آخرهم أبو أصبع
يبدو أن حكاية المنحة الإماراتية سوف تنتج وتنسخ حولها الحكايات والأساطير إلى أمد غير قريب.ويبدو أن الحقيقة غير مقنعة للبعض أو مزعجة للبعض الآخر إلى حد المطالبة بإنكار الحقيقة المباشرة والبسيطة فيما يتعلق بالمنحة واختراع حقيقة بديلة كاذبة ترضي نهم المتضررين من الحقيقة والباحثين عن “ مولد” آخر لكيل الاتهامات والطعن في نزاهة الإجراءات الحكومية حيال توزيع أو إعادة توزيع المنحة لمستحقيها وبالآلية المناسبة.منذ أعلنت القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة قرارها بتقديم أو تخصيص منحة غذائية لليمن مساهمة منها في التخفيف من آثار الأزمة الغدائية العالمية في ذروتها قبل عدة أشهر من الآن وكذلك فعلت مع أكثر من بلد عربي سوف تظل أحزاب وصحافة وقيادات المشترك تذكرنا صباح ومساء بحكاية المنحة الإماراتية وكيف أنها ذهبت إلى مخازن التجارة مرة وإلى مخازن المؤسسة الاقتصادية مرة وإلى مخازن التجار ثالثة. أو أنها بيعت فعلياً إلى أسواق وتجار الجملة ولم يستفد منها المواطنون المحتاجون وذهبت قيمتها إلى جيب “ حمران العيون” وأشياء أخرى أبسط أو أعقد من هذه.. الحقيقة ببساطة ولطالما أعلنت الحكومة ومصادرها المختلفة باستمرار أن المنحة الإماراتية وحتى يومنا هذا لم تسلم إلى اليمن بل وحتى أسابيع قليلة خلت لم تكن قد حولت قيمتها المالية إلى الأسواق العالمية لشراء الكمية المحددة والمذكورة من القمح والدقيق وبعدها يتم شحنها إلى الموانئ اليمنية وهو ما لم يحدث حتى الآن.ولكن أصحاب المشترك مصرون على نفي وتكذيب وإنكار هذ الحقيقة ويصرون أكثر على أشياء وتوهمات لا أحد يعرف مصدرها ؟ فعلاوة على الاتهامات السابقة قيل مرة أن “ سماسرة” منتدبين لأطراف رسمية كانوا أسرع إلى التقطع للشحنات الغذائية في عرض البحر وهناك تم التفاوض مع تجار من القرن الإفريقي وأوغندا وبيعت الكميات كاملة وصار الأفارقة الآن يخبزون ويعجنون طعامهم من الدقيق المخصص لمساعدة مواطني اليمن!!!طبعاً هذه واحدة فقط من أغرب واكذب الحكايات المنسوجة والمنشورة وتكاد تكون أقلها وقعاً وخطورة؟! ودائماً المصدر المعتمد هو (لا أحد) بل مجرد توهمات وخيالات معارضة وقات لا أكثر ونكاية بالحكم والحكومة حللوا لأنفسهم الكذب بأنواعه ولا يرف لهم جفن وكأنهم يقرؤون ويقولون ما ورد في كتاب الحقيقة لا غير يعني “ يكذب ويجهمم .. مثلك وأصدق؟!ومع أن الجميع بات يعرف أن المنحة المذكورة لم تصل أو تسلم بعد وحدد لها نهاية ديسمبر وبداية العام الجديد إلا أن القيادي الاشتراكي يحيى منصور أو أصبع الأمين المساعد للحزب كان آخر المنضمين إلى الزفة ولم يجد حرجاً في أن يرمي بنفسه ومصداقيته الاعتبارية المتبقية من شاهق.الرجل قال لصحيفة حلفائه الألداء في الإصلاح (الصحوة) ونشرت له هذا في عددها الأخير ما معناه “ سلطة لم تؤتمن على المنحة الإماراتية فكيف نأتمنها على مستقبلنا.!!ٍوفي الواقع فإن السؤال أو المقاربة التي لجأ إليها أبو أصبع تجعلنا في حل من حنقه وغضبه “ السلمي بكل تأكيد” إذا نحن أعدنا صياغتها بطريقة مختلقة وبنفس الميزان:” معارضة لم تؤتمن على الحقيقة البسيطة ، حول قضية بسيطة ولا تكاد تذكر إلى جانب قضايا الوطن والدولة والمواطن وهي المتعلقة بالمنحة الإماراتية التي لم تصل بعد ، ومع ذلك خلقت لها المعارضة ألف سيناريو وألف حكاية وألف كذبة .. معارضة كهذه كيف تؤتمن على دولة وحكم وشعب وأمة وحاضر ومستقبل؟!! وهذا يعني إما أن يعلن ويشهر أبو أصبع معلوماته ومصادره وإثباتاته التي تزكي ما قاله ويقوله أصحاب وحلفاؤه من اتهامات خطيرة وسخيفة تضع أصحابها محل مساءلة ومقاضاة وإن لم تكن الحكومة قد فعلت أ و تفكر بأن تفعل ذلك وأما أن المقاربة التي ضربها باتت تدينهم بالكذب والتزوير والتغرير على الرأي العام وممارسة الخدع والتحريض وخدش الحياء فماذا يختارون ؟ ولن أتوقع إجابة أخرى غير التي أعرفها!هذه حالة بسيطة ومثال قريب عن كيفية ابتداع الحكايات وسو ق الاتهامات وممارسة المعارضة بطريقة مستخفة وبائسة بل وعن طريق إستغباء واستغفال الجمهور وخداعهم والكذب عليهم ولا أعرف من غرر بأبي أصبع أو نصحه بهذه المغامرة ؟ وكون كلامه جاء في الصحوة لهذا يرجح أن الإخوان لا يزالون يعرضون أو يعرضون “ الرفاق” لهزائم سياسية وأخلاقية من كل نوع !! أو أن أهل المشترك يلمحون إلى ضرورة تفيد المنحة الإماراتية والعودة عليهم بجزء من الغنيمة ؟! وإلا فما معنى هذا الإلحاح على حكاية “ ضاعت المنحة”؟!