تحلم بالخدمة الأساسية وتوفرها .. وتواقة للانجاز الوحدوي
استطلاع/ محمد علي الجنيد:طالما وعدت خدها العنابي بورود ساقفطها من نيسان الحرف اضميماً... (أشقر تعابه) وطالما وعدتها برسائل عشق سالقح بها يديها البكر الذي لا يمر به سعاة البريد.. ها انا أكتب عن "الشراعية" الحسناء التي تعيش عذابها بصمت وشجنها بصمت.. الشراعية منطقة زراعية خصبة، تعيش على النقيض منطقة الخفافيش والملاريا والحرمان بشتى ظلماته والآمه... الشراعية التي نثرنا على وجهها القروي الريفي الاسمر الجميل أطناناً من البارود، فنثرت على وجوهنا الفل والياسمين وعبأنا ثوبها المخملي بالألغام وعبأت ملابسنا بالكاذي وورد الليل وهجرناها ولا تزال تعيش على حلم عودتنا.. وتسأل عنا وعن اخبارنا وعن تفاصيل صغيرة في حياتنا لم تنسها بعد.
الشيخ/ إبراهيم شراعي
[c1]ورقة أولى !![/c]التاريخ والأرض والانسان ثلاثي الحياة.. الحب والجمال والصفاء ثلاثي الحقيقة هناك منطقة الشراعية تقع جنوب مديرية المراوعة في وادي جاحف وتعد منطقة زراعية من الدرجة الأولى، الأمر الذي جعل مناخها فريدا من في طابعه وفعالياته الجوية اليومية إذ انه يجمع بين صفات مناخ البحر ومناخ الجبل على عكس ماهو سائد في المناطق الساحلية.. بالتالي فإن الحياة في "الشراعية" العزلة المعزولة جاءت ملونة بالوان ماتنفرد به موقعاً ومناخاً.. وهذا ما جعل من مجتمع الشراعية مجتمعاً انسانياً فريداً هو الآخر في أدميته وكينونته وابداعاته الحياتية فكراً وسلوكاً.. فالجبال التي تجاورها وتحيط بها خلقت فيها شموخاً وكبرياء تقف عاجزة أمامها كبريات العواصف.. والبحر الذي تمتد ذراعيه اليها من جهة الغرب جعل منها صدرا دافئا تنطفئ عليه زفرات الأمواج.وإذا كان الاختلاف قائماً بين سمتى البحر والجبل شكلا ومضمونا فإن المعادل الموضوعي لمعنى كل منهما قد توحد في مبنى وفي معنى "الشراعية" الوديعة.. فالثبات والشموخ والارتباط الوثيق بالأرض لدى الجبل قد عكس نفسه جليا في فكر وسلوك ابن الشراعية المرتبط باصالته ارتباطا وثيقاً ما بين السفر والترحال وحركتي المد والجزر لدى البحر قد تبدى حركتها في الهجرة والاسفار التي يقوم بها المجتمع في "الشراعية" من أجل تحقيق طموحات آفاقه المستقبلية في العيش والمعرفة والحياة عامة في شتى مجالاتها.أما "الشراعية" نفسها حسناء في محافظة الحديدة الجميلة.. من أخضرار وديانها العريقة تنسج "الشراعية" أثوابها الزاهية بوجه السنابل، ومن بشاشة ازاهيرها المتلالئ، قد تملأ "الشراعية" أنفاس عاشقها بالعطر والحب والجمال.. فتراها ان اشرق الصبح فيها أسلمت للشمس أشجار هواها فإذا الشمس أباحت نطفة التكوين فيها للغروب دخلت العزلة ماذناً وحقولاً خيمة الوصل على نبض الهجوم.[c1]"الكدراء" التاريخ والحضارة !![/c]منطقة "الشراعية" يوجد بها مدينة الكدراء التاريخية التي طمست من الأرض ولم تبق منها شيء من اثارها وقد ذكرها العديد من المؤرخين.. ويعد وادي جاحف من الأودية المشهورة يقع جنوب برع ويسيل إلى عواجة ثم وادي مور.. وتعد الكدراء من المدن التاريخية التي ذكرها الهمداني بالإكليل وهي منطقة زراعية تشتهر بمختلف أنواع الزراعة التي تنمو بسهولة.. ويذكر المؤرخون ان وادي سردد ووادي سهام وفشار وغيرها من الأودية كان لها دور في خراب مدينة الكدراء التاريخية التي أصبحت اطلال مخربة ولا وجود لها وان شاء الله سيكون لنا تحقيق كامل عن مدينة الكدراء في اعداد قادمة ان شاء الله مدعم بالصورة والوثائق!![c1]معاناة وجمال !![/c]عزلة "الشراعية" منطقة ريفية زراعية ادارياً تتبع مديرية المراوعة ونيابياً تعود إلى مديرية السخنة السياحية، ولا يدري ابناء "الشراعية" إلى أين يذهبون؟!وتعد أكبر عزلة بالمراوعة من حيث تعدادها السكاني.. وتعتبر أهم منطقة من حيث المنتوج الزراعي وتشتهر بزراعة الذرة البيضاء والحمراء والدخن والقطن والتنباك "الشراعية" السندس الأخضر والنجم البراق الذي لا ينطفئ على مدار العام.. النظرة إلى جمال طبيعتها تقضى إلى الحيوية والتفاؤل في نفس الناظر اليها والمستنشق لهوائها النقي.. ولكن المثير للغرابة والدهشة أن ترى هذه المنطقة وكأنها معزولة عن اليمن وشبه مهمشة من قائمة المشاريع والخدمات، فالخدمات الصحية والكهرباء والمياه وغيرها غير متوفرة، والوصول اليها بحاجة إلى موت قبل طلب الدواء.. فالمشاريع الخدمية والصحية والتعليمية اللازمة لحياة الفرد وأساس بقائه وتفاعله.وفي اثناء تواجدنا بمنطقة الشراعية التقينا بشيخها الطيب/ ابراهيم شراعي.. هذا الانسان المتعاون مع أبناء منطقته والذي حدثنا عن هموم وقضايا العزلة التي يدير شؤونها قائلاً: نحن من أبناء هذه العزلة والمنطقة التاريخية الأثرية الزراعية البعيدة عن الاهتمام وانا انسان بسيط جداً أبي ليس شيخاً ولا جدي وليس لدي ثروة ولا شيء ولكن حب العزلة هو الذي دفعني لتحمل مسؤولية المشيخة للمنطقة وقمت بتبني قضايا المواطنين والسعي جاهداً لمعالجتها وتقديم الحلول لها سواء قضايا اجتماعية أو شخصية وغيرها وتجدني أسعى جاهداً لتوفير الخدمات والطلبات التي أقدر عليها للمنطقة ومطالبة الجهات المختصة والمعنية والشراعية منطقة زراعية ريفية نائية تحتاج إلى كافة الخدمات الأساسية كالمدارس والوحدات الصحية ونريد مركز صحي للعزلة بحكم اتساعها السكاني، ونحتاج إلى طريق اسفلتي يربطنا بالمناطق المجاورة الاخرى ويسهل عملية التواصل للمواطنين من قرية للأخرى.. وبصراحة المسؤولية تكليف لا تشريف ولم أستفيد من هذه المهمة شيء سواء حب أبناء المنطقة وتمسكهم بي ويكفيني فخراً وقوفي إلى جوار البسطاء والمساكين والفقراء ومساعدتهم وان شاء الله أكون عند حسن ظن أهل بلادي وهناك عدة مشاريع في الطريق قادمة للشراعية كمشاريع المياه والحواجز المائية للأمطار وغيرها.[c1]وتبقى الذكرى !![/c]وتبقى "الشراعية" مزيج من الأصالة والمعاصرة اللتين تسيران وفق ثوابت راسخة أمن بها المجتمع فصارت قوة معنوية وروحية رادعة لأي منهما أن تطغى على الأخرى وبالتالي أصبحت الصورة المثلى للشراعية أرضاً وأنساناً صورة محافظة على هويتها وأصالتها وفي الوقت نفسه متعطلة طموحات تخوض عباب الآفاق نحو المستقبل ومسايرة العصرنة..!!وكانت الشمس متوهجة والشراعية تطرب فرحاً مع خرير مياه الجداول.. وعبق شذى الفل وأزهار الياسمين والحسناوات يرقصن مرحاً هكذا هي الشراعية تمزج اللحن الشجي والأنغام المتميزة بروائح المشموم والخضرة البازعة من رحم الأرض تصارع ذرات الرمال وحرارة المناخ، وما يدهش الزائر للشراعية هو ابتهاجها للغد الأمل يحدوها نحو الأفضل..!!تحية لمن يحمل عظمة وسمو الأنسان عظمة وتحضراً من يحمل الغد شعلة لا تنطفئ ويحمل الشعور الذي لا ينهزم.. حين ودعنا الشراعية كنا قد خباناها في أفئدتنا بكت حين أتجهنا إلى الحديدة المحافظة التي تضج بالفوضى وحيث البحر يمتد كشعاع سماوي، بكت لا تدري لماذا؟ لكنها بكت وهي تبتسم قائلة مازلت أحبك لا تنسى ايصال رسالتي للجهات المعنية بتوفير الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم وغيرها وتبقى خضم الحياة المعاصرة متطورة !!