إيراني ملثم يحمل صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله روح الله الخميني خلال مسيرة في وسط طهران .
طهران /14 أكتوبر/ رويترز:قال المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت أبادي يوم أمس إن إيران ألقت القبض على عدد من الأشخاص بسبب واقعة تمزيق صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله روح الله الخميني أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة الأسبوع الماضي.وأعلن عن الاحتجازات بعد يوم من توجيه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تحذيرا شديد اللهجة للمعارضة المؤيدة للإصلاح متهما إياها بخرق القانون باهانتها الزعيم الراحل.وتصاعد التوتر في إيران منذ اشتبك طلبة مؤيدون لزعيم المعارضة مير حسين موسوي في السابع من ديسمبر في طهران مع الشرطة في أكبر احتجاجات منذ شهور بسبب الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو حزيران والمتنازع على نتيجتها.وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص قال أنهم من أنصار المعارضة وهم يمزقون ويطؤون بأقدامهم صورة للخميني خلال التجمعات الحاشدة حين سعى طلاب مؤيديون للإصلاح إلى تحدي الرئيس محمود احمدي نجاد من جديد.ونفت المعارضة ضلوعها في هذه الواقعة مشيرة إلى أن السلطات تخطط لاستخدامها كذريعة لشن حملة من جديد ضد المعارضين بعد الانتخابات.ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للإنباء عن دولت أبادي قوله للصحفيين «تم التعرف على الناس الذين كانوا في المكان (الذي جرى تمزيق صورة الخميني فيه).»وأضاف أن السلطات قامت بعمليات اعتقال أحدها جرى في يوم الاثنين الذي شهد التجمعات الطلابية دون إن يذكر أي أعداد أو أسماء.وقال دولت أبادي «كلهم في الحجز وأحدهم اعترف.»ونقلت وكالة إنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المدعي العام قوله «لن تكون هناك رأفة مع من أهان مؤسس الثورة.» وقاد الخميني الثورة الإسلامية عام 1979 وتوفي عام 1989 ومازال محل احترام في إيران.وأضافت بعض المواقع الإصلاحية إلى أن موسوي الذي يقول إن انتخابات 12 يونيو حزيران شهدت تلاعبا حتى يفوز احمدي نجاد بولاية ثانية ربما يلقى القبض عليه. ووصف موسوي واقعة صورة الخميني بأنها «تبعث على الريبة البالغة.»وأضافت عن دولت أبادي قوله «إذا ظن البعض إن وراءهم بعض المؤيدين وإنهم لن يمثلوا (أمام العدالة) فهذا تفكير خاطئ.»وقال رجل دين يمثل خامنئي في الحرس الثوري إن السلطات تهاونت مع المعارضة الإصلاحية ووسائل إعلامها فيما سبق.وأضافت أنباء الجمهورية الإسلامية عن مجتبى ذو النور قوله «لو كنا كسرنا أقلام كتابهم ونصبنا المشانق لما كانوا هاجموا معتقداتنا بهذه الطريقة.»وأغرقت الانتخابات الرئاسية إيران في أسوأ أزمة داخلية تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة قبل ثلاثة عقود من الزمان وكشفت عن انقسامات عميقة داخل المؤسسة.وأضاف محللون إن الاضطراب السياسي الداخلي ألقى بمزيد من ظلال الشك على احتمالات الوصول إلى أي حل للخلاف المستمر منذ فترة طويلة مع الغرب بشأن برنامج طهران النووي الذي تخشى واشنطن وحلفاؤها من أن يكون هدفه تصنيع قنابل. وتنفي طهران هذا.ورفضت السلطات اتهامات المعارضة بالتلاعب بالانتخابات وجسدت الاحتجاجات الضخمة المؤيدة لموسوي التي اندلعت عقب الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض الدولة الإسلامية.وكانت الاحتجاجات التي وقعت الأسبوع الماضي أصغر كثيرا مقارنة بتلك التي تفجرت في الأيام الأولى بعد الانتخابات. لكن الأجواء تبدو أكثر احتقانا مع ترديد المحتجين شعارات مناهضة للمؤسسة الدينية وعدم اكتفائهم بانتقاد فوز أحمدي نجاد.وأوردت مواقع إصلاحية على الانترنت أنباء عن استمرار احتجاجات صغيرة مؤيدة لموسوي في عدة جامعات على مدار الأسبوع الماضي.وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن حشودا من رجال الدين وغيرهم من الموالين للقيادة نظمت العديد من التجمعات الحاشدة المؤيدة للحكومة على مدار الأيام القليلة الماضية للتنديد «باهانة» الخميني.وألقي القبض على آلاف من أنصار موسوي بعد الانتخابات بينهم شخصيات إصلاحية بارزة. وأفرج عن معظمهم لكن صدرت أحكام بالسجن تصل إلى 15 عاما على نحو 80 شخصا وحكم على خمسة أشخاص بالإعدام فيما يتصل بالاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.