عمر السبع :يقال إن الأكياس البلاستيكية السوداء غالباً ما تصنع من مخلفات المنازل ومخلفات المستشفيات , لكن المرجح أن الأكياس البلاستيكية تصنع من مواد بترولية يتم استعمالها غالباً بعد إعادة تدويرها .. والمواد البلاستيكية بشكل عام منتج بشري هام ومادة صناعية رئيسية في عصرنا الحديث وتكاد تغزو جميع الصناعات الحديثة لما لها من صفات حيوية , فهي لا تصدأ ولا تتآكل ولا تتحلل بيولوجياً , وتبقى في الطبيعة لفترات طويلة , وتتحلل ببطء شديد جداً .. أما الأكياس البلاستيكية فقد أدى صناعتها بادئ ذي بدء إلى ثورة في صناعة التغليف , لما لمادة البلاستيك من مميزات أهمها كلفتها الرخيصة , بيد أن استخدامات النايلون وأكياس البلاستيك المصنوعة من البوليميرات الصناعية , ولا سيما مركب البولي ايثيلين ( P E ) وما يضاف إليه من أصباغ لإكسابه اللون المرغوب , يكون بعضها ذا تركيب غير ثابت فتتسرب الصبغات وأجزاء يسيرة من مكونات الأكياس البلاستيكية إلى السلع الغذائية , بالتفاعل أو الذوبان في بعض مكونات الغذاء مسببة مشاكل صحية لا تحمد عقباها .وحتى إذا تم صناعة أكياس بلاستيكية مقاومة للحرارة لأكثر من 110 درجة مئوية , وأثبتت التحاليل الطبية ندرة تأثيرها على صحة الإنسان الذي يستخدمها لحفظ ونقل مواده الغذائية , فإنه لابد لنا من شن حرب شعواء وبلا هوادة على الأكياس البلاستيكية الرقيقة المصنوعة من لدائن البولي ايثيلين ( P E ) مرتفع الكثافة .
فالأكياس البلاستيكية الرقيقة , غير القابلة للتحلل , تتطاير في كل مكان وتلتصق بالأسلاك الشائكة وعلى الأشجار ويشوه منظرها البيئة , كما أن الأكياس البلاستيكية المتطايرة تكون في الغالب محملة بالأوساخ والقاذورات من بقايا المواد الغذائية المتعفنة , فإذا بلع حيوان ما هذه الأكياس بالخطأ باعتبارها مادة غذائية فإن نهايته الحتمية الموت , فهناك دراسة أمريكية للحياة البحرية أكدت أن الحيوانات والطيور البحرية تموت بسبب الأكياس البلاستيكية سنوياً ما يقارب مليون طائر , ومائة ألف حيوان بحري , إذ وجد بقايا مواد بلاستيكية في الجهاز الهضمي لمجموعة كبيرة من الحيوانات النافقة .و الأكياس البلاستيكية التي تجد طريقها إلى التربة الزراعية , تقف حجرة عثرة أمام نمو النباتات .وفي بنجلادش وكذلك في الهند وخصوصاً ولاية مهاراشترا في غرب الهند , عزمت الولاية على حظر معظم أنواع الأكياس البلاستيكية , بعد أن ايقن المسؤولون أنها – أي الأكياس البلاستيكية – السبب الرئيسي لانسداد مجاري الصرف .وقد صنفت وكالة الأنباء الأمريكية عشرين مادة خطرة تدخل في مجال تصنيع الأكياس البلاستيكية وهي المواد المنتجة من النفايات أثناء عملية التصنيع , ويحذر خبراء البيئة من اللجوء إلى حرق الأكياس البلاستيكية لأن باحتراقها يتحرر حامض الهيدروليك ومواد أخرى شديدة السمّية وأكثر هذه المواد مسببة للسرطان .إن الاهتمام بمفهوم حماية البيئة في الحياة اليومية وارتفاع مستوى الوعي بحماية البيئة يتطلب القضاء على ظاهرة الأكياس البلاستيكية من خلال تجميعها ودفنها تحت الأرض بعيداً عن الأعين , كما أن هناك عدة بدائل للاستغناء عن الأكياس البلاستيكية بالعودة إلى استخدام الأكياس الورقية في البقالات والجمعيات الاستهلاكية , وكذا استخدام الأكياس القماشية فهذه الأكياس سريعة التحلل وصديقة للبيئة , والجهات المسؤولة عن حماية البيئة لديها إجراءات كثيرة لمنع استخدامات الأكياس البلاستيكية إلى جانب التثقيف , كفرض ضرائب عالية على الأكياس البلاستيكية , وتطبيق قوانين تحد من استخداماتها وتقليصها إلى حد الاستغناء عنها , فهناك دول كثيرة متقدمة استطاعت أن تحد من استخدامات الأكياس البلاستيكية في مجال التغليف كالدنمارك وايرلندا اللتين يطبقان قانون الأغلفة , وفي أمريكا يصنعون الأكياس من الذرة .
