كرزاي يتحدث في مؤتمر صحفي في كابول يوم أمس.
كابول /14 أكتوبر/ رويترز تعهد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم أمس وبعد فوزه بفترة رئاسية جديدة بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وذلك بعد تحذيرات صارمة من مؤيديه في الغرب بضرورة أن يبذل جهدا أكبر للقضاء على الفساد.وألغى مسئولو الانتخابات في أفغانستان يوم الاثنين جولة إعادة ليس لها معنى بعد انسحاب المنافس الوحيد لكرزاي وهو وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله الذي أرجع انسحابه لوجود مخاوف جدية تتعلق بالانتخابات.وتجعل هذه النتيجة واشنطن وغيرها من مؤيدي كرزاي في الغرب يعملون مع شريك مشكوك في شرعيته بينما يواجه كرزاي نفسه احتمال أن يضطر للعمل مع معارضة تعززت مؤخرا.وتزيل إعادة انتخاب كرزاي عقبة بينما يبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال ما يصل إلى 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان حيث وصل العنف إلى أسوأ مستوياته منذ الإطاحة بحركة طالبان عام 2001.وفي مواجهة تحذيرات صارمة من أوباما ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون وقادة غربيين آخرين تعهد كرزاي بتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة.وأضاف في خطاب الفوز الذي نقله التلفزيون «ستكون حكومتي لكل الأفغان وكل من يريدون العمل معي سيلقون ترحبيا.»وأضاف «ستكون هناك تغييرات جذرية في حكومتنا المقبلة. نحن ألان عازمون على استخدام كل قوانا وبكل الطرق لازالة هذه البقعة (الفساد) من أرضنا.»وعانت أفغانستان من حالة انعدام استقرار سياسي بعد الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي جرت في 20 أغسطس وشابها تزوير واسع النطاق كان الهدف منه هو ضمان فوز كرزاي بفترة رئاسية جديدة. وزاد من سوء الأزمة تنامي قوة طالبان التي تعهدت بإعاقة الانتخابات.ووصفت طالبان فوز كرزاي بفترة رئاسية جديدة بأنه مهزلة وتعهدت باستمرار قتالها حتى تخرج القوات الاجنبية من أفغانستان.وكانت لجنة الانتخابات الأفغانية التي تعينها الحكومة ألغت جولة الإعادة يوم الاثنين وقالت أنها تريد أن توفر على الشعب الأفغاني تكاليف ومخاطر إجراء انتخابات أخرى لا يخوضها إلا مرشح واحد.وهنأ أوباما كرزاي لكنه قاله له في اتصال هاتفي يوم الاثنين انه يجب أن يبذل مجهودا جديا للقضاء على الفساد وضمان حكم أفضل للأفغان.ويوجد حاليا نحو 67 ألف جندي أمريكي و42 إلفا من قوات الحلفاء في أفغانستان. وقال متحدث باسم البيت الأبيض أن قرار اوباما بشأن مستويات القوات في أفغانستان لا يزال أمامه أسابيع.ولا يزال كرزاي الذي تراقبه عيون منتقدة في الغرب يتمتع بالدعم خاصة في جنوب وشرق أفغانستان حيث تعيش قبائل البشتون. وخرج المئات إلى الشوارع احتفالا بفوزه في مدينة هيرات غرب أفغانستان.لكن سكان العاصمة لم يكونوا جميعا سعداء بعودته إلى السلطة.وأضاف حاجي دولات وهو من سكان كابول لتلفزيون رويترز «ما فعله خلال السنوات السبع أو الثماني الأخيرة سيحدث مجددا. .. قتل الكثيرون خلال فترة رئاسته وارتفعت أسعار كل شيء.»ويحكم كرزاي أفغانستان منذ الإطاحة بطالبات.وأضاف مسئول غربي مقره كابول وطلب عدم ذكر اسمه مصداقية حكومة كرزاي لن تتقرر ببساطة بهذه الانتخابات لكنها ستتقرر الآن بالإجراءات التي يتخذها الرئيس خلال الأيام والأسابيع القادمة.