باريس / متابعات :أفاد «اتحاد الديانات للمحافظة على الطبيعة» أن سبعة إلى ثمانية بالمائة من الأراضي المأهولة تعود ملكيتها إلى جماعات دينية. وتسيطر هذه الأخيرة أيضا على العديد من المؤسسات الإعلامية وتدير أكثر من نصف مدارس العالم ونحو 7 % من الاستثمارات المالية.وبما أن الطبيعة هبة أنعم الله بها على الإنسانية، يشكل ملايين المؤمنين عبر العالم تاليا أوسع شبكة تحرك مدني من أجل حمايتها من خلال مكافحة التغير المناخي عبر إدخال ذلك إلى ممارساتهم الحياتية.والأمم المتحدة مقتنعة بهذا الأمر إلى درجة طلبت فيها مساندة هذا الجيش الكوني. دفع كل هذا الأمير فيليب لإطلاق مبادرة مسكونية أستضاف فيها الزعماء الروحيين للديانات التسع الأساسية في العالم: البهائية والبوذية والمسيحية إلى الطاوية والهندوسية والإسلامية فضلا عن اليهودية والشنتو والسيخ. وشارك ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلون عن البنك الدولي وجمعيات بيئية غير حكومية.وقال أولاف كيورفن مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «يجب توجيه إشارة قوية إلى الحكومات من دون طلب التحرك من الآخرين إنما من خلال التعبير عن التزام» للدفاع عن المناخ.وأضاف أن «أكثر من 85% من سكان الأرض يعتنقون ديانة ما. وفي وسع الأخيرة تعبئة مليارات الأشخاص في مختلف المجالات التي تتدخل فيها. كما أن ممارسة الشعائر الدينية فضلا عن العادات قد تلعب دورا مهما في التأثير بالناس».وتأمل فيكتوريا فاينالي المديرة الإعلامية في الاتحاد في إن «تشكل الديانات قوة محركة عظمى تخدم القضية البيئية».وكان نحو مائتي زعيم مسلم اجتمعوا في اسطنبول في تموز/يوليو الماضي ووضعوا خطة عمل تنفذ خلال سبع سنوات وتنص خصوصا على وضع «معيار بيئي إسلامي» يمكن تطبيقه في مختلف المجالات بدءا من طباعة القرآن الكريم وصولا إلى تأدية فرائض الحج.من جهة أخرى التزمت ديانة السيخ التي توفر الطعام لنحو 30 مليون شخص يوميا داخل معابدها الهندية بتحويل مطابخها لكي تصبح «صديقة للبيئة». وبدأت المعابد الطاوية في الصين استخدام الطاقة الشمسية...وشددت جيسيكا هالر مديرة الحملة اليهودية من اجل المناخ على أن «الأديان تتخطى الحدود. ليس عليها الاهتمام بأمور تتعلق بالتمويل والسيادة أو الملكية الفكرية المتصلة بالتكنولوجيا وهي المواضيع التي عرقلت سير النقاشات في كوبنهاغن. أنها مسألة أخلاقية أولا وأخيرا».وقال ستيوارت سكوت الأستاذ السابق في جامعة هاواي والمسؤول عن «إعلان الأديان حول التغير المناخي» الذي عرض في الأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر في نيويورك انه «لا يمكن النظر» إلى التغير المناخي وتداعياته المدمرة لاسيما على الشعوب الفقيرة «على انه مسألة مادية فقط».وأضاف بيل ماك كيبين المناضل البيئي الأميركي هو من أتباع الكنيسة الميثودية ومؤسس حملة «350.اورغ» من اجل الحد من الاجترار المناخي «ما يجري هو الاعتداء النهائي للأقوياء على الفقراء وهذا أمر مقزز بالنسبة إلى مؤمن». وتابع «الاهتمام بالخليقة بات بأهمية السعي لإحلال السلام أو مكافحة الفقر».وأضاف «في مجتمع استهلاكي في وسع المؤسسات الدينية فقط إعطاء معنى جديد للوجود غير مراكمة» الثروات.