بترت رجله الثانية وأصبح مقعداً
جميل محسن شاءت الأقدار أن أتعرف على الشاعر الغنائي الشعبي علي عمر صالح وهو يمشي على رجليه الاثنتين بكامل صحته وعافيته ثم وهو يسير على رجل واحدة بعد تغلب عليه مرض(السكري)وظل حريصا على حضور منتديات عدن الثقافية وخاصة منتدى الباهيصمي بالمنصورة وفي هذه الفترة شهد النور ميلاد ديوانه الأول (راعي وحطابة) ثم شاءت الأقدار ثانية أن أزوره في منزله وقد بترت رجله الأخرى وأصبح قعيد الفراش دون حراك وما أقسى أن يفقد الرجل رجليه الاثنتين ويفقد معهما وفاء الأصدقاء وسؤال الأحبة،زرته في منزله بمعية الصديق الوفي فرحان علي حسن رمز الوفاء ومقرب الأحبة وإذا به يبتسم فرحاً ويهلل سعادة ولولا رجليه المفقودتين لهب لاحتضاننا والسلام علينا،وهذه هي عادة ابن الريف كان مبدعاً أو إنساناً عادياً الترحيب بالضيف بالسلام والعناق وبعبارات المحبة.[c1]تفاؤل[/c]مرت لحظات صمت حاولت خلالها أستعيد حياة وسيرة الشاعر علي عمر صالح والتي هي محطات تناغمت بين النضال المسلم أبان المستعمر البريطاني ونضال في المعيشة ثم الانتقال في دروب الشعر والغناء وتأليفه لأجمل الأغاني العاطفية والوطنية التي شذا بها أكثر من فنان وأكثر من مطربة،وبنفس اللحظة تأملت حال هذا المبدع بعد أن فقد رجليه الاثنتين وكيف أصبحت نظرته في الحياة،وفي هذه اللحظة وكأنه أراد أن يعيدني إلى الحاضر قال إلى أين سرحت يا جميل محسن...قلت له إلى الماضي البعيد..فرد قائلاً كان ماضيا ولى بكل ذكرياته نحن الآن في اليوم..سألته وكيف ترى هذا اليوم وأنت فاقد رجليك الاثنتين،غير قادر على الحركة..فأجابني هذه مشيئة الله وقدره ولا اعتراض على ذلك..ولكن إذا أردت الصدق فإن أفضل وصف لحالي اليوم هو ما قاله الشاعر قديماً..بلادي وإن جاءت علي عزيزة..وأهلي وإن ظنوا علي كرام.[c1]عتاب[/c]هنا تدخل صديقنا الوفي فرحان قائلاً:هذا بيت شعر يصف الحال الذي آل إليه مصير شاعرنا(بوعمر)حيث تنكر معظم الأصدقاء وقلت زيارة البعض له،كما أنه عاتب على الدولة التي أهملته طيلة هذه الفترة ولم تقم بتغطية علاجه والذي كلفه الكثير لذلك فهو يتكئ على بيت الشعر هذا ولكن في أعماقه هو يدين بالشكر لمحافظ عدن الأخ/أحمد الكحلاني ومدير عام ثقافة عدن الأخ/عبدالله باكداده لاهتمامهما ورعايتهما.إذن علي عمر صالح عاتب وهو من عتب الحبيب،وغلب عليه الشعور بغياب الوفاء،نتيجة انشغال الآخرين عنه،غير أنه لم يفقد الأمل بإبداعه وأعماله الشعرية الغنائية فعاد من جديد يحدثني عن ديوانه الثاني الذي هو بين الأخ عبدالله باكداده متمنياً أن ينال كلمة تقديمية تليق بتاريخه وأن يرى هذا الديوان قريباً. [c1]نماذج[/c]في هذه الدوامة تذكرت حديث الكثير من المبدعين في المنتديات الثقافية وهم يستعيدون عطاءات(بوعمر)الشعرية وأعماله الوطنية مثل قوله(تراب اليمن عندنا غالي..هذي وصية ولا تنسون..وصية أهلي وأبائي..لا تزرعوا في اليمن أفيون..أحموا الحمى وازرعوا الوادي..من سد مأرب إلى سيئون..ثرواتنا عادها واجي..غير الذي باقية مدفون)أو قوله في قصيدة "اليمن" (شعبنا بالعيد رحب..وأحتفل وأعلن وطرب..خيرنا ذا اليوم قرب..في اليمن أراضي الحبيبة) غير أنه في قصيدة "أحب اليمن" أعلن عن تلبية النداء فقال(إذا نادى المنادي..قلت حاضر..ولبيت النداء..يا شعب ثائر..أنا ماهمني..زائد وقاصر..سوى شوف اليمن..بالخير عامر).[c1]انتماء[/c]وكل هذه النداءات التي أطلقها الشاعر منذ وقت مبكر ضمنها معظم قصائده كانت تلبي نداء الوطن،كما لبت في معظمها لحماية الوحدة من خلال أشعاره التي تغنى بها كبار المطربين اليمنيين،فهو لم يتردد لحظة من نداء الواجب وكرس إبداعه لهذه الوحدة التاريخية وتلبية لخطابات القائد الرمز فخامة الرئيس علي عبدالله صالح التي تدعو إلى تكريس اللحمة الوطنية في نفوس أبناء الوطن الواحد ولذلك قال في واحدة من أروع قصائده الوطنية(كلهم بايحبوك يوم شافوك يشتوك..والنبي ما يمسوك حارسك دوب يقضان..أنت من أصل قحطان)وهذه القصيدة وغيرها كانت تعبيراً؟ صادقاً عن الوطنية والانتماء اليقين لليمن.[c1]مناشدة[/c]اليوم وبعد أن أصبح شارعر الوحدة الوطنية اليمنية بدون رجليه اللتان كانتا تحملاه إلى المنتديات الثقافية وإلى منابر الإذاعة والتلفزيون،وبعد أن أصبح طريح الفراش دون حراك،تناقل إلى سمعي أكثر من صوت على رأسهم الفنان الإنسان فرحان علي حسن عميل منتدى الباهيصمي بالمنصورة ونخبة من المبدعين والشعراء والصحفيين، لماذا لا نناشد جميعاً فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتبني علاج الشاعر المبدع علي عمر صالح وتحمل نفقات علاجه في الخارج في تركيب أطراف صناعية له،خاصة وأن مثل هذه العمليات نجحت كثيراً في البلدان الأوروبية أو الدول الأسيوية مثل الصين ،أن فخامة الرئيس وهو أب الجميع وراعي المبدعين لا يتردد ثانية متى ما بلغه مرض أحد المبدعين في إصدار توجيهاته في الرعاية والعلاج،فكيف إذا ما تلقى حاجة هذا المبدع لهذه الرعاية الكريمة،لا شك أنه لن يتردد ثانية،فاليمن قد تأتي بمئات الوزراء ولكن من الصعب أن تستبدل مبدع مكان آخر،أو إنها تأتي بمبدع من كوكب آخر.لقد أنففت كل الأصوات المبدعة من شخصيات وطنية وصحفية واجتماعية من توجيه هذا النداء لرئيس الجمهورية وكلها أمل من انتزاع هذه الشخصية المبدعة من لحظة اليأس ونقلها إلى حالة الأمل،وهي دعوة أيضاً لكل الوطنيين الأوفياء من أبناء اليمن للوقوف مع مبدع يمني قدم الكثير من الأعمال الوطنية والفكرية لهذا الوطن.[c1]سطور[/c]من هو الشاعر والمبدع الذي تحدثنا عنه فا الأوراق تقول انه علي عمر صالح ناصر امسعيدي من مواليد أبين مديرية مودية قرية تنوخ عام 1945 متزوج وأب لـ،12 من البنين والبنات،ألتحق بالجيش عام 1963م وبعد الاستقلال التحق بمؤسسة الدواجن بعدن،عضو في أكثر من إتحاد وجمعية أهلية إبداعية،ومن أغانيه العاطفية.أيش السبب ليش يادنياوالبعض في الناس يادنياوالبعض مسكين ما يدريصابر على المر والحالي[c1] *** [/c]من باخلك ناس مقهورة تعيش هانئة ومسرورةلا صوت يسمع ولا صورةعايش بجهده ومقدوره[c1]صحفي بجريدة "البيان" الإماراتية [/c]