عمر عبد ربه السبع :منثوج اليمن من الحبوب يشمل الذرة والدخن والشعير ،وتشير التقارير لعام 2007م إلى أن محصول الحبوب وصل إلى تسعمائة ألف طن ،وان المواطن اليمني أضحي يفضل القمح اللين في وجباته اليومية ،فضلا عن الأرز ،وان الحكومة اليمنية تستورد مايربو على اثنين مليون طن من الحبوب سنويا لتغطية احتياجات المواطن من الغذاء ،أي مايعادل 75 %من احتياجاتها الغذائية ...ورغم تشجيع الحكومة اليمنية للمزارع اليمني في زراعة الحبوب إلا أن الأفق مأساوي بكل المقاييس ،فالوطن لايتمتع بالاكتفاء الذاتي من الحبوب ،ولن يتمتع بمخزون احتياطي من الحبوب على المدى القريب مادام أكثر من 65 %من الأراضي المزروعة تعتمد على مواسم الأمطار التي تتذبذب من عام إلى عام ،ناهيك عن تأكل المساحات المزروعة جراء التصحر والجفاف وعوامل أخرى ..ويكفي أن نعرف أن الأراضي اليمنية كانت تنتج أكثر من 1،2 مليون طن من الحبوب ،وان انخفاض المنثوج جاء نتيجة انخفاض مناسيب مياه الأحواض الجوفية ،وعدم فاعلية السدود ومحدودية سعتها مما يستنزف مياه الإمطار ،فضلا عن التوسع المستمر لاستخدام الأراضي الزراعية لزراعة القات .أن معدلات الخصوبة والزحف الحضري المتزايد ،والتلهف خلف زراعة القات ،والحفر العشوائي للآبار والاستهلاك غير الرشيد للمياه في الصناعة والزراعة والاستهلاك المنزلي ،واتساع الفجوة بين المياه المستهلكة والمياه العذبة المتجددة والبالغة قرابة مليار متر مكعب سنويا كل هذه تجعل استراجية زراعة الحبوب في مهب الريح .وتزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية والهضاب وهي من النباتات المعمرة والدائمة النضارة ،ولديها قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس اليمني ،وتحتل يوما عن يوم مساحة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة ،ويرويها المزارع اليمني بالمياه العذبة المستخرجة من باطن الأرض ،واغلب المزارعون يعتمدون الري التقليدي رغم مايهدره هذا النوع من الري من مياه قد يستفاد منها في زراعة محاصيل أخرى ..وقد قدرت منظمة الأغذية والزراعة أن المساحة المزروعة بالقات في الجمهورية اليمنية تعادل ربع مساحة الأراضي المروية بالمياه الجوفية ،كما أشارت إحصائيات الجهاز المركزي اليمني في عام 1992م أن اكثر من نصف مليون أسرة يعتمد دخلها الأساسي على زراعة القات بنسبة 12 %،ويسقي الفلاح اليمني أكثر من 80%من مساحة الأراضي المزروعة بالقات بالمياه الجوفية العذبة واضحي الفلاحون يستخدمون بالتدريج الطرق الحديثة في الري ويقولون أن بإمكانهم زراعة القات ثلاث إلى أربع مرات في الري ويقولون أن تعاطي القات منتشر على نطاق واسع لكل شرائح المجتمع وان دل هذا على شيء فإنما يدل على طغيان القات على اقتصاديات البلاد.وانه لامناص من زراعة القات وان هدد مصادر المياه في اليمن ،وان زراعة الحبوب لا تاتي همها ،بل أن هنالك أفات تجد من جودتها ،والاجدى شراءها من الخارج بأي ثمن ،فالغلاء العالمي لن يحرض المزارعين على تبديل سياستهم غير المنسجمة مع خطط الحكومة .
أخبار متعلقة