بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الجمعة إن قوات الأمن العراقية بدأت هجوما حاسما نهائيا على تنظيم القاعدة في العراق لإخراج مقاتليه من آخر معاقلهم الكبيرة في شمال البلاد.، وأضاف أنه تم إرسال جنود عراقيين للموصل حيث وقع انفجار كبير ألقيت المسؤولية فيه على القاعدة وأسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 220 آخرين يوم الأربعاء الماضي كما شكلت غرفة عمليات في المدينة التي تبعد 390 كيلومترا شمالي بغداد.ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن القاعدة التي تلقى عليها المسؤولية في أغلب التفجيرات الكبيرة في العراق أعادت تجميع صفوفها في المحافظات الشمالية بعد ان طردت من محافظة الأنبار الغربية ومن حول بغداد خلال حملات أمنية العام الماضي. ووصفوا الموصل عاصمة محافظة نينوي بأنها آخر المعاقل الكبرى للقاعدة في الحضر. وقال المالكي إنه تم تشكيل غرفة عمليات في نينوي لاستكمال المعركة الأخيرة مع القاعدة ومع مقاتلين وأعضاء في النظام السابق، مشيرا إلى مقاتلين سنة تقول الحكومة أنهم مازالوا على ولائهم للرئيس صدام حسين. وأضاف المالكي في حفل لتكريم ضحايا العنف في مدينة كربلاء الجنوبية بثه التلفزيون الحكومي إن القوات العراقية بدأت اليوم (أمس) التحرك إلى الموصل وان ما تخطط له الحكومة في نينوي سيكون حاسما.، ولم يشر المالكي إلى عدد القوات العراقية المشاركة أو الحجم المحتمل للعملية. ولم يكن لدى محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع أي تفاصيل لكنه قال إن العملية أطلقت بناء على طلب من المالكي.، وقال العسكري إن الأمن ضعيف جدا هناك وان قوات الأمن تحتاج لتعزيز. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إن عملية الموصل ستتضمن ثلاثة آلاف شرطي إضافي. وقال مسؤولو أمن عراقيون في المدينة إن التعزيزات لم تصل بعد. وشنت القوات الأمريكية والعراقية سلسلة هجمات في المحافظات الشمالية هذا العام استهدفت تنظيم القاعدة في العراق. ويقول الجيش الأمريكي إن التنظيم يمثل أكبر تهديد أمني في العراق ويقول القادة الأمريكيون ان قياداته أغلبها من الأجانب. وقال الجيش الأمريكي هذا الأسبوع ان القاعدة قتلت 3870 مدنيا وجرحت نحو 18 ألفا في 4500 هجوم العام الماضي. وقال المالكي إن القوات الحكومية هزمت القاعدة ولم يبق إلا محافظة نينوي التي فروا إليها ومدينة كركوك. وخلال زيارته لكربلاء التقى المالكي مع الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل الإمام الشيعي الأكبر آيه الله علي السيستاني. وأصيب الكربلائي بجروح طفيفة في انفجار قنبلة بالمدينة مساء أمس الأول الخميس. ووصف المالكي تفجير القنبلة بأنه عمل إجرامي. ويقول قادة عسكريون أمريكيون إن نفوذ القاعدة في معاقلها السابقة تضاءل بدرجة كبيرة لكن التنظيم مازال عدوا خطرا في الموصل ومناطق شمالية أخرى. وعلى الرغم من الهجمات المتكررة في شمال العراق تراجع العنف بشكل عام بدرجة كبيرة في البلاد وانخفض بنسبة 60 بالمائة منذ يونيو الماضي. ونسب الفضل في تراجع الهجمات إلى نشر قوات أمريكية إضافية قوامها 30 ألف جندي استكمل في يونيو الماضي وتشكيل وحدات مجالس الصحوة بعد ان انقلب شيوخ قبائل سنية عربية على القاعدة والى تعزيز قوات الأمن العراقية. وقال المالكي ان العراق يملك جيشا حقيقيا الآن وان الأيام التي كان يمكن للمقاتلين أن يقوموا فيها بأي شيء في مواجهة القوات المسلحة قد ولت. وقال القادة العسكريون الأمريكيون في شمال العراق إن الانفجار الكبير يوم الأربعاء الماضي وقع في مبنى مهجور كان مستخدما لتخزين السلاح وأطنان من المتفجرات. وخلف الانفجار حفرة ضخمة. وأمس الأول الخميس قتل قائد شرطة محافظة نينوي واثنان آخران عندما فجر مهاجم يرتدي زي الشرطة نفسه بالقرب منهم أثناء قيامهم بتفقد موقع انفجار الأربعاء. على صعيد آخر قالت وزارة الخارجية الأمريكية ان إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لن تقيد يدي الرئيس الأمريكي القادم باتفاق مزمع إبرامه بشان العلاقات في المستقبل مع العراق وان اتفاقا من هذا القبيل لن يحدد مستويات القوات الأمريكية. وكان توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية يرد على مخاوف مشرعين أمريكيين ومرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية من ان الاتفاق الذي سيجري التفاوض عليه قد يقضي بوجود عسكري أمريكي طويل الأجل في العراق قبل انتخاب الرئيس القادم في الرابع من نوفمبر. وقال كيسي للصحفيين «اذا كان القلق ينتاب احد من ان هذا الاتفاق سيقيد بطريقة ما أيدي صانعي السياسيات القادمين فهذا ببساطة ليس حقيقيا.» وقال «انه اتفاق إطاري أولي لتطبيع العلاقات. ليس شيئا سيحدد مستويات للقوات سواء حدا أدنى أو حدا أقصى أو يحدد عمليات معينة. تلك من البديهي أشياء يحددها القادة العسكريون وفي النهاية .. الرئيس.» وللولايات المتحدة قوات قوامها 158 ألف جندي في العراق بهدف الحفاظ على السلم بعد نحو خمس سنوات من الغزو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003 الذي أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين وأدى في النهاية إلى أعمال عنف دموية. وقال كيسي ان الاتفاق سيكون على غرار اتفاق «وضع القوات» الذي ترتبط به الولايات المتحدة مع دول كثيرة ويحدد الإطار القانوني لمسائل مثل هل يمكن للحكومات المضيفة محاكمة الجنود الأمريكيين. ومن المتوقع ان تقوم وزارة الخارجية بدور رائد في المباحثات التي لم تبدأ بعد. وكان البيت الأبيض أعلن في نوفمبر ان الولايات المتحدة والعراق اتفقا على بدء مفاوضات بشأن مستقبل العلاقات بينهما وذلك بهدف إبرام اتفاق بنهاية يوليو.