الشيخ/ أنيس الحبيشيربما الانزعاج الذي سببه مقالي المنشور في صحيفة "14 أكتوبر" يوم 8/7/2007م بعنوان "الإرهاب بين الجعجعة والطحين" كان بسبب فضح المقال لمنابت الإرهاب المتأصلة في فكر الثائرين عليَّ وكذا فضحه لركاكة الرسائل التي يبعثها هؤلاء الكذابون إلى الإرهاب بإصدار بيانات الشجب والإنكار كأسطوانة مشروخة ومعتادة دون نقد الأرضية الفكرية والعقدية التي يقوم عليها فكر الإرهابيين ويستندون على أدلة ونصوص يدافع عنها هؤلاء الكذابون الشجابون المنددون بقوة تفضح زيفهم وتؤكد صلة الانتماء القوية بينهم وبين الإرهاب وتؤكد شبهات الشك والارتياب في مسالكهم ومناهجهم ومواعظهم الهشة والمكذوبة"!!".لهذا ثارت ثائرتهم عليَّ .. ولأنهم لا يعرفون شيئاً اسمه الحوار ولا يجيدون لغة تدعى لغة الحوار .. فقد لجؤوا إلى لغة الدس والمكر والمكيدة التي هي بدائل مناسبة ومقدمات موطئة لأعمال إرهابية تستند على كذا بيان وكذا فتوى وكذا استنكار لكل ماهو حرب على الإسلام وأهله في نظر هؤلاء الدجالين "!"وما الإسلام وأهله عندهم إلاَّ أهواؤهم المضلة وأشخاصهم ! أما الإسلام الحق فبريء منهم براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام! .. وأما بقية المسلمين عندهم نعاج وأهل الجاهلية الحديثة الذين يجب قتالهم بعد القضاء على من أهل الفكر والعلم والتنوير حتى يذعنوا لهم ولفكرهم وحدهم "!!!"سألت أحدهم، وهو امام وخطيب مسجد وداعية لقيته ( بالصدفة ) ولم يسلم عليَّ فبدأته بالسلام وبالكلام، قلت له: ما حملك على التوقيع عليَّ والخوض مع الخائضين؟!فأجاب: أنت وأخوك صاحب الصحيفة وزمرتكم من العلمانيين تذرفون الدموع كالتماسيح على هؤلاء الأسبان وغيرهم وانتم تعرفون أن أوروبا وأمريكا والكفرة يقتلون المسلمين كل يوم.. فلماذا البكاء على الأسبان وهم قتلة؟ثم مضى يقول : لولا العمليات ضد الشيعة وأمريكا في العراق لركبت أمريكا فوق رقاب العرب والمسلمين ولدخلت الشيعة الى الكعبة ولداسنا الحوثي بالاقدام في كل اليمن !! قلت: سبحان الله!! هذا يجيب على سؤالي في مقالي عن سبب عدم وصول رسالة المنددين منكم بالإرهاب إلى الإرهابيين "!" فأنتم تظهرون أمراً وتخفون أمراً آخر ضده "!!" تظهرون شجب الإرهاب "!" وتبطنون أنه انصاف للمسلمين! إن هؤلاء سياح ما ذنبهم حتى ولو قتلت حكومتهم - على فرض الصحة - مسلمين؟هل يبيح ذلك قتل السياح جميعاً وقد قال الله تعلى: (( ولاتزر وازرة وزر أخرى .... ))؟ ثم ما الرابط بين الحوثي والشيعة وغزو الكعبة ودوس المسلمين بالاقدام الا ان تكون ثقافة العنف قد وصلت الحضيض باصحابها ؟! ثم إذا كان هؤلاء الدعاة والخطباء من أمثالك يحملون هذه الفكرة فعلى الإسلام السلام؟ ان هذا حقاً لهو الفساد الكبير!!لقد طالب هؤلاء بمعاقبتي وطردي من وظيفتي كمدير للوعظ والإرشاد بمكتب أوقاف عدن .. ويبدو أنهم في طريق النجاح في بلد غابت فيه الاستراتيجية الواضحة في مكافحة فكر التطرف وباتت تلبي مطالب التكفيريين.فقد وقع الأخ/ محافظ عدن ـ بكل أسف ـ قراراً أصدره مدير عام اوقاف عدن بإقالتي وتعيين آخر بديلاً لي استجابة لاستغاثة التكفيريين وندائهم الموجه إلى محافظ عدن ومدير عام أوقاف عدن دون الجلوس اليَّ والاستماع إلى وجهة نظري والنظر في عدد هؤلاء التكفيريين الذين لم يبلغ عددهم العشرين شخصاً، في الوقت الذي رفض التوقيع على عريضتهم التكفيرية عدد واسع وكبير من أئمة وخطباء المساجد والعلماء!! .. وشكراً لتدخل معالي وزير الأوقاف القاضي حمود الهتار الذي تدخل "مراراً لايقاف هذا القرار ولكن يبدو ان مراكز النفوذ تعمل عملها وتستهوي إلى صفها من السلطات من يحقق لها ما تريد لتثبت ان هؤلاء التكفيريين ما يزالون بخير !! ان عدن عاصمة الوحدة ومدينة المستقبل وحاضنة الثقافات!! وما يجب ان يعلمه هؤلاء ان المنصب ليس ملكاً لأحد .. ولابد ان يغادره صاحبه يوماً ما .. وان كما قيل "تسريح بإحسان.." فهذا التسريح وان كان بغير احسان .. لكن على هؤلاء جميعاً من تكفيريين ومن يلبي مرادهم ويجيب اهواءهم ان يعلموا إنني لن أهاب ولن أتراجع عن بث دعوة الإسلام بلغة النور وحديث العصر ولسان المستقبل!وعهد هؤلاء قد ولى .. لأن المستقبل لم ولن يكون معهم .. ولأننا من ينقل الإسلام ويدعون إلى عصر المستقبل ولسنا كإياهم من يحاولون سحب المستقبل وتصميمه على اعتاب القرون الاولى .. والنصر لله ورسوله ودين الحق .. والفشل لدعاة التأخر وحملة الرؤوس العفنة .. والعزة لله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وللمؤمنين! ولكن التكفيريين لايعلمون.وشكراً لكل من ناصرني في محنتي ووقف بجانبي من قيادات وشخصيات اجتماعية ودينية وصحف وتنظيمات ومراكز دولية في الداخل والخارج .. والله من وراء القصد .
أخبار متعلقة