[c1]تعالي أصوات الحرب في إسرائيل[/c]قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أمس الاثنين إن مشاعر السخط والاستياء والدعوة إلى شن حملة عسكرية شاملة على قطاع غزة بدأت تجد لها طريقا لدى شرائح واسعة في المجتمع الإسرائيلي، مع تخوف البعض من عواقبها.فمع كل موجة من صواريخ القسام تسقط على بلدة سديروت، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها تحت ضغوط سياسية لشن عملية عسكرية شاملة ربما تحسن الظروف في سديروت، ولكن أيضا قد تفضي إلى خسائر كبيرة من الجانبين وتقوض عملية السلام الهشة أصلا التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية.الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى الآن الدعوة إلى توسيع نطاق حربها بحيث تتجاوز إستراتيجيتها في غزة التي تركز على الضغط السياسي وفرض الحصار الاقتصادي المدمر والعمليات العسكرية الجوية التي تستهدف المشتبه في مسؤوليتهم عن إطلاق الصواريخ.، مسئولون إسرائيليون يقولون إن القيام باجتياح واسع النطاق ربما يؤتي نتائج عكسية ويصب في مصلحة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أن إسرائيل لا تريد أن تعود ثانية إلى غزة التي انسحبت منها قبل ثلاث سنوات.، المتحدث باسم وزارة الدفاع شلومو درور قال إن «الوقت ينفد» وأضاف أن «أحد صواريخ القسام قد يصيب هذه الأيام حافلة، فما عسانا أن نفعل؟ وهل تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تقف ضد سكان سديروت؟».، درور يقر بأن كلفة الاجتياح ستكون باهظة، حيث يقدر الجيش بأن النتيجة قد تكون سقوط 100 جندي إسرائيلي وألف آخرين من الجانب الفلسطيني.من جانب آخر، قال مسئول سابق في المخابرات العسكرية يدعى شالوم هاراري «ما يأتي من غزة ليس بتهديد إستراتيجي»، وأضاف «أنه مريع، ويضع ضغطا على الحكومة».، ولكن هاراري في نفس الوقت قلق من أن يصبح التهديد إستراتيجيا في القريب العاجل بسبب الدعم الإيراني، فقد يعني ذلك الدعم صواريخ بمدى أطول وبدقة أكثر فتكا.منتقدو الحكومة من الجانب اليميني أثاروا هذه المخاوف لدى دعوتهم لوزارة الدفاع الذهاب إلى غزة بأسرع وقت ممكن، وقالوا إن عدد الإسرائيليين المهددين بهذه الصواريخ قليل الآن، ولكنه معرض للزيادة.، أما محللون عسكريون ومسئولون حكوميون فلا يعتقدون أن العملية العسكرية الشاملة قادرة على وقف هجمات القسام، بل ربما تزيدها.، ويخشى المحللون أن الجنود الإسرائيليين قد يعلقون في غزة ويدخلون في أتون حرب مع جماعات أعدت لها جيدا.ماتي ستينبيرغ المستشار السابق للشؤون الفلسطينية في الشين بيت -وهي مؤسسة الأمن الداخلي- قال إن ثمة سبيلا أقل كلفة لوقف هجمات القسام: هو وقف إطلاق النار.، بدون ذلك، يتابع سيتنيبيرغ، فإن إسرائيل تسير نحو حرب تحمل عواقب كارثية لعملية السلام التي بدأت في أنابوليس، وتعمل كذلك على تعزيز الدعم لحماس وتقويض سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن معظم التفاصيل حول خطة الاجتياح كالتوقيت والحجم والمدة لم يقرر بعد، وقد تعول الخطة على دعم الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأساسية.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [c1]حول العراق يتخذ مسارا جديدا[/c]قالت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إن العراق سيظل تقريبا أحد الموضوعات الرئيسية في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية ولكن ربما بطريقة مختلفة عما كان متوقعا قبل أشهر قليلة فقط.ففي مقال بقلم كاتبها هاورد لافرانشي، ذكرت الصحيفة الأميركية في عددها أمس أن الجدل بشأن العراق كان إلى وقت قريب يدور حول ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تنسحب من ذلك البلد أم لا، ووقف الديمقراطيون في جانب والجمهوريون في جانب آخر.، غير أن التدني المستمر في معدلات العنف والتقدم السياسي الذي يشهده العراق على حداثة عهده يضفي على الجدل الدائر مزيدا من الاهتمام.ويقول الخبراء إن الجدل يتمحور حاليا بدرجة أقل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى في العراق في عهد الرئيس الأميركي الجديد وبدرجة أكبر حول طبيعة ذلك الوجود وحجمه.، ويرى كاتب المقال أن من المحتمل أن يتركز هذا الجدل حول العراق على تكاليف الوجود الأميركي هناك مقابل الفوائد المكتسبة.، وأضاف أن المؤيدين للحرب يقولون إن على رأس تلك المنافع ما يؤكد أن تنظيم القاعدة في العراق والقوى التابعة له في حالة فرار بعد أن حرموا من مناطق كثيرة كانت حتى أشهر قليلة مضت مباحا لهم دخولها.، على أن المنتقدين ما زالوا مصرين على أن التهديد الإرهابي الحقيقي للولايات المتحدة يكمن في باكستان التي يرون أنها أهملت بسبب تركيز إدارة بوش على العراق.، ومن فوائد ذلك الوجود أيضا هو أن عراقا مستقرا بدا وكأنه قد ابتعد من السقوط في أتون حرب أهلية كما جاء في المقال.وأوجز عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري جون مورتا في نقاش دار حديثا في واشنطن ما وصفه بالتكاليف الخفية للحرب في العراق حيث ركز على التأثير السلبي لخمس سنوات من الحرب على القوات المسلحة والأمن القومي للولايات المتحدة.ويستعير المقال تصريحا لمورتا بأن التكاليف الاقتصادية لحرب العراق غير محسوسة تقريبا ذلك لأن الولايات المتحدة «تستدين نفقات الحرب البالغة تريليون دولار تاركة أمر سداد فواتيرها لأطفالنا».وعلى صعيد آخر، يقول أندرو باسيفيتش خبير السياسات الخارجية بجامعة بوسطن، إن حرب العراق قد تظهر للعالم مدى قصور نفوذ الولايات المتحدة.، وأشار إلى أن أوضح ما أسفرت عنه زيادة عدد القوات في العراق هو أنها مكنت بوش من توريث الحرب لخليفته.
أخبار متعلقة