غضون
- الدكتور / محمد عبدالملك المتوكل زعيم حزب معارض وأستاذ جامعي معروف .. يكتب مقالاً «حنان طنان» فيه بعض المغالطات وفي وسطه كذبة تقول عن عدن : «أصبحت مدينة مدججة بالسلاح» .. والكذبة ظاهرة للناس لأن لا أحد يرى أي أسلحة سوى تلك الأسلحة الخفيفة التي ترى لدى أفراد الشرطة أثناء الخدمة .. بينما الرجل يقول إنها «مدججة» .. وتنشر صحيفة خبراً عن جندي مستجد تعرض لمتاعب في أحدى المعسكرات في صنعاء, وهو من الشعيب .. فيكتب أستاذ جامعي آخر هو الدكتور / محمد السقاف يقول : «عشرات الجنود المستجدين من أبناء الشعيب في الضالع يتم الاعتداء عليهم في معسكر النجدة في العاصمة» فخبر الجندي وهو جندي واحد كان خبراً كاذباً, فطور الدكتور الكذبة عشرات المرات وكتب يقول : «عشرات الجنود» بينما لا واحد ولا عشرة ولا عشرات!.- والكذب خصلة ذميمة عندما تصدر عن جاهل, فما بالك عندما تصدر من قادة سياسيين وأساتذة جامعيين وكتاب لهم قراء.يكذب بعض الكذابين لأنهم يجدون الكذب أمراً مشوقاً ويكذب كذاب عن عجز ويكذب كذاب نكاية بخصمه والصورة العامة عن رجال الدين لدى العامة إنهم يتحرون الصدق ويتحرون عدم الوقوع في الكذب .. ولكن في سبيل مجاهدتهم لتشويه صورة خصومهم يكذبون كذبات كبيرة لدرجة أنهم لا يلاحظون أن حجم الكذبة لا يتسع له ألف فم ولا يقدر على ابتلاعه أعمق بئر في العالم.خذوا مثلاً كذبة الشيخ / عبدالله صعتر .. هذا الزعيم الإصلاحي ورجل الدين النشط الذي يلقي عشر خطب في عشرة مساجد خلال يوم واحد .. يقول صعتر للمنصتين له إن السجل الانتخابي مزور وأن عدد المسجلين في هذا السجل هو ثلاثة أضعاف سكان اليمن .. اليوم يقدر عدد سكان اليمن كبارهم وصغارهم ذكورهم وإناثهم بنحو «23» مليون نسمة .. ويأتي الشيخ صعتر ليقول إن الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي هو ثلاثة أضعاف عدد السكان أي نحو (69) مليون نسمة! فأي بهتان هذا؟ بينما المعروف إن عدد المسجلين قديماً وحديثاً عشرة ملايين .. والخلاف هو حول (240) ألف ناخب مسجلين بغير حق وهو خلاف مشهور.- إن المثقفين والزعماء السياسيين وحتى الأساتذة الجامعيين الذين يصنفون أنفسهم بوصفهم معارضين للحزب الحاكم أو للسلطة يلجؤون (في سبيل ممارسة المعارضة) إلى التضحية بالصدق ويتخلون عن الأمانة, وكلما أشتد غضبهم من السلطة كلما زادت جرأتهم في الكذب والتدليس والفشل .. يذبحون مكارم الأخلاق ويغشون الناس ويزيفون وعيهم ويحسبون أنهم أهل إصلاح وتغيير وتنوير .. يالهم من كذابين..وأي كذابين.