أكدت الدراسات صلاحيتة لعلاج أمراض مستعصية
صنعاء / سبأ:يمتلك اليمن مخزوناً هائلاً من الثروة السمكية والاحياء البحرية يتيح اصطياد ما يقارب 400 ألف طن من الأسماك والاحياء البحرية سنوياً والتي تتراوح مابين (350 -400) نوعاً .وتشير إحصائيات لوزارة الثروة السمكية الى أن الأنواع المستغلة حالياُ من الموارد السمكية تصل الى حوالى 60 نوعاً من الأسماك والأحياء البحرية, وهي أنواع مرغوبة للإستهلاك المحلي وفي الأسواق الأجنبية، وتشكل الانواع المستغلة من الاسماك نسبة 17 بالمئة من أجمالي أنواع الأسماك والأحياء البحرية المتواجدة في المياه اليمنية.وتحتل اليمن المرتبة الرابعة بين الدول العربية المنتجة للأسماك بعد المغرب وموريتانيا ومصر, ولازالت هناك بعض أنواع من الأسماك غير مستغلة حاليا منها (الماكريل الجدب والتونة المهاجرة وشروخ وجمبري الأعماق وبعض الرخويات).كما تعد اليمن من الدول الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير ( الحبار), وتحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في إنتاج الشروخ الصخري حسب إحصائية منظمة الأغذية والزراعة الفاو .وفي إطار الإهتمام بتطوير قطاع الثروة السمكية والإستغلال الأمثل للمخزون السمكي والأحياء البحرية تقوم وزارة الثروة السمكية بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بإعداد دراسة حول " خيار البحر " أحد الكائنات البحرية اللافقارية والمسماه ( الجلد شوكيات).وقال المهندس محمود إبراهيم الصغيري وزير الثروة السمكية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان " وزارة الثروة السمكية باشرت بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بدراسة "خيار البحر" من حيث مواقعة, وإنتاجه ومواسمه وصادراته وأيضا تقييم السنوات السابقة وما طرأ عليها من تغيرات, وهل هناك إصطياد جائر يؤثر على تكاثر هذه الأنواع, بالإضافة الى معرفة الوسائل المناسبة والملائمة والتى ينبغي إستخدامها في الصيد " .وأضاف " خلال ثلاثة أشهر سيكون لدينا تقرير جاهز عن "خيار البحر" وعلى ضوئه سيتم إتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن هذا النوع من الرخويات الذي يعد من الأحياء البحرية التى تنفرد بها اليمن عن كثير من مناطق العالم " .وخيار البحر كائن رخوي إسطواني الشكل يتراوح طوله بين 10 إلى 15 سم, له جسم أملس ناعم عاري من القشريات ذو لزوجة خاصة ويوجد ملتصقاً بالرمال على السواحل البحرية وحتى أعماق تتراوح بين 20 - 40 متراً, ويصعب التمييز بين رأسه وذيله وبمجرد لمسه ينتفخ ويمتلىء بالسوائل وهو كائن بطئ الحركة وعند صيده لا يبدي أية مقاومة .أما أنواع " خيار البحر " المتواجدة في المياه البحرية اليمنية فيشير باحثون متخصصون في مجال علوم البحار إلى أن اليمن يمتلك أنواعاً مختلفة من الخيار البحري إلى جانب إنفراده ببعض تلك الأنواع عن كثير من المناطق البحرية في العالم .وحسب الباحثين فإن هناك نوع من خيار البحر أبيض اللون ، يعد الأكثر شهرة ويتواجد بكثرة في جزيرة سقطرى وتصل قيمة خيار البحر الواحدة منه الى1500 ريال ، كما يوجد أنواع مخططة ومنقطة بألوان زاهية وجذابة ومتعددة تجمع بين الأبيض والأحمر والأسود .وهناك نوع أخر قاتم اللون يتواجد في السواحل المحاذية للبحر الأحمر وآخر يعرف بإسم " أبو شوك " والذي يغطي جسمه شعر خفيف,بالإضافة الى النوع الأسود وهو أرخص أنواع الخيار البحرية .[c1]خيار البحر تجارة رابحة [/c]وإزدهرت تجارة وتصدير هذا الكائن البحري مؤخرا وحظي برواج في الأسواق الخارجية وتنامى الطلب عليه من قبل المصدرين, وهو ما دفع مئات الصيادين اليمنيين لإصطياده من مناطق تواجده بالشواطئ وكذا على مسافات بعيدة في الأعماق وجمعه للتصدير .وحسب تقارير أعدت في هذا الجانب فإن صيد " خيار البحر " أصبح تجارة رابحة لها تجارها المعروفون وبدأت أسواقها تنمو وتزدهر بإضطراد .وقد شكلت الصادرات اليمنية من " خيار البحر " 500 طن عام 2005م وإرتفعت إلى 560 طناً خلال العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت 16 مليوناً و 794 ألف دولار.وفي دراسة بحثية في مجال علوم البحار أعدها الخبير الدولي ( خالد محمد عباس علام ) كبير الاختصاصيين بمجال الثروة السمكية ،افاد ان " خيار البحر" صديق للبيئة وأرجعت ذلك الى دوره الهام في المنظومة البيئية وعملية الإتزان البيئي بين مختلف الأنواع والفصائل في البيئة البحرية .ونوهت الدراسة إلى أن فوائد " خيار البحر " تكمن في أنه يقوم بطرد الفضلات المائية المالحة التى تعيق نمو الطحالب والنباتات البحرية التى تعد مصدرا لغذاء بعض الأسماك والأحياء الأخرى كما أن " خيار البحر" يقوم بترشيح المياه التى عادة ماتكون مشبعة بالمواد العالقة المختلفة .وحسب الدراسة فإن بويضات خيار البحر تعتبر غذاء جيدا لبعض أنواع الأسماك كما ان أهم دور يقوم به الكائن في الحفاظ على البيئة البحرية تتمثل في قدرته الفائقة على فصل الملوثات البترولية عن الماء المحيط به .وعزت الدراسة أهمية خيار البحر للإنسان إلى إستخداماته المتعددة الأغراض حيث يستخدم كغذاء لإحتوائه على نسبه عالية من البروتين وعلاج لعديد من الأمراض كونه يحوي العديد من الأحماض الدهنية.ويعتبر خيار البحر مصدر جيد للفيتامينات ( A1)، (B2)، (B3)، (C) ، ( B), كما أنه غني بالأملاح المعدنية ( الحديد والزنك والفوسفور) ويستخدم ايضاً لعلاج التهاب المفاصل والروماتيزم ، كما ان هناك أنواعاً منه تستخدم في عملية التنشيط الجنسي .وأشارت الدراسة الى انه يجري حاليا إعداد تجارب وأبحاث علمية لإستخلاص علاج لأمراض السرطان والإيدز من بعض أنواع خيار البحر .[c1]أضرار الصيد الجائر [/c]وأكدت الدراسة الصيد الجائر للأحياء البحرية تشكل أحد الاخطار التي تهدد كائن خيار البحر بالانقراض نتيجة للأضرار التى تعيق تكاثره بالإضافة الى الفترات الطويلة اللازمة لتعويض ما فقد منه، حيث يستغرق نمو بيضة خيار البحر إلى أن تصبح حيوان بالغ لفترة تترواح من 5 إلى 8 سنوات, لذا فإن الصيد الجائر يشكل خطرا كبير لمنظومة البيئة المكونة من تكامل الأحياء البحرية، وشددت الدراسة على ضرورة وضع ضوابط وقوانين لإدارة المصايد من أجل الحفاظ على الكائن من الصيد الجائر.[c1]دراسة الأحياء البحرية والأولوية لخيار البحر [/c]قال الباحث زاهر عبده علي الأغوان أخصائي بيئي إقليمي ومنسق برنامج الأنشطة البحرية" إن عملية إصطياد " خيار البحر" في اليمن تعود إلى أكثر من10 سنوات, وتتم في ظروف ينقصها التوعية البيئية " .ولفت الى ان الهيئة الاقليمية للحافظ على البيئة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن ، (اليمن عضوا فيها) قامت بعدة زيارات لمناطق الصيد في الجمهورية خلال العام الماضي, وذلك لغرض تحديد بعض الأنشطة وإستقصاء ودراسة الأحياء البحرية حيث تم تحديد الأولوية لخيار البحر .وبين الباحث ان بلادنا بدأت الإستعانة والتعامل مع خبير دولي لإعداد دراسة أولية حول ماهي الإجراءات التى ينبغي إتخاذها حسب البيانات المتوفرة وكذا بحث إمكانية وضع مشروع لإعادة النظام الحيوي لهذا الكائن.