صباح الخير
الذين خرجوا من اليمن،من المهاجرين الأوائل والذين خرجوا للعمل أوالتعليم ،منذ مطلع القرن الماضي ،وحتى الآن أدركوا حجم الفجوة التاريخية والحضارية عندنا وعندهم ، وحاولوا تفسير الأسباب وحاولوا البدء بوضع المعالجات لمجمل تخلفنا وتردي أوضاعنا وكانت استخلاصاتهم واستنتاجاتهم الأولية والرئيسية الخلاص من آخر التصورات التي جمدت حياة اليمنين وطرد المحتلين البريطانيين من جنوب البلاد وإقامة نظام وطني ديمقراطي على امتداد أراضي اليمن الطبيعية كلها.كانت تلك خطوط عريضة للمؤسسين ورواد التنوير الاوائل في اليمن وتحولت تلك الاهداف الى حركة على الارض بعد اعداد وتحضير طويلين تصاعدت في ثلاثينيات القرن الماضي حتى وصلت أوجها في الخمسينات والستينات من القرن ونفسه وسقط حكم الفرد السلالي الكهنوتي والطائفي في صنعاء وتم طرد المستعمر من عدن الباسلة واعلنت الدولة اليمنية الواحدة في 22مايو 1990م .ولم يكن ذلك الامقدمة ضرورية لاحداث التغيير السياسي والوطني الشامل والبدء في استخراج الثروات الطبيعية لاحداث نهوض اقتصادي واجتماعي حقيقي ومحو أمية الشعب وتوفير الصحة والتعليم لكل المواطنين اليمنين، وكذا توفير العمل والسكن وتوفير الماء والكهرباء والطرقات والمواصلات والاتصالات في كل ارجاء البلاد ورفع مستوى دخل الفرد من الناتج الاجتماعي الوطني.. وبهذا يتحقق الأمن والامان والاستقرار والنماء المتسارع في كل المجالات ونواحي الحياة.. وبهذا فقط تدخل اليمن عصر الرخاء والتقدم والتطور ويصير لليمنيين كيان وطني قوي ومتماسك وراسخ في الجذور. وقد كان حلم الاوائل من مناضلينا ان نقضي على الاسباب التي جعلت اليمنيين يهاجرون من بلادهم الى خارجها فيما مضى وان نوفر لهم التعليم والصحة داخل بلادهم وان نزيل كل اسباب الاقتتال الداخلي بينهم ونرسخ حقوق الناس وواجباتهم عبر الدستور والقوانين النافذة التي يحتكم إليها الجميع وان يجري تجديد القيادات بصورة ديمقراطية وفقاً للأهلية والقدرة على العطاء ومن ذوي الخبرة والتجربة وبصورة سلسة وسليمة وبعيداً عن (المنجهة) الفارغة والتوحش.كان ذلك هو حلمنا الجميل بوطن موحد وسعيد وسيظل كذلك وما أفرزه الواقع من عقبات هو جزء من الضريبة التي يتطلبها الانفتاح على العالم المحيط بنا، الذين لايريدون لنا ان نتوحد ونتقدم ونكون احراراً ومستقلين في اتخاذ قراراتنا لوحدنا ونمارس سيادتنا على اوطاننا وأراضينا وثرواتنا بأنفسنا.