البابا يقول ان العنف بالصومال يتسبب بأزمة إقليمية وأمريكا تطالب بهدنة دائمة
مقديشو / وكالات :قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جنداي فريزر في ختام زيارة مفاجئة قامت بها للصومال، إنها ناقشت مع المسؤولين الصوماليين ضرورة وضع آلية دائمة لوقف إطلاق النار.وأوضحت في مؤتمر صحفي عقدته في بيداوا شمال غربي العاصمة مقديشو أن زيارتها تأتي بهدف لفت أنظار المجتمع الدولي إلى التحديات في الصومال وبخاصة الجهود اللازمة لوضع حد للمعارك في مقديشو والأزمة الإنسانية التي سببتها هذه المواجهات.ودعت الحكومة المؤقتة إلى البدء في مشروع للمصالحة كي يتسنى تشكيل حكومة تضم كافة الأطراف ووضع دستور في موعد مناسب قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2009م الذي من المقرر أن ينتهي فيه التفويض الممنوح للحكومة الحالية.وجددت فريزر التذكير بأن بلادها تدعم الحكومة الفيدرالية الانتقالية، معبرة عن قلقها من أن الصومال أصبح ملجأ لمن وصفتهم بالإرهابيين. وقالت إن واشنطن مازالت تعتقد أن ثلاثة من كبار المشتبه في أنهم أعضاء في القاعدة بالإضافة إلى ثلاثة صوماليين مرتبطين بهم لايزالون في البلاد، وأضافت أن من دعتها بمليشيا الشباب شاركت في القتال الأخير الذي اندلع في مقديشو.وزيارة فريزر هي الأولى من نوعها منذ عام 1994م لمسؤول أميركي بهذا المستوى. وقد أجرت خلال الزيارة التي استمرت ست ساعات محادثات مع الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد ورئيس وزرائه علي محمد جيدي ورئيس البرلمان آدن محمد نور.على صعيد أخر قال البابا بنديكت السادس عشر أمس الأحد إن أعمال العنف بالصومال مؤخرا حيث شهدت العاصمة الصومالية مقديشو بعضا من أسوأ المعارك خلال 15 عاما بددت الآمال في السلام وأدت الى تراجع التوقعات بخصوص المستقبل في المنطقة.وقال في كلمته للمدينة والعالم بمناسبة عيد القيامة "أطاح تجدد القتال بآمال السلام وأدى الى تدهور أزمة إقليمية خاصة فيما يتعلق بنزوح السكان وتهريب الأسلحة."وأدى هجوم مشترك للقوات الحكومية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها الى تدمير كامل لمناطق موالية للمتمردين بالصواريخ ونيران الدبابات والمدفعية في الفترة من 29 مارس وحتى الأول من أبريل في معارك أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 400 قتيل وإصابة نحو ألف.وقال البابا بنديكت أيضا إنه ينظر "بقلق الى الظروف السائدة في عدة مناطق بأفريقيا."وأشار الى الوضع الإنساني "المأسوي" في دارفور بغرب السودان والى "أزمة خطيرة" في زيمبابوي والى أعمال العنف والنهب في جمهورية الكونجو الديمقراطية. في سياق أخر أعلنت المفوضية العليا للاجئين أمس الأحد ان حوالي 124 ألف صومالي نزحوا منذ فبراير من مقديشو التي تشهد معارك متكررة. وأفادت المفوضية التابعة للأمم المتحدة في نهاية مارس ان عددهم نحو مئة ألف. وقالت الوكالة الدولية في بيان نشر في نيروبي ان "حوالي 124 ألف شخص فروا من مقديشو منذ الأول من فبراير من بينهم أكثر من 11 ألفا نزحوا منذ الاول من ابريل ونحو 73 ألفا خلال مارس و40 ألفا خلال فبراير". وأوضحت المفوضية ان "معظم النازحين توجهوا الى ضواحي" مقديشو أي منطقتي شابيلي العليا والوسطى التي استقبلت 87 ألف شخص منذ فبراير.وأفادت الأنباء ان معظمهم يفتقرون الى كل شيء (الملجأ والماء والغذاء) وان المساعدات الإنسانية في الصومال محدودة كثيرا بسبب الظروف الأمنية في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية منذ 1991م.