الاحتفاء بالذكرى الـ (10) لتأسيسها في منتدى بن شامخ
[c1]عناصر الإبداع الثقافي والأدبي[/c]في احتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيسها نظمت جمعية تنمية الموروث الشعبي بالتنسيق مع منتدى بن شامخ الثقافي فعالية ثقافية استضافت فيها الدكتور سمير عبدالرحمن الشميري استاذ علم الاجتماع المشارك في كلية التربية جامعة عدن الذي القى محاضرة بعنوان" عناصر الإبداع الثقافي والأدبي " حضرها عدد من المثقفين ورواد منتدى الجمعية يتقدمهم الشاعر / علي حيمد رئيس الجمعية .وفيما يلي نقدم للقارئ الكريم عرضاً موجزاً لما جاء في المحاضرة والافتتاحية .متابعة / عوض سالم عوض [c1]الافتتاحية للاستاذ/ علي حيمد ـ رئيس الجمعية[/c]بداية أقول باسم جمعية تنمية الموروث الشعبي الثقافي في عدن وجميع رواد منتدى الفنان الراحل، محمد سالم بن شامخ يسعدنا جميعاً أن نرحب بالأستاذ الدكتور/ سمير عبدالرحمن الشميري الذي لبى دعوتنا مشكوراً لحضور فعاليتنا التي تنظمها "الجمعية والمنتدى" وإلقاء محاضرة قيمة موسومة بــ " عناصرالإبداع الثقافي والأدبي" وموضوع كهذا حتماً سيكون فضفاضاً وواسعاً وغير مقيد بزمان ومكان وايضاً غير محدود .. وكلنا يعرف أن مسألة الإبداع تحديداً واسعة ومتعددة وبالتأكيد نشعر اليوم أن "محاضرة" الدكتور/ سمير ستغني معارفنا وستكون خير زاد لمعلومات نحن في امس الحاجة للاستزادة والمعرفة من باحث ومفكر مليء بالابداع الشامل بوزن باحث أكاديمي عظيم الشأن متخصص في علم الاجتماع وهو الدكتور/ سمير الشميري.والأهم انه شخصية متواضعة تدخل القلب دون استئذان وهو مازال على صلة دائمة ومستمرة بالادباء والمثقفين والشعراء والفنانين والاستاذ/ سمير مشهود بتاريخه وكتاباته المستمرة لها بصمات مؤثرة وبالغة الأهمية في الصحف اليمنية عامة وبخاصة صحيفة (الايام) المحبوبة لدى الجميع. عذراً على الاطالة لان الحضور جميعاً يتلهف شوقاً لسماع المحاضرة التي حتماً ستكون عميقة الدلائل لما تحتويه من أهمية بالغة التأثير والتأثر بها .. دعونا الآن نستمع لمحاضرة ضيفنا العزيز الأستاذ والباحث الدكتور/ سمير عبدالرحمن الشميري.عقب التقديم تحدث الباحث د. سمير الشميري مستهلاً محاضرته بتحية الحضور وجمعية الموروث ومنتدى بن شامخ .وقال: سأتحدث اليوم في موضوع "عناصر الابداع الثقافي والأدبي" وتطرق إلى معنى ومفهوم الثقافة بشقيها المادي والروحي ، مبيناً وظائف كل منهما .وضح ان الابداع الثقافي يرتكز على ثلاثة عناصر : عنصر عقلي ، وعنصر انفعالي نفسي ، وعنصر سلوكي اجتماعي .وركز في المحاضرة على العنصر الانفعالي النفسي ، موضحاً ان المبدع الحقيقي هو الذي يتفاعل بحرص شديد مع الحياة الابداعية وهو الذي يتصارع مع العادات والقيم التي تتناقض مع اتجاهات الابداع والمبدعين في محاولة لتغيير هذا الواقع المتناقض ، وبالتالي تكون نقطة بداية الصراع قائمة في وجود قضية ما تسيطر على لب المبدع ، ومنها تبدأ عملية المخاض للإبداع لتتحول إلى عمل إبداعي ،وقال الباحث د. سمير الشميري:لنأتي إلى قضية همزة وصل قوية في هذا الموضوع هي " مسألة الذكاء والإبداع" هل كل ذكي مبدع ؟؟نقول لا .. ليس كل ذكي هو مبدع !! إنما " الذكاء" ان لم يستغل استغلالاً صحيحاً وسليماً قد يتحول في فترة زمنية إلى "غباء" وبالتالي هناك ارتباط لصيق ما بين الذكاء والابداع لان على الدوام الانسان الذكي الذي لايطور موهبته وصقل قدراته الموهوبة بالصورة الصحيحة والمستمرة لربما يكون كسلاً هنا قد يتحول تفكيره وان كان ذكياً إلى السماجة والجمود ويظل جالساً تحت مظلة "التيبس الفكري" وبالتالي "الذكاء بحاجة ماسة باستمرار إلى صقل وتطوير الموهبة" .ومن أهم عوامل نجاحات ذكاء المبدع ان يكون مسلحاً "بالجرأة والدافعية" إلى جانب استخدام وسائل شتى منها القراءة والاطلاع المستمرين والبحث والتنقيب عن كل جديد في عالم الابداع المتعدد الجوانب حتى يتمكن هذا المبدع الذكي من تطوير ملكة الحس المرهف لديه حتى تتكون لديه الملاحظات الدقيقة في مجال الابداع الفني ليتمكن من معرفة ما يدور داخل واقعه وبالتالي نجده قد صور لنا هذا الواقع بطريقة فنية ابداعية راقية يتحول إلى "عمل فني إبداعي" في صنف من صنوف الأدب والفن سواءً كان على شكل قصيدة شعرية أو أغنية بلحن جميل أو رواية بل ومسرحية !!![c1]قضايا تؤثر على المبدعين ![/c]ويواصل الاستاذ الدكتور/ سمير الشميري الحديث قائلاً:نأتي إلى قضية اخرى قد تجعل المبدع يعيش حالات عدة من الاحباط لهذا علينا معرفة الاسباب والمسببات ودعوني اتطرق أولاً إلى "البيئة الاجتماعية" وأمزجها بـ "الإبداع الثقافي" غني عن البيان أن نجد ان "البيئة الاجتماعية" التي يعيش فيها "الفنان أو المبدع" اما ان تلعب دوراً "إيجابياً" في تطوير "الموهبة" أو العكس هو الصحيح ان يكون لها دور "سلبي" أو دور من المحاجزة الابداعية والثقافية تشكل نوعاً من "الاحباط" النفسي عند هذا الشاعر وهذا الأديب وذاك الفنان وهذه مسألة معروفة ومفهومة لكم !!وفي "علم الاجتماع" يوجد عدد عديد من "العلماء" تطرقوا إلى "أهمية البيئة الاجتماعية" في التأثير السلبي تجاه المبدعين ولتأكيد هذه القضايا علينا معرفة ما توصل إليه في علم الاجتماع كل من الدكتور "هشام شرابي" والدكتور " حليم بركات" من استنتاج مفاده : لأن "البيئة العربية بشكل عام " "تقليدية ومحافظة وتسلطية " لاتعطي الحرية والاستقلالية لمبدع أو موهوب داخل المجتمع بل أنها تشكل عائقاً حقيقياً امام الابداع الثقافي والفني في المجتمع !!![c1]الفقر الثقافي[/c]ويواصل الدكتور/ سمير الشميري محاضرته قائلاً :تجدونني أقولها بكل صراحة لدينا "فقر ثقافي" إلى جانب أن المنطقة العربية مليئة "بالصعوبات الثقافية " إذا كان الفقر يعني أن يعيش الانسان على شيء من القلة والشظف ان يكون دخل الفرد متدنياً داخل المجتمع لنجد الدخل اليومي للفقير جداً لايزيد عن "دولار" وتؤكد المقاييس الدولية بارقامها العالمية إلى الفقر من زاوية تنموية ومن زاوية شاملة مرتبطة بمسألة "الثقافة" إلى جانب ما هو متعلق بمسألة حصول الناس على الماء والكهرباء ومتطلبات الناس المعيشية إلى جانب القراءة من اجل الثقافة هذا ما يسمى "جزء من الفقر الثقافي" الذي تمر فيه المنطقة العربية!!!موضحاً أن الأرقام الدولية تؤكد ان لدينا "فقراً ثقافياً " ولمزيد من التأكيد نقول لدينا مثلاً "68 مليون انسان عربي أمي " ونصف النساء العربيات "أميات" ولدينا "8 ملايين طفل عربي لايدخلون المدرسة" أما نسبة "القراءة" بالعام الواحد للإنسان العربي فحدث ولا حرج فهي لاتتعدى "6 دقائق" لكل ربع مليون انسان في الوطن العربي منذ "عهد المأمون" حتى هذه اللحظة !!!نحن في المنطقة العربية بشكل عام نترجم في العام الواحد "330 ألف كتاب" قياساً إلى دولة واحدة مثل "أسبانيا" التي تترجم سنوياً "مائة الف كتاب" إذن إين وجه المقارنة ؟ وللمزيد نقول ان "البيئة العربية تقول احصائيات ومقاييس دولية" تجد ما بين الألف انسان عربي " 5 أذكياء فقط " أما في البلدان مثل أمريكا وبريطانيا واليابان والصين وكوريا و .. و.. الخ التي تهتم برأس مالها البشري لديها في "الألف الواحد 22 من الاذكياء" نحن في المنطقة العربية نستخدم "الأنترنت" في أعمالنا بنسبة " 6 من عشرة بالمائة" والاخرى تذهب في خصوصياتنا ورغباتنا المسلية والمصيبة ان اليمن وصلت نسبة استخدام "الانترنت إلى خمسة بالألف شخص" وبقية النسب تذهب للغرائز والمسليات الذاتية .. لهذا علينا ان لانستغرب عندما نعلم أن الاخرين بالدول الأوروبية المتحضرة يدركون أهمية استخدام الانترنت "400 مليون انسان بالعالم" هنا نجد الفارق شاسعاً بيننا في الوطن العربي والبلاد الأوروبية المتحضرة في كيفية تنمية المعارف النوعية لتطوير ثقافة الإنسان والاهتمام برأس المال البشري .[c1]كيف نميز معالم الإبداع بعامة ٍ ؟[/c]ويقول الدكتور/ الشميري: في هذا السياق عندما نتحدث عن "الإبداع" يجب أن نميز بين شيئين من الابداع هناك جانب يطلق عليه " معاناة إبداعية" والاخرى معاناة "غير إبداعية".1) المعاناة الابداعية عند ذاك المبدع الذي يمر بسلسلة طويلة من الآلام من الانشطارات الروحية / من التشظيات" المكابدات ـ ذلك المبدع يلقي آلامه بشكل يومي ومن ثم نجد انتاجاً فنياً وأدبياً راقياً .إذن كل هذه الآلام الطويلة من المعاناة وكل هذه السلسلة تطلق عليها "المعاناة الإبداعية" التي تكون متلازمة ومتشاطئة مع كل عمل إبداعي .[c1]المعاناة الإبداعية [/c]وقال الدكتور/ سمير الشميري في الضفة الاخرى يجب علينا أن نميز المعاناة غير الابداعية التي تطلق عليها "المعاناة المرضية" التي قد يكون فيها انسان يعاني "انشطارات" وآلاماً من مكابدات "روحية" لكنه غير مبدع لينتج لنا أدباً وفناً وهنا يكمن الفرق هو أن الاديب أو الفنان أو المثقف يعاني وينتج لنا أدباً وفناً من خلال هذه المعاناة .أما الآخر فهو الذي لاينتج لنا أدباً ولا فناً وتكون بذلك اعماله موسومة بمعاناته المرضية طبعاً الأدباء والمفكرون والمثقفون يمرون بهذه السلسلات الشائكة من المعاناة الروحية والتشظيات ويلعقون مرارات الواقع لكي يغيروا ويتغيروا لينتجوا لنا عالماً جميلاً ولكي نجلس ايضاً في "محراب الفن" والأدب مع انتاج فني وأدبي راقٍ ينمي الذائقة الفنية والجمالية لدينا . خلال معاناة الادباء والفنانين نجدهم يمرون في سلسلة من المعاناة هناك ما يمكن تسميته "بعقدة الاضطهاد" لان البعض منهم يتلازم معهم ومعاناتهم شيء من هذه العقدة النفسية الاضطهادية .[c1]إلى متى ستظل هذه العقدة تلازم مبدعينا .. وماهي الحلول ؟[/c]ويؤكد الأستاذ الدكتور/ سمير الشميري أن علينا ان ندرك شيئاً هاماً أن "مسألة الابداع " بصنوفه وطيوفه المختلفة يحتاج إلى "عزلة" وطقوس إبداعية ما !! وهنا في هذا السياق لابد لي أن أشير إلى نقطة أهم وهي علينا أن "نفرق" بين "عزلة إبداعية " و "عزلة مرضية " والناس احياناً لايفرقون بين هاتين العزلتين وأهمية التفريق بينهما لخطورتها !!مثلاً نجد فناناً موهوباً مرهف الاحساس يدندن بلحن أو أغنية بين مجموعة من الناس هذه الموهبة الفنية الغنائية حل عليها الهاجس الابداعي فجأة بعد طول انتظار لاستكمال مشروع أغنية ما .. إذن كيف ومتى نساعده لانجاح همه الفني بكل بساطة أقول انه بحاجة إلى عزلة ما .. وهو يعيش حالات من التجلي في حالة كهذه ، هل نعرف ما هي إنه بحاجة إلى "عزلة إبداعية " وليست مرضية !!وبالتالي علينا ان نفرق بين العزلة الابداعية والعزلة المرضية كما أشرنا سلفاً .. لكن ما يثير الدهشة وعلامات الاستغراب ان فئة من الناس الذين لايعلمون شيئاً عن المخاضات الابداعية لدى هذا المبدع أكان فناناً أو أديباً عندما ترى هذه الشرائح الابداعية في المجالين الفني والأدبي تعيش في "عزلتها الابداعية" التي تتطلب ظروفها زمناً لتفريغ تجلياتها .يعتقد بعض الناس أن غياب هذا المبدع هو"اعتزال" أو ابتعاد وسرعان ما تأتي تصنيفاتهم لهذا الفنان والأديب بقذفه بالشتائم والغرور والتكبر بحسب اعتقاد هؤلاء البعض من الناس عن هؤلاء البعض من مبدعينا ووصفها ايضاً انها لاتريد حتى التحدث أو الاختلاط بها وإذا بخلاصة مقولات هذا البعض من الناس ابتعاد بعض المبدعين إلى نعتهم "بالجنون" وإلى غير ذلك من النعوت الظالمة لهذا يجب أن نقول لمن لايعلمون أن هذا ليس "بالجنون" بل علينا تعريفهم ان هذه هي "عزلة إبداعية " يحتاجها مبدعونا !!وأوضح د. سمير الشميري افكاره الآنفة بكثير من الأمثلة والشواهد من سير بعض المبدعين الكبار من العرب والغربيين .وفي ختام المحاضرة فتح باب النقاش وأثيرت العديد من القضايا حول موضوع الندوة ، حيث قام د. الشميري بالرد والتعقيب عليها .