لأول مرة منذ الغزو الأمريكي للعراق
بغداد/وكالات:أعلن بيان للجيش الأميركي أمس تحطم مقاتلة أميركية من طراز أف 16 شمال بغداد وعلى متنها طيار، وذكر البيان أن المقاتلة كانت توفر الدعم الجوي للقوات البرية خلال عملية عسكرية وسقطت في محافظة الأنبار على بعد 32 كيلومترا شمال غرب العاصمة العراقية.ولم يوضح البيان سبب سقوط الطائرة أو مصير الطيار، إلا أن مصدرا صحفيا في بغداد ذكر أن هناك أنباء عن استهداف مسلحين للطائرة بصاروخ أسقطها في مناطق زراعية بمنطقة الكرملة قرب الفلوجة.وفي وقت سابق اعترف الجيش الأميركي بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة اثنين آخرين في معارك مع مسلحين في بغداد الأحد. إلى ذلك قالت الشرطة العراقية إن هجوما بقذائف المورتر اشعل النار في خزانات نفط في شمال العراق أمس الاثنين لكن مصدرا في شركة نفط الشمال قال إن ذلك لن يؤثر على صادرات النفط لتركيا.غير ان المصدر أضاف ان الاضرار التي لحقت بالمنشأة الواقعة في شمال مدينة كركوك قد تعني انخفاضا في مستويات الانتاج لبعض الوقت. في هذه الأثناء تكرر المشهد اليومي بسقوط عشرات القتلى والجرحى العراقيين في سلسلة هجمات. وأعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 27 على الأقل بينهم تسعة من عناصر الشرطة في اشتباكات في أحياء السيدية والدورة واليرموك ببغداد.وأوضحت المصادر أن سبعة من عناصر الشرطة أصيبوا وتم اعتقال 11 مسلحا وضبط كميات من العبوات الناسفة بحوزتهم إثر هجوم استهدف دوريات للشرطة في منطقة أبودتشير جنوب بغداد. وقالت مصادر أخرى إن أكثر من عشرين شرطيا قتلوا كما قتل عدد من المسلحين باشتباكات في منطقة الصوفية شرق مدينة الرمادي. وقالت أنباء إن طائرات أميركية قصفت محطة توليد الكهرباء في الصوفية، شرقي الرمادي، وقتلت ثلاثة من العاملين فيها. وفي وسط المدينة قُتل اثنان وأصيب ثلاثة آخرون عندما استهدفت طائرة أميركية السيارة التي تقلهم.وأعلنت مصادر الشرطة مقتل 14 شخصا في عمليات اغتيال متفرقة بمحافظة ديالى. وكانت السلطات العراقية قد رفعت اليوم حظر التجول الذي فرضته على بغداد منذ مساء الخميس الماضي إثر تفجيرات مدينة الصدر التي قتل فيها نحو 200 شخص وجرح 250.مع استمرار تدهور الوضع الميداني وضعت عدة دول خططا لسحب قواتها أملا في تسليم المزيد من المسؤوليات الأمنية للعراقيين. وتوقع وزير الدفاع البريطاني ديس براون أن تتمكن بلاده من سحب الآلاف من جنودها من العراق بنهاية العام المقبل لكنه امتنع عن ذكر أرقام محددة. وقال في خطاب أمام المعهد الملكي البريطاني إن خطة التخفيض هذه جرى الإعداد لها منذ عدة أشهر, مضيفا أن أي خطوة من هذا النوع يجب أن تتوقف على طبيعة الأوضاع الأمنية على الأرض.وينتشر حاليا نحو 7100 جندي بريطاني أغلبهم في محافظة البصرة بجنوب العراق وقتل 126 جنديا بريطانيا منذ الغزو في مارس 2003.وفي روما أعلن رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أن آخر جندي إيطالي سيغادر العراق في الثاني من الشهر المقبل. وقال برودي في مقابلة مع شبكة تلفزة إيطالية إنه لم يبق في الناصرية بجنوب العراق سوى 70 جنديا إيطاليا لتسليم الثكنات إلى الشرطة العراقية. سياسيا تشهد عواصم المنطقة هذه الأيام تحركات لعل أبرزها زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس لطهران ولقاء الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأردن غداً الأربعاء.وأكد الطالباني مؤخرا أن محادثاته ستركز على تعزيز العلاقات الثنائية وأمن العراق، ويقول مراقبون إن الطالباني الذي يتحدث الفارسية بطلاقة قد يحاول أن يضغط على طهران لوقف ما يعتبره تدخلا إيرانيا في الشأن العراقي.وفي عمان أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال استقباله الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق حارث الضاري استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم لجهود المصالحة العراقية.وحذر الملك عبد الله خلال اللقاء من "التداعيات الخطيرة لعمليات العنف والاقتتال الطائفي"، التي أكد أن العراق بلدا وشعبا هو الخاسر الوحيد فيها.وكانت السلطات العراقية قد أنهت حظرا للتجول استمر ثلاثة أيام في العاصمة بغداد بعد أن شهدت أسوأ تفجيرات منذ الغزو الامريكي للبلاد لكن التوترات ظلت قائمة رغم رفع الحظر خشية وقوع أعمال عنف جديدة.وكانت حركة المرور خفيفة في بغداد أمس الاثنين بعد ان اختار فيما يبدو عدد كبير من السكان البقاء في المنازل والانتظار ليروا ما سيحدث بعد سير السيارات في الشوارع لأول مرة منذ تفجيرات يوم الخميس بسيارات ملغومة.