس ألا يتخوفوا من مرض الأنفلونزا ( H1N1) بل يحتاطوا ويتجنبوا الإصابة من خلال الالتزام بتدابير وإجراءات الوقاية الكفيلة بصد هذا الداء ودحره عن بلوغ أجسادنا.وألفت إلى أن الحالات البسيطة والمتوسطة لهذا المرض لا تختلف اختلافا كثيراً في أعراضها عن أعراض الزكام والرشح، وإنما المشكلة في الحالات الحادة التي تسب الوفاة لدى غياب أو قصور المعالجة والرعاية اللازمة ، ولو حرص الناس على الأخذ بتدابير الوقاية التي ذكرناها مع عدم مخالطة الشخص أو الأشخاص القادمين من دول موبوءة بأنفلونزا ( H1N1) أو المشتبه أو المؤكد إصابتهم بالمرض فسيظلون بمعزل وبمنأى عن الإصابة بهذا الداء.[c1]*المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.[/c]
أنفلونزا الخنازير ( H1N1 ) .. مرض يتطلب قدراً من الوعي والثقافة الصحية
أخبار متعلقة