عباس يدعو الإسرائيليين لقراءة برنامج حكومة الوحدة
فلسطين المحتلة / متابعات :رغم التجارب مع القمم السابقة إلا أن الفلسطينيين شعباً وقيادة يعولون على القمة العربية المقررة في الرياض نهاية الشهر الجاري. وبعيون كلها آمل تابع المواطنون والمسؤولون وأصحاب القرار التجهيزات للقمة. هذا في وقت خطفت المبادرة العربية للسلام الأجواء من بنود القمة قبل انعقادها، ويرافق ذلك إصرار فلسطيني على ضرورة عدم تعديلها أو حتى فتحها أمام هذا الاحتمال.ولا ينكر المتابعون أن المؤشرات الحالية للقمة تدلل على أن توقيتها ومكان انعقادها يفتحان الاحتمالية أمام قدرتها على تسجيل دفعة كبيرة لعملية السلام وتوحد السياسات العربية وتهندسها. إسرائيل من ناحيتها، ألمحت ضمنياً على لسان رئيس وزرائها أيهود أولمرت الخميس بإمكانية قبول المبادرة العربية، فيما تلوح منذ مدة ليست بالقصيرة أن المبادرة بالشكل الحالي من الصعب قبولها وبخاصة البند المتعلق بقضية اللاجئين، وتنص المبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 م على اعتراف الدول العربية بإسرائيل مقابل انسحابها إلى حدود العام 1967 وقيام دولة فلسطينية وحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين.يأتي هذا فيما يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية سويا إلى الأردن عبر مطار العريش يوم الثلاثاء المقبل في طريقهما إلى العربية السعودية لحضور القمة، وهذا ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد متوقعا أن يجري عباس وهنية محادثات مع المسؤولين الأردنيين قبل أن يتوجها إلى الرياض. ومن جانبه، شدد وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو في تصريحات صحافية على ضرورة عدم تعديل المبادرة العربية أو فتحها، كما بين أبو عمرو أن الجانب الفلسطيني سيحول خلال القمة الحصول على دعم للحكومة الفلسطينية الجديدة واتفاق مكة الذي رعته العربية السعودية خلال الشهر الماضي بين حركتي فتح وحماس، وبموجبه تشكلت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.وفي ذروة الضغوط الإسرائيلية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل القبول بتعديل البند الخاص بقضية اللاجئين في المبادرة العربية، قال عباس في مقابلة صحافية أجرتها معه صحيفة يديعوت ونشرت أمس الجمعة: "ما الذي تريدونه أيها الإسرائيليون؟ هل تعتقدون أننا نستطيع حرمان 50%من الشعب الفلسطيني من حقهم في اتخاذ قرار حول مصيرهم؟ ولنفترض أننا نجحنا في ذلك فكيف سيتصرف حسب رأيكم كل أولئك الذين تبقوا في الخارج؟ هم سيواصلون كفاحهم ضدكم. إذا قمنا بإجراء استفتاء شعبي، فمن يعرف كيف سيصوتون. وإذا لم نفعل، فالحرب ستتواصل".ورد أبو مازن غاضباً على سؤال للصحيفة، هل تتخيل اتفاقا يوافق عليه الشتات الفلسطيني ولا يكون متضمنا حق العودة إلى داخل إسرائيل؟ "أنا لا أتخيل أي شيء، لا تضعوا الكلمات في فمي. وكما فعلنا في اوسلو، وقعنا على اتفاق ومن ثم صادقت م.ت.ف عليه بأغلبية الأصوات، هكذا يمكن أن يحدث مع الاتفاق الشامل. إذا رغبتم فقط".وحسب يديعوت فأن أبو مازن مقتنع بأن خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) يُسلم الآن، خلافا للماضي، بالمبادرة السعودية في صورتها التي صادقت عليها قمة بيروت. مع ذلك هو يعارض بشدة إدخال التعديلات التي تطالب بها تسيبي لفني. أبو مازن وعد مشعل: لن تكون هناك تعديلات. وتضيف الصحيفة: "لفني تعارض قرار قمة بيروت بسبب اشتراطه السلام مع إسرائيل بتطبيق حق العودة. وتقول الصحيفة بالرغم أن عباس قال أنه يمر بظروف صعبة إلا أنه يبدو ممتازاً بصورة أفضل بكثير من نظيره رئيس وزراء إسرائيل الذي كان عندما بدأ فترة رئاسته الرسمية قبل سنة أصغر منه سنا بعشر سنوات. وقال عباس للصحيفة: "عليكم أن تفهموا الوضع بكل تفاصيله. أنتم تغفلون حقيقة أن حماس قد فازت في الانتخابات. كان على الحكومة أن تكون تحت السيطرة الكاملة لحماس. الآن هي ليست تحت سيطرة حماس. إلا أنكم، أنتم الإسرائيليون، لا تفهمون ذلك. فعندكم إما كل شيء أو لا شيء. إقرأوا الخطوط الأساسية للحكومة. ترجموها إلى كل اللغات، الإنجليزية والعبرية والايديش. والدليل هو أن الحكومة موافقة على وقف إطلاق النار المتبادل. هنية يريد ذلك بالفعل. أنا اعتقد أن هنية ومشعل سيجتازان عملية اعتدال بسبب الحاجة لمواجهة الواقع. فلننتظر ونرى".وفي رد للرئيس عباس على سؤال "هناك إجماع منذ سنوات طويلة يقول: الحكومة الإسرائيلية تملك إمكانية للتفاوض حول التسوية مع طرف عربي واحد فقط في فترة زمنية محددة. إذا تفاوضت إسرائيل مع السوريين فلن تتفاوض معكم.قال عباس: "هذه تفاهات. نحن نقترح عليكم التوصل إلى سلام مع 57 دولة إسلامية. لن تكونوا بعد ذلك جزيرة معزولة. علم إسرائيل سيرفرف من المغرب وموريتانيا حتى اندونيسيا. الجميع مستعدون لتأييد المبادرة السعودية. هذه مبادرة السلام الأكثر جدية منذ عام 1948. عندما نشرت المبادرة السعودية لأول مرة جرى استطلاع في إسرائيل: 75 في المائة من المستطلعين أيدوها. بعد ذلك شطبتم المسألة عن جدول الأعمال. أنا أجد صعوبة في فهم ما حدث لكم".