يبدوا أن البعض ولا أريد أن أقول الكثير من الفلسطينيين لم يدرك بعد أن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من هذا القتال غير الشرعي والمخزي، والذي يلحق الأذى بالشعب ، وبالقضية الفلسطينية معاً ، وحتى عندما بدأت إسرائيل أمس بغاراتها الجوية تنسف ، وتهدم ، وتقتل ، لم يعد هؤلاء حساباتهم ، واستمروا في تصويب الرصاص إلى صدور بعضهم البعض ، في الوقت الذي انتظر فيه المواطن الفلسطيني والمواطن العربي أن يتوجه كل الرصاص بالأمس واليوم إلى جيش الاحتلال ودباباته التي تجتاج شمال القطاع . إنه العجب كل العجب ، أنه العيب كل العيب ، إنه العار كل العار ، والسؤال لماذا ، يقول البعض وكما سمعنا على شاشات الفضائيات عن المحللين الفلسطينيين أن اتفاق مكة لم يكتمل وأن توزيع الحصص لم يأخذ مجراه الصحيح وإذا لم ينته هذا الموضوع ، ستبقى الاشتباكات قائمة بين الحين والآخر .. أصحيح هذا ؟ ويقول أحد أطراف الصراع أن هناك شخصيات يرق لها الاتفاق، وبأن السلطات ، والصلاحيات الأمنية في يدها ولم يتح لأي خطة أمنية فلسطينية تسعى لفرض الأمن والاستقرار أن ترى النور ، وهذا ما دفع بالسيد وزير الداخلية إلى الاستقالة ، وقد يكون مثل هذا التحليل قريب من العقل والصحة ، ويوجد من يقول أن هناك أطراف ثالثة عميلة وموساد يعمل في الساحة الفلسطينية بهدف ضرب الوحدة الوطنية ، وهذا أيضاً معقول ، ولكن من غير المعقول أن السلطة الفلسطينية السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس السلطة الفلسطينية لم يلتقوا حتى اللحظة لوقف هذا القتال وبكل الوسائل ، ومن غير المعقول أن يتم الاتفاق بالليل على وقف القتال وإنهاء حالة التوتر وسحب الحواجز ، ويضرب بهذا الاتفاق نهاراً ، تصديقاً للمثل القائل ( كلام الليل يمحوه النهار ) . بالله عليكم كفى يا قادة شعبنا الفلسطيني ، لقد جعلتم من غزة «خبر عاجل» ؟ هل يروق لكم ذلك ، نحن لانستطيع النوم ، ولا نستطيع أن نفارق الشاشات الفضائية ، لتتبع أخباركم وماذنب المواطن العربي الذي نطالبه بدعم شعبنا وثورتنا ، وماذنب المواطنين الذين يقتلون بالرصاص الطائش ، وإلى متى سيبقى رصاصناً طائشاً ؟ نقول لكم كفى ، كفى ، وارحموا شعبكم .
أخبار متعلقة