اغلبنا سمع وقرأ عن التلوث بأنواعه المختلفة كالتلوث الهوائي، الغذائي، السمعي وغيرها من انواع التلوث التي اصبح للواحد منا وعي كاف بها من حيث مظاهر التلوث ومسبباته والحلول والمقترحات الواجب العمل بها للتقليل من مخاطر التلوث.الا ان هناك نوعا من انواع التلوث الذي يجهله الكثيرون بالرغم من كونه يحيط بنا من كل جانب ألا وهو التلوث البصري، الذي يمكن القول انه يتمثل في غياب الحس الجمالي في الاشياء المحيطة بنا فيصبح منظرها مشوها لعين المشاهد ومزعجا لنفسه كذلك.ويتخذ التلوث البصري انواعا عدة كالتنافر في شكل الابنية وتصاميمها في الحي الواحد او صبغ الجدران الخارجية للابنية بألوان منفرة لاتتناغم مطلقا مع ما يجاورها من ابنية وكذا ترميم بعض الابنية القديمة بصورة مسيئة لها من الناحيتين الشكلية والتاريخية اضافة الى القمامة التي تنتشر في كل مكان والكتابة على الجدران او لصق الصور الدعائية عليها كل ذلك يؤدي الى انتشار التلوث البصري بكل مظاهرة حولنا وبالتالي انعكاس ذلك سلبا على نفسيتنا نحن كبشر عندما نشاهد كل ذلك الكم الهائل من التلوث في كل مكان نذهب اليه وعلى هذا الاساس يمكن القول بأن التلوث البصري بمظاهره المتعددة تلك قد عكست نفسها في تدني التذوق العام للجمال لدى كثير من الناس الذين اصبحت رؤيتهم للملوثات البصرية من الاشياء العادية بينما حرم آخرون من رؤية مظاهر جمالية محببة للنفس.ان من اهم مسببات التلوث البصري الذي نعاني منه هو ذلك التطور العمراني والحضاري الذي نعيش فيه والدخول البعض من ذوي الامكانيات المادية في تنافس فيما بينهم ومحاولة كل واحد منهم اظهار قدرته المادية في بناء اشياء لاتتسم مطلقا مع الذوق العام وان كانت تعكس بشكل واضح ذوق اولئك الاشخاص تجاه الاشياء الجمالية.لذا فان الحل الامثل لذلك الاذى الذي ينجم عن التلوث البصري الذي نعاني منه هو ان تقوم جهات معينة ذات علاقة بوضع معايير وضوابط على البناء في بعض المناطق حتى لايكون هناك تنافر في البناء وحظر استخدام بعض الالوان كأصباغ خارجية لواجهات المباني اضافة الى فرض غرامات على الجهات او الاشخاص الذين يقومون بالكتابة على الجدران وعمل ملصقات عليها بطريقة منفرة.على ان الحل الحقيقي لجميع مظاهر التلوث البصري يتمثل في الارتقاء بالحس الجمالي لدينا نحن كمواطنين حتى لانحرم انفسنا من متعة مشاهدة المناظر الجميلة دون ان يكون هناك اي اذى للعين وفي ذات الوقت حتى لايصبح التلوث البصري هو النمط العام للمدن التي نسكنها.[c1]أثمار هاشم [/c]
|
ابوواب
التلوث البصري
أخبار متعلقة