الأمم المتحدة تدين تفجيرات الجزائر وتدعو إلى مكافحة الإرهاب
الرباط / الجزائر / وكالات :قال العاهل المغربي محمد السادس أمس الجمعة في برقية تعزية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إن الإرهابيين الذين ضربوا الجزائر الأربعاء يستهدفون المغرب.وقال العاهل المغربي إن هذا العمل "يستهدف في مراميه العدوانية بلدكم الثاني المغرب".وأوضح محمد السادس ان "ذلك اعتبارا منا أن أمن الجزائر الجارة الشقيقة جزء لا يتجزأ من أمن المملكة المغربية بل ومن استقرار المنطقة المغاربية خاصة والشمال الإفريقي وجنوب غرب المتوسط وجهة الساحل والصحراء عموما". كذلك أعرب الملك محمد السادس عن "إدانته القوية" للاعتداءات التي هزت العاصمة الجزائرية واعتبرها عملا "آثما منبوذا شرعا وقانونا".وأضاف "إيمانا مني بأننا كلنا مستهدفون بل والعالم بأسره المؤمن بالقيم الدينية السمحة وبالقواعد الديمقراطية وفي طليعتها إسلامنا الحنيف".«وأحرص على مواصلة العمل سويا معكم ومع أشقائنا قادة الدول المغاربية الخمس من اجل تحصين شعوبنا وبلداننا الشقيقة وتجنيبها مغبة وويلات تحولها الى قاعدة للإرهاب المقيت".وأسفرت الاعتداءات بالسيارات المفخخة الأربعاء استهدفت قصر الحكومة في العاصمة الجزائرية ومركزين للشرطة في حي باب الزوار عن سقوط 33 قتيلا وأعادت هاجس التفجيرات وسنوات الإرهاب.وعشية تلك الاعتداءات فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم في حي شعبي في الدار البيضاء فيما قتلت الشرطة رابعا قبل ان يفجر نفسه فقتل أيضا احد رجال الشرطة.وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان التفجيرات التي وقعت في الجزائر مجددا التأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب "بكل الوسائل".وجاء في إعلان تلاه رئيس المجلس لشهر أبريل سفير بريطانيا إيمير جونز باري أن المجلس "يدين بشدة العمليات الانتحارية التي وقعت في العاصمة الجزائرية في 11 أبريل 2007 وأوقعت عددا من القتلى والجرحى".وأضاف أن المجلس "يشير إلى ضرورة إحالة منفذي ومنظمي ومخططي هذه الاعتداءات الإرهابية التي لا توصف إلى القضاء وكذلك الذين مولوها ويطلب من جميع الدول (...) التعاون بقوة مع السلطات الجزائرية لهذه الغاية".وخلفت تفجيرات متزامنة وقعت وسط وشرق العاصمة الجزائرية -حسب آخر حصيلة رسمية- مقتل 33 شخصا وجرح العشرات.وجدد المجلس التأكيد على "ضرورة التصدي وبكل الوسائل وفي إطار احترام شرعية الأمم المتحدة، لكل ما يهدد السلام والأمن الدولي الذي تمثله الأعمال الإرهابية".وذكّر مع ذلك الدول "بضرورة السهر على التأكد من أن جميع الإجراءات التي تتخذها لمحاربة الإرهاب متطابقة مع واجباتها بنظر القانون الدولي".وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق تفجيرات الجزائر والدار البيضاء, وقال إنها تؤكد الحاجة لجهد دولي مشترك لمواجهة الإرهاب.وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا) قد أعلن في بيان على الإنترنت مسؤوليته عن تلك التفجيرات التي خلفت إدانة دولية واسعة.وأرفق التنظيم هذا البيان بصور ثلاثة انتحاريين قال إنهم قاموا بتنفيذ تلك الهجمات. ويقول ( التنظيم) إنه يستهدف الحكومة والجيش والأمن فقط في عملياته، غير أن العدد الأكبر من القتلى والجرحى في تفجيري يوم أمس كان من المدنيين.وعلى الصعيد السياسي أعلن رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم أن الانتخابات العامة المقررة في الـ17 من الشهر المقبل ستجري في موعدها رغم التفجيرات.وقد اجتمع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع كبار المسؤولين الأمنيين بعد التفجيرين واتخذ قرارات تهدف إلى وقف العنف في البلاد.وفي سياق متصل عرضت الولايات المتحدة على الجزائر والمغرب خدماتها, وقالت إنها ستتعاون مع سلطات البلدين موضحة أن تورط تنظيم القاعدة في تلك التفجيرات لم يفاجئها. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك الهجمات بأنها "فظائع وأعمال مروعة قتلت بدون تمييز أفرادا في قوات الأمن ومدنيين".على صعيد أخر وفي إطار التحقيق في تفجيرات الدار البيضاء التي وقعت قبل يوم واحد من تفجيرات الجزائر فقد أوقفت الشرطة المغربية شخصين في حي الفرح في الدار البيضاء حيث قام انتحاريون بتفجير أنفسهم الثلاثاء ثم أفرجت عن احدهما وأعلنت ان الثاني الخاضع للاستجواب ليس على علاقة على الأرجح بالإرهابيين.واعتقل شخص كان يلتقط صورا في الحي دون ان يحمل بطاقة صحافية لكن اخلي سبيله بعد بضع ساعات بعد ان تبين ان لا علاقة له بالخلية الإرهابية كما قالت الشرطة.ولا يزال شخص أخر يخضع للاستجواب وان كانت الشرطة لا ترجح علاقته بالإرهابيين. وكان هذا الرجل دخل منزلا وهدد سكانه بتفجير نفسه إذا لم يقدموا له الطعام. إلا انه لم يكن يحمل شحنة ناسفة وقد تمت السيطرة عليه من قبل الأجهزة الأمنية.ومنذ الصباح أقامت الشرطة حواجز في الحي الذي دب الذعر بين سكانه.والثلاثاء فجر ثلاثة انتحاريين شحناتهم الناسفة في هذا الحي الشعبي من العاصمة الاقتصادية للمغرب وقتل رابع برصاص الشرطة قبل ان يفجر شحنته كما قتل شرطي أيضا.وغادر الكثير من السكان الحي وأقفلت المتاجر أبوابها وسط انتشار كثيف للشرطة التي أقامت حواجز عدة.وقال مصدر في الشرطة ان المحققين عثروا في الشقة التي كان يختبىء فيها الانتحاريون على كمبيوتر وهواتف نقالة قد تقود المعلومات الموجودة فيها الى العثور على ناشطين فارين.وأعلن وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى الأربعاء ان البحث جار عن ثلاثة أو أربعة " إرهابيين خطرين".في سياق أخر أعلن مصدر قضائي ان ثمانية أشخاص سيحاكمون قريبا في إطار الملف المفتوح في فرنسا حول اعتداءات الدار البيضاء التي أوقعت 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا وحوالي مئة جريح في 16 ايار 2003.وقد تبدأ المحاكمة أمام المحكمة الجنائية في باريس في يونيو المقبل.وفي الرابع من ابريل وقع القاضيان المكلفان مكافحة الإرهاب جان لوي بروغيير وفيليب كوار مذكرة إحالة المتهمين أمام المحكمة الجنائية في باريس. وستعقد جلسة في 15 مايو لتحديد الموعد النهائي لبدء المحاكمة.والمتهمون الثمانية هم تركي ومغاربة او فرنسيون من أصل مغربي خمسة منهم معتقلون حاليا في فرنسا ويخضع الثلاثة الآخرون لمراقبة قضائية. ويشتبه بأنهم ينتمون الى خلية في فرنسا للجماعة الإسلامية المقاتلة.وكان التحقيق القضائي ضد مجهول فتح بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات بتهمة "القتل والمشاركة في القتل ومحاولات القتل ومخالفة القانون المتعلق بالمتفجرات وتشكيل عصابة أشرار".ونفذ انتحاريون هذه الاعتداءات في وسط العاصمة الاقتصادية للمغرب. وفي فرنسا يعتبر القضاء بشير البوشي المغربي المولود في 1975 والذي أوقف في ابريل 2004 في احدى ضواحي باريس زعيم الخلية الفرنسية.