الرياض / متابعات :يسود الوسط الثقافي والاعلامي في المملكة العربية السعودية جدل ديني وآخر سياسي بالتزامن مع الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك ، ومن المتوقع ان يزداد هذا الجدل في أثناء شهر رمضان وبعده، من خلال "تعرية فضائية" للتنظيمات الإرهابية وما وراءها، تنبش فتاوى وكتب " التكفيريين" و "الأصوليين"، وتكشف حقيقة دعواتهم الزائفة، من دعاة إلى الشهادة، إلى " دعاة على أبواب جهنم ".ويتوقع الكثير من النقاد والمراقبين ان يعيد العمل الدرامي الذي يقوده الباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي والمنتج الأردني طلال عوامله، إلى الساحة الدرامية سخونة و " بلبلة " العامين الماضيين، وتحديداً عند توقف عرض " الطريق إلى كابول " ، بعد جولات حامية بين منتجيه، وأطراف شعبية وسياسية.ما لا شك فيه، هو صدح ألسنة داعمة للسعودي والأردني، تقابلها أنياب مهاجمة لهما، خصوصاً أن مسلسل " دعاة على أبواب جهنم "، يغوص في أعماق القضية الشائكة عالمياً "ا لإرهاب " ، ويعرّج على مخرجات حروب أفغانستان، ويمزّق فتاوى، طبّلت مراراً لدعاة زائفين. ومما له دلالة ان فريق عمل المسلسل سلط الضوء فبل تصوير بعض المشاهد في " هايد بارك " مدينة لندن ، على الآليات الفكرية والتقليدية لهذه القضية، وكَشْف حقيقة المنتمين اليها. حيث اوضح طلال عوامله منتج هذا العمل الدرامي ان أصحاب هذا الفكر التكفيري الإرهابي يزعمون أن هدفهم تحرير الأراضي العربية ، من الأعداء والسياسات المضطهدة للشعوب، مشيرا الى ان مسلسل ((دعاة على ابواب جهنم )) سيبرز معالم التفكير المنحرف لهؤلاء الدعاة وسيعلنه للملأ .. ويضيف: " حرصنا على نقل الصورة كاملة، وتناوُل القضية من كل جوانبها، إذ نركز على يوميات بعض الشبان العرب في مدن مثل لندن وموسكو، وكيفية استغلالهم، وجرفهم في منحدر الفكر الإرهابي". وبدوره، يشير المشرف العام على نص العمل الكاتب السعودي المتخصص في شؤون جماعات الاسلام السياسي عبدالله بن بجاد العتيبي ، إلى أن الهدف من تصوير بعض المشاهد في عواصم غربية ، هو النقل الواقعي لما يحدث في مثل هذه المدن، موضحا انه " في لندن مثلاً، يسلط المسلسل اضواء حية على علاقة الأصوليين بالمجتمع البريطاني، ومدى استغلالهم للحرية التي يجدونها في هذه العاصمة، والتي تشكل لهم حاضنة داعمة لخلاياهم في بلدان عربية".ويؤكد العتيبي في احاديث صحفية تداولتها الصحف السعودية وقوف العمل في صف التسامح والاعتدال، كون الهدف هو نقل صورة حقيقية ومتوازنة، بعيداً من تغليب جهة على أخرى، قائلا ً : " لقد سعينا الى التعمق في الفكر التكفيري، كونه فكراً عدمياً يسعى الى التدمير، وحرصنا بموضوعية ادبية وفكرية وفنية على نقل واقع ليس فيه غلبة لجهة معينة" .واعرب العتيبي عن حرصه على مراجعة جميع خطوط العمل (الديني، السياسي، الاجتماعي)، خصوصاً ما يتعلق بالمجتمع السعودي، حتى لا يقع في شرك ما حدث معه في مسلسل ((الحور العين )) العام الماضي.وبحسب الجدل الذي انطلق قبل الانتهاء من تصوير المسلسل وبدء عرضه في بعض القنوات الفضائية الكبرى في العالم العربي ، يتوقع بعض النقاد ان تحفل حلقاته الثلاثون، بمشاهد مثيرة، تثري أعمدة كتاب الصحف ، وتثقل كاهل »سيرفرات« المنتديات ذات الشأن، فالإثارة تتوزع بين تفجير مصافٍ نفطية، ومجمعات سكنية، واشتباكات مسلحة، وصولاً إلى موت المخرج العالمي مصطفى العقّاد في تفجيرات الفنادق في عمّان.وكون هذا العمل يلامس شرائح مجتمعية متناقضة التفكير والعهد، ويفتح فوّهة النار على جماعات طائفية متشددة، فإن القائمين عليه، سيقعون في شرك تهديدات القتل، والتكفير، وهو ما حدث فعلاً، هذا الاسبوع عندما هاجم نحو 15 متطرفاً إسلامياً من عرب وأجانب، طاقم العمل أثناء تصويره في المركز الثقافي الإسلامي في لندن، إذ قاموا بالتهجم على عدد من الممثلين، خصوصاً الممثل غسان مسعود. ووصف بعض هؤلاء المتطرفين فريق العمل بالمسيئين إلى الإسلام، وحاولوا عنوةً إجبار الموجودين من الفريق على التوقف عن التصوير، فدخلوا في نقاشات حادة مع عدد من الممثلين، انتهت بخروجهم، بعد أن هددهم القائمون على العمل، بتحميلهم مسؤولية توقّف التصوير، كونهم حصلوا على موافقات الجهات المعنية في المركز.وفي ظل هذه المعطيات المتشابكة، سيبقى الشارع العربي منتظراً لصوت المدفع الرمضاني، حتى يرقب من خلال هذا العمل ألسنة لهب، تكوي جموعاً نائمة، وتزيد وطأة الحروب ( الجهادية ) في ساحات الحوار العلنية والدفينة.
مسلسل " دعاة على أبواب جهنم " يعرّي الارهاب ويطارد (التكفيريين) في لندن وموسكو والرياض
أخبار متعلقة