إعداد/ بشير الحزمي[c1]مصادر البيانات السكانية وأهميتها [/c]تعد البيانات السكانية أحد الركائز الرئيسية التي يجب توافرها لأغراض التخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث أن هذه البيانات تمكن متخذي القرار والمخططين من معرفة طبيعة الخصائص والمشكلات السكانية ، ومن ثم وضع الخطط والبرامج والبرامج التنموية التي تمكن من تحسين تلك الخصائص بما يحقق أغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقسيم مصادر البيانات السكانية إلى قسمين رئيسيين هما المصادر الرئيسية وتشمل التعدادات السكانية ، السجلات الحيوية ، المسوح بالعينة ، السجلات السكانية ، المصادر الثانوية وتشمل ( الأبحاث والدراسات الديمغرافية والسكانية ، الاستقطاعات السكانية ، البيانات السنوية الدولية ، الإحصائيات ،[c1]أولاًُ :- المصادر الرئيسية للبيانات السكانية [/c][c1]التعدادات السكانية : [/c]تعد التعدادات السكانية من الطرق الهامة لجمع البيانات على مستوى المجتمع ككل وتعد التعدادات بمثابة صورة أو لقطة سريعة للموقف السكاني في لحظة معينة من عملية مستمرة التغير، وتكمن أهمية التعداد في الشمول الأفقي المتمثل بجمع البيانات الآتية على مستوى كل أفراد المجتمع بمعنى أن يكون العد في لحظة زمنية واحدة ومحددة وهناك شمول رأسي يتمثل في جمع البيانات عن كل فرد في شتى المجالات والخصائص فتجمع بيانات عن الخصائص الديمغرافية كالعمر ومحل الميلاد والحالة الزوجية والتعليمية والعملية وبيانات عن الخصوبة بالنسبة للنساء المتزوجات حالياً واللاتي سبق لهن الزوج وبيانات عن المواليد والوفيات والهجرة ، وهناك بيانات اجتماعية وصحية كبيانات المعاقين وأسباب الإعاقة بالإضافة إلى بيانات عن المسكن وخصائصه من حيث نوعه وعدد الغرف ووجود الخدمات كالحمام والمطبخ وتوفر المياه داخل المسكن والكهرباء وغير ذلك من البيانات ،كما تجمع بيانات على مستوى التقسيمات الإدارية وعن التبعية الإدارية لكل منطقة وأسرة ، ومن خلال كل ذلك تتضح أهمية إجراء التعدادات في توفيرها الكم الهائل من المعلومات المختلفة المجالات وعلى المستوى الوطني وهذا يساعد المخططين والمراجعين ومتخذي القرار على اتخاذ القرارات السليمة المبنية على حقائق وأرقام فعلية تعكس الواقع ،، كما تساعد أيضا الباحثين والدارسين في المجالات السكانية المختلفة ، وتعتمد دقة وصحة البيانات على أسلوب جمعها وشمولها وحرص القائمين عليها في التحري والدقة لما لهذه البيانات من اثر على تطور الشعوب وتقدمها.[c1]السجلات الحيوية :[/c]وتتمثل أهمية السجلات الحيوية في اعتبارها مصدراً وأساساً مباشراً للبيانات السكانية حول عوامل نمو وتغير السكان وخاصة المواليد والوفيات والهجرة كما تساعد على قياس المتغيرات في السكان بين الفترات المختلفة سواءً في حجم السكان أو تكوينه أو توزيعه وفي تكوين الأسرة من حيث أوقات الزواج والطلاق والتبني والانفصال الهجرة على وجه الخصوص ، ولا شك في أن هذه البيانات تفيد في التعرف على اتجاهات التطور حالياً وفي المستقبل الأمر الذي يمكن الاعتماد عليه في وضع الخطط والبرامج المناسبة .ويقصد بنظام الإحصاءات الحيوية السجلات الحيوية التسجيل القانوني والإحصائي للمعلومات عن الوفيات الحيوية كالولادات والوفيات والزواج والطلاق وغيرها كما يشمل أيضاً المعلومات وإعدادها وتحليلها وعرضها عن تلك الواقعات ولأهمية الإحصاءات الحيوية لكونها مصادر أساسية للبيانات السكانية فقد أولت اللجنة الإحصائية ولجنة السكان في الأمم المتحدة أهمية خاصة لتطويرها وقامت بوضع توصيات خاصة بهذا الشأن من أجل تأمين تسجيل الوقائع على أسس موحدة لتسهيل المقارنات الدولية وإيجاد إحصاءات دقيقة تستخدم للأغراض المحلية ، كما أن دقة تسجيل الإحصاءات الحيوية حسب بعض الصفات ضروري لمعرفة التغيرات التي تحدث للسكان وحساب كثير من المقاييس الإحصائية .[c1]المسوح بالعينة :[/c]تعد المسوح بالعينة الديمغرافية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية مصدرا من مصادر جمع البيانات السكانية وتعرف المسوح بالعينة على أنها أسلوب أخر لجمع البيانات عن خاصية أو مجموعة خصائص للمجتمع وذلك باقتطاع جزء صغير من المجتمع وإجراء الدراسة الإحصائية والتحليلات اللاحقة معتمدة على هذا الجزء وتسمى عملية اقتطاع جزء من المجتمع وشمول المفردات التي يتألف منها هذا الجزء المقتطع بالعينات ، ويمكن للمسوح بالعينة أن تعطي نتائج على مستوى عال من الدقة والشمول إذا ما توافرت فيها الضوابط الفنية المتعلقة بمستوى سحب العينة ومراعاتها للظروف المحلية وخصوصية المجتمع بالإضافة إلى مراعاة احتساب أخطاء التقدير عند تفسير النتائج .وتتصف المسوح بالعينة بمرونة في طريقة تنفيذها وتدني تكاليفها المادية إلا أن هناك محاذير ينبغي التركيز عليها عند تعميم عينة المسح منها أخطاء التحيز بالإضافة إلى عدم مراعاة تخفيض وتقييم أخطاء التقدير وكذا تحديد الحجم الأمثل لعينة المسح وكل ذلك قد يؤدي إلى ضعف نتائج المسح إذا لم يتم تلافيها.[c1]السجلات السكانية :[/c] ويمثل السجل السكاني الجاري أحد مصادر البيانات على الرغم من اقتصار تطبيق هذا النظام على الدول المتقدمة و بعض الدول العربية وهو يعتمد على وجود سجل قومي للسكان بالدولة يتم فيه تسجيل الفرد منذ الميلاد وكذا جميع الأحداث التي يتعرض لها خلال دورة حياته إلى الوفاء وبالتالي يمكن عن طريق هذا السجل الحصول على جميع الإحصاءات والبيانات الديمغرافية دون الحاجة إلى مصادر أخرى من الناحية النظرية ، ومع ذلك فإن هناك بيانات سجلية تعد ذات أهمية كبيرة في الدراسات السكانية في الدول المختلفة مثل سجلات المستشفيات ومراكز رعاية الأمومة والطفولة الخاصة بدراسة التطعيمات الحالة المرضية كذلك سجلات الضمان الاجتماعي وتوزيع وسائل تنظيم الأسرة في مراكز تنظيم الأسرة ...إلخ.الأرقام القومية وفقاً لنظام السجل المدني وأيضاً سجلات التردد.[c1]ثانياً :- المصادر الثانوية للبيانات والمعلومات السكانية:ـ [/c][c1]الأبحاث والدراسات الديمغرافية والسكانية [/c]هناك أهمية بالغة للأبحاث والدراسات الديمغرافية والسكانية خاصة وأن بياناتها تعتمد على مصدرين رئيسيين هما التعدادات والمسوحات وقد تمر فترات زمنية طويلة على هذه البيانات حتى يتم تحديثها ومن هناك أهمية الأبحاث والدراسات في كونها تبحث في مواضيع محددة وبالتالي توفير البيانات والمعلومات التي تفيد مستخدميها .[c1]الإسقاطات السكانية :[/c]تعتمد دراسات الإسقاطات السكانية على ما توفره بيانات التعدادات والإحصاءات الحيوية وفي بعض الأحوال على الأبحاث الخاصة إذا لم تكن الإحصاءات الحيوية على درجة عالية من الدقة ، وتقوم بتقدير السكان وتصبح مصدراً من مصادر الحصول على البيانات السكانية ، وقد يجرى التقدير أما عن أزمنة ماضية أو عن الحاضر أو عن المستقبل وقد تتناول التقديرات حجم السكان فقط أو الخصائص السكانية مثل فئات العمر حسب النوع .[c1]البيانات السنوية الدولية :[/c]تقوم بعض المؤسسات الدولية بإصدار بيانات دولية سنوية حول السكان ، ومنها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التابع للأمم المتحدة الذي يقوم بإصدار التقرير السنوي للتنمية البشرية الذي يحتوي في العادة على إيضاح الوضع الراهن للتنمية البشرية في العالم كما يحتوي على مؤشرات أساسية تتعلق بنصيب البلدان المختلفة من التنمية البشرية وكذلك الفجوة القائمة بين الدول المتقدمة والبلدان المختلفة ، ومن التقارير السنوية الدولية الهامة الكتاب الديمغرافي السنوي للأمم المتحدة وكذا ما تصدره منظمة اليونسيف حول الطفولة وكذلك منظمات الأمم المتحدة العامة في مجال الزراعة والصحة ، ويصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان تقريراً سنوياً عن حالة سكان العالم ،وفي كل عام يتم التركيز في التقرير على موضوع معين ،وتعتمد المنظمات على التعدادات والمسوحات القطرية كما تقوم بالتعاون مع هذه البلدان بإجراء المسوحات الضرورية سنوياً وتقوم هذه المنظمات بوضع التقديرات والإسقاطات في ضوء البيانات المتوفرة في مختلف البلدان.[c1]الإحصائيات الدورية :[/c]تعد العديد من الدول كتب إحصائية سنوية في المجالات المختلفة وتحتوي هذه الكتب على مؤشرات أساسية ، ويتضمن الكتاب الإحصائي السنوي في الغالب على أهم الإحصائيات الوطنية لمختلف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وتقوم بعض الجهات الرسمية كذلك بإعداد بعض التقارير والكتب الدورية عن الإحصاءات المتعلقة بها .
نافذة سكانية
أخبار متعلقة