في مهرجان تكريمي
متابعة/ عبدالله الضراسي على الرغم من تواضع فعاليات ( ليالي عدن الثقافية الرمضانية ) لهذا العام 2009م واقتصارها على فعاليتين رمضانيتين ، مقارنة بالفعاليات خلال السنوات السابقة والتي كانت تضم أكثر من أربع فعاليات .. ومع هذا فقد ( غطت ) فضاءات مهرجان تكريم أستاذنا فيصل سعيد فارع مساء الثلاثاء ( الثامن من شهر سبتمبر الجاري ) كل جوانب النقص والتواضع لفعاليات الفرع لهذا العام. فقد كان ( موضوع التكريم ) مهرجاناً ثقافياً للفرح والحب والبوح بشفافية دافئة تناثر (رذاذها ) الفواح بالعطر في جميع ثنايا قاعة احتفال التكريم التي امتلأت حتى آخرها .. وهو مالم يحصل في أي فعالية ثقافية سابقة حتى الآن!!!وكانت أمسية ثقافية جميلة سارت في حالة ( توأمة ) مع ابتسامات ( فارس اللحظة السعيدية ومؤرخها الثقافي ) وسادها مناخ ثقافي عربي تمثل في حضور قامات ثقافية فلسطينية وسياسية ممثلة بالإستادين رجب أبو رجب وأبو علي مصطفى وأساتذة أكاديميين من ( السودان + العراق + الأردن ) وجانب من الهيئة التدريسية لجامعة عدن، أضفى عليها بعداً يمنياً وعربياً حميمياً حيث أكتمل ذلكم الحضور ( بتشريف ) معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كونه ( الراعي الشريك ) مع فرع اتحاد أدباء عدن لهذا المهرجان ما ( أضفى ) على هذه الفعالية ألقاً ومهابة إبداعية.أكدت مجموعة هذه المعالم والعلائم مدى مكانة ( القامة الثقافية السعيدية ) في رحاب هذا العرس / المهرجان الثقافي التكريمي الذي ظللته كوكبة أدبية وثقافية لأهم أسماء المشهد الأدبي بعدن. [c1]تحية دكتور مبارك المسائية[/c] في مستهل حفل مهرجان التكريم تحدث الأديب الشاعر د/ مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد أدباء عدن قائلاً: ( نرحب بكم في عشية مهرجان التكريم وباسمكم جميعاً وباسم هذه الكوكبة الثقافية الجليلة ( علماء ومثقفين ومبدعين ) وباسم جامعة عدن وباسم الفرع نرحب بضيف هذه الليلة و( مكرمها ) الأستاذ فيصل سعيد فارع، وهي شخصية لا تعرف لأنه غني عن التعريف ، قامة بحثية / اقتصادية / إدارية / في فضاء التنمية الثقافية اليمنية ورجل ثقافة مقتدر، ويسعدنا ( تواجده ) الجميل في عدن ونرحب به في مهرجان تكريمه. وأضاف : نريد أن نقول لأنفسنا إن ما يحدث من ( اعتمالات ) ثقافية وفضاءات إبداعية هو أقل القليل، لكن نحسب بأنه ليس ( متأخراً ) أي أن الوقت ليس متأخراً وأقول إن تكريمنا للأستاذ فيصل سعيد فارع هو أقل ما يمكن أن نقدمه له وإن كان بصورة متواضعة. [c1]حديث المحتفى به [/c]وأمام فضاءات هذه اللحظات التكريمية المؤثرة والدافئة تحدث (المحتفى به ) فيصل سعيد فارع وبسمات التوتر والشجن من عبق التكريم الفواح حيث قال: ( تبدو علاقة الثقافة، بتجلياتها ووسائل تعبيرها ودلالاتها المختلفة، بالعمل الاقتصادي وبيئة الأعمال علاقة ( غائمة ) وربما يمكن وصفها أيضاً بكونها علاقة مشوشة ، فضمن التصور الأولى يتم فرز الاثنين ( الثقافة والاقتصاد ) على طرفي نقيض بشكل متعسف، وهو أمر انسحب بالضرورة في خلفية أي تلق لمبادرات رجال الاقتصاد والمال في حقول الثقافة، حيث يتسم هذا التلقي بالحساسية العالية والإفراط في تأويل المرامي والنيات بشكل تغلب فيه الريبة وسوء الطوية على الظن الحسن. وأضاف : ذلك التمهيد الذي استهل به ( حديثي ) والذي أشير به إلى التشوش في العلاقة بين الأمرين يفصح باعتقادي عن جزء جوهري من طبيعة علاقة الثقافة بالعمل الخاص والذي هو موضوع حديثي في هذه الأمسية الرمضانية الرائعة، وهي علاقة محكومة بالأزمة والريبة في بلدنا كما يبدو ، هذا إذا استغنينا بالطبع عن إضافة مخلفات الأيديولوجيا وحساسيات السياسة وحساباتها ذات الطبيعة المختلفة والرائجة في البلدان النامية والتي تضيف إبعاداً أخرى لهذه الأزمة. واستطرد قائلاً: لن يكون حديثي متعلقاً بهذا الأمر كلياً ، لكن حرصي على الإشارة إليه ابتداء وتناوله ينبع من (خبرة) عملية في هذا الشأن وضمن هذا المستوى المعقد من العلاقة لمدة تزيد على (12 سنة) وهو ما أراه شأناً من الضرورة طرحه للنقاش العام ( لتحرر ) هذه المسألة من ( المضمر السيئ ) والاتجاه نحو تطوير مساهمة القطاع الخاص في الشأن الثقافي ضمن مستويات جديدة أكثر فاعلية وجدوى وبروحية جديدة تتخلص من الإشكاليات السابقة التي تسلطت على علاقة الطرفين. وبصدد الحديث عن تجربتنا في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي تشكل ( ذراعاً ) ثقافياً لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركائه ، أود أن أشير إلى أن هذه المؤسسة وإن كانت تهدف ضمن أهداف أخرى إلى تخليد ذكرى الراحل الكريم الحاج هائل سعيد أنعم، فهي تؤكد على بعد نظر حقيقي للآباء المؤسسين اتجه بنجاحهم الاقتصادي نحو ( الاستثمار ) غير المربح على المدى القصير في حقل المعرفة والثقافة على المستوى الوطني، ضم حساسية حديثة بالمعنى الفعلي تدرك حيوية المساهمة الجادة في تطوير الثقافة الوطنية وتعزيز بنيتها الحالية بمبادرة جديدة تمتلك الفرصة لإحداث فرق ولهذا كان قرارهم بإنشاء مؤسستهم لتكون حاضنة هذه المبادرة الجديدة والتي يعول عليها ( الآباء المؤسسون ) كما أعول (أنا) على أن الشراكة معكم انتم المثقفين والأدباء والباحثين العلميين والإعلاميين هي ما ستساعدها على إنجاز طموحها في تطوير حقول الثقافة والمعرفة في اليمن لتترك أثرها في مستقبل هذا البلد بشكل إيجابي وتصبح جزءاً من أوجه الافتخار والمساهمة الخلاقة لبلدنا في العالم والذي نتشاركه مع كثيرين لديهم الكثير مما يضيفونه فيه. ويمكنني الإشارة إلى شيء مهم وذي طابع رمزي للغاية، هو أن عدن هذه المدينة الرائعة التي ( تستضيفنا ) اليوم وفي أروقة فرع اتحاد أدباء عدن.. هذه المدينة شكلت ( بيئة ) الانطلاقة الأولى لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركائه وهو ما انعكس على نجاح الآباء المؤسسين .. كيف ذلك؟ لأن عدن في ظني ( المدينة اليمنية الوحيدة) التي تمتلك خصائص فريدة ( كوزمبولويته ) انتمت للعصر بينما كانت اليمن بأكملها ضحية العزلة والتخلف ولقد شكلت ( بيئة فارقة ومؤسسية) وتميزت بالانفتاح والتعددية والتسامح ما ساهم بطبع رؤية الآباء المؤسسين للعمل الاقتصادي بهذه السمات التي ميزتهم عن غيرهم من رجال الأعمال في اليمن ، لتصبح أحد أهم مساهماتهم، إضافة إلى المساهمة الاقتصادية والاجتماعية والخيرية هي التأكيد على أهمية إن لم نقل جوهرية المؤسسية والانفتاح على الحديث والمبادرة في أي عمل يراد له النجاح وإحداث فرق بالنسبة لأصحابه أو للمحيط الذي يتواجد فيه بالطبع. [c1]مؤسسة السعيد ودورها في الحياة الثقافية [/c]وقال : إن مؤسسة السعيد بمكوناتها المختلفة أصبحت تقوم بدور الرافعة في حياتنا الثقافية والعلمية بدءاً من المكتبة التي أنشئت للمساعدة في إزالة عوائق اكتساب المعرفة والمساعدة في إشاعتها انطلاقاً من وعي عال بالمركز المحوري للمعرفة في عملية التنمية والنمو بمعناهما الواسع وكذا دعم وحضور الكتاب والمكتبات في عموم اليمن، حيث أصدرت المؤسسة (37) كتاباً وثم تنظيم (7) معارض دولية للكتاب وتقنية المعلومات وكذا قيام المنتدى الثقافي صبيحة كل خميس في سبيل خلق حالة حوارية مع الوسط العلمي والثقافي بلغت قرابة (370) فعالية تفاوتت ما بين ندوة ومؤتمر علمي ومحاضرة شارك في إقامتها نخبة متميزة من المثقفين والمفكرين يمنيين وعرباً وأجانب. بالإضافة إلى الاهتمام بمجالات الفنون التشكيلية ومركز ثقافة الطفل والتراث والمخطوطات والبحث العلمي وجائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم وكذا إنشاء صندوق السعيد لدعم البحث العلمي ، وكذا مركز التدريب واللغات .وأضاف : ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قامت ببناء وتجهيز مركز المبدع اليمني الكبير حسين المحضار بمدينة الشحر ، وكذلك منحت (64) مفكراً ومثقفاً وناشطاً درع السعيد التكريمي من خلال مهرجان السعيد الثقافي السنوي. واختتم كلمته بقوله: إن ما سلف ذكره من تعبيرات حضور ملموسة لمؤسسة السعيد للثقافة والعلوم هو بمثابة استجابة حقيقية لحاجات ملحة لتغذية الوسط الثقافي والعلمي في اليمن بمبادرة ريادية تمتلك القدرة والرؤية ويمكن لنا أن ندعي أننا استطعنا في الفترة القصيرة منذ إنشاء المؤسسة بالمعنى الزم ني التي بالكاد تجاوزت العقد أن ننشئ تقاليد رصينة في العمل الثقافي والعلمي ونبني شراكات حقيقية مع الأدباء ورجال العلم والثقافة ونأمل أن نساهم بشكل كبير في إنشاء طموح يمني نحو التطور وتقديم الجديد والمختلف والمبتكر في حقول المعرفة والعلوم والآداب، هذه أفكار أولية أتمنى أن ( تثرى ) بالنقاش وأن تعزز المقولات فيها أو ( ترد ) بتبادل حر وحيوي للأفكار معكم وأسعد الله مساءكم وطيب أوقاتكم بما يضيف ويفيد وشرفني برؤيتكم وبامتياز الحصول على إصغائكم و انتباهكم. [c1]حديث د. حبتور [/c]وبعد ذلك تحدث راعي فعالية التكريم رئيس جامعة عدن أ.د/ عبدالعزيز صالح بن حبتور حيث اعتبر الأستاذ فيصل سعيد فارع كقامة علمية وثقافية معروفة ليس بحديد عليه مثل هذا التكريم فهو عضو مجلس أمناء جائزة جامعة وأن مثل هذا التكريم يأتي أيضاً تقديراً ووفاء لدور مؤسسة السعيد العلمي والثقافي لمدينة عدن كرائدة للتنوير وأرض بكر لرحلة الخير لمؤسسيها من عدن منذ عقود خلت. [c1]بانوراما عبدالرحمن عبدالخالق[/c]كما قدم الأديب القاص عبدالرحمن عبدالخالق بانوراما ثقافية أشبه ( بسيفي ) معلوماتي عن حياة الأستاذ فيصل سعيد فارع منذ بدء نزوحه من قريته ( دمنة ) بتعز إلى مدينة تعز الحالمة للدراسة بواسطة والدة وكذلك تقلده العديد من المناصب القيادية الإدارية المختلفة وكذا دراساته العليا ودوراته التأهيلية الخارجية حتى قبيل تحمله منصب المدير العام لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، وخلص الأديب القاص عبدالرحمن عبدالخالق إلى أنه رغم تواضع تجربة أستاذنا فيصل سعيد فارع إلا أنه ( اعتبره ) من أهم الأسماء في المشهد الثقافي اليمني. [c1]انطباعات [/c]الأستاذ رشاد هائل سعيد اعتبر مهرجان تكريم جامعة عدن وفرع اتحاد أدباء عدن وفاء وتقديراً مهماً لما لعبة الرعيل المؤسس في مجموعة هائل سعيد أنعم وشركائه في عدن وفي وقت مبكر وعلى رأسهم الحاج الراحل الكبير قلباً وإنساناً المغفور له بإذن الله تعالى الوالد هائل سعيد أنعم الذي لاتزال سيرته الإنسانية العطرة على لسان جيل أهل عدن الأوفياء حتى الآن لما مثله من دفتر خيري إنساني قلما تجود به رحلة الخير الإنساني ، ولأن الوفاء والخير باقيان فستظل سيرة والدنا العطرة باقية لا تنسى وهذا اليوم يكرم قائد معاصر من مدرسة هائل سعيد أنعم لأن ( من خلف أخياراً وأوفياء ما مات ) لهذا شكراً لكم على هذا التكريم الذي يعد إضافة وعد من وعود الخير سنظل نحترمها ونقوم بها . الأستاذ رشاد سلطان سعيد قال بهذا الصدد: ( هذا المهرجان وهذا التكريم المتجدد وكما قال أستاذنا فيصل سعيد فارع إنه يكرم هنا وهناك وليس آخرها تكريمه في القاهرة والأردن ، لكن تكريم مدينة عدن له هو الأخلص والأجمل والأبقى لأنه يأتي من مدينة بادلها جيل هائل سعيد أنعم وشركاهه المؤسسون الوفاء بالوفاء وهو يؤكد أخيراً أن هذا التكريم أكد ويؤكد على الدوام مدى ريادية مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة ومدى كونها رقماً ثقافياً أهلياً لايستهان به !! [c1]بقية الفعاليات[/c] وقدم الأساتذة نجيب يابلي ومحمد مبارك حيدرة وعثمان باعباد ومحمد سالم باهيصمي وأحمد السعيد قراءات ثقافية لمشهد منتديات عدن الثقافية وآفاق عملها ، وتلا ذلك الحفل الفني الساهر لفرقة نسائم عدن التابعة لمنتدى الباهيصمي الثقافي الفني. [c1]فضاءات التكريم [/c]جاء التكريم من قبل أ.د / عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن ود. مبارك سالمين كراعيين لمهرجان التكريم وكذلك قدمت عدة جهات جوانب تكريمية بما فيها باقات ورود من صنعاء من قبل الكاتب الصحفي الكبير حسن عبدالوارث. وعلى هامش الفعالية تحدث كل من الدكتور سمير عبدالرحمن هائل الشميري رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة عدن و أ.د / قاسم المحبشي والإخوة / نجيب اليابلي ورشاد سلطان سعيد والمهندس محمد مبارك حيدرة ، معربين عن انطباعاتهم حول هذا التكريم وننشر أحاديثهم لا حقاً .