جزر القمر..عروس جميلة وعطور نادرة وأزهار برية.. تشكلت مجموعة هذه الجزرالحديثة الواقعة عند الطرف الشمالي لقناة موزمبيق من الشعب المرجانية والمرتفعات البركانية الطالعة من البحر بين قمم عالية وتلال أقل ارتفاعا وسواحل تتخللها شواطئ رملية. وفي هذه الجزر يوجد بركان كارتالا الذي مازال نشطا ويعتبر الأعلى حيث يرتفع عن سطح البحر نحو 2360 مترا، إلى جانب غابات ممطرة كانت في الماضي شاسعة وكثيفة جدا ولكن الاستخدام الجائر استنزفها وبقي منها القليل. وجزر القمر هي الدولة العربية الأحدث استقلالا (عام 1975) وانضماما إلى عضوية جامعة الدول العربية عام 1993، وتسعى نحو آفاق جادة من التطوير والتحديث، ولديها من المقومات ما يؤهلها بجدارة لتحتل مكانة مميزة ومجدية على خريطة السياحة العربية.وأهم تلك المقومات الطبيعة الجغرافية البكر بين شواطئ ومرتفعات وغابات خضراء وطقس معتدل معظم أيام السنة إلى جانب شعب ودود يبادر إلى الترحيب وكرم الضيافة الأصيلة. وجزر القمر أرخبيل مكون من أربع جزر بركانية ترتفع نحو 3500 متر عن مياه المحيط الهندي إلى الشمال الغربي من مدغشقر ولها من اسمها الجميل نصيب.ففي ليالي البدر تبدو هذه الجزر بشواطئها البيضاء النظيفة وتكويناتها عروسا جميلة تغتسل بنور القمر فيزيدها سحرا وبهاء وتجود عليها الطبيعة بما هو أكثر من ذلك.وتشتهر جزر القمر بأنها موطن لمجموعة من الأزهار البرية النادرة التي تستخلص منها خلاصات العطور التي تشكل جزءا هاما من صادراتها إلى فرنسا على نحو خاص حيث تنتج أفخر أنواع العطور.جغرافيا تقع جزر القمر الكبرى وسط قناة موزمبيق في المحيط الهندي بارتفاع يقرب من 3500 متر فوق سطح البحر، وتتوسط جزر القمر جزيرة مدغشقر والساحل الأفريقي وقمم الجبال فيها يصل ارتفاعها إلى 3400 م مثل جبل بيرتالا، وتمتاز بغاباتها الاستوائية حيث النباتات والزهور العطرية التي يندر وجودها في أنحاء أخرى. وتاريخيا وفد العرب إلى جزر القمر منذ القرن الأول الهجري قادمين من حضرموت وسواحل أفريقيا الشمالية، إلا أن مخطوطة اكتشفها الفرنسيون تشير إلى وجود عائلات عربية استقرت في جزر القمر قبل الإسلام. غير أن إعطاء الصبغة العربية الكاملة لجزر القمر تم في القرن الحادي عشر الميلادي نتيجة اتساع رقعة الدولة العربية الإسلامية وانتشار رحالتها وتجارها في الأصقاع البحرية الجنوبية لشبه الجزيرة العربية وجنوب شرق مصر واليمن. وقد ورد ذكر جزر القمر في كتب المؤرخين والجغرافيين العرب مثل الإدريسي والمسعودي وابن خلدون الذي أشاد بعطورها وطيبها وحجارتها الكريمة. احتلها الفرنسيون عام 1841 وحرفوا اسمها إلى كومور ولكن أهلها ظلوا محتفظين بتراثهم وتقاليدهم العربية في مختلف مناحي الحياة، إلى أن نالت جزر القمر استقلالها عن فرنسا في السادس من يوليو/ تموز 1975 وأصبح اسمها الرسمي جمهورية القمر الاتحادية الإسلامية. وقد انضمت جزر القمر إلى الأمم المتحدة في 21 /11/ 1975 أما انضمامها إلى عضوية جامعة الدول العربية فقد تم عام 1993.
عروسة القمر وبلاد الأزهار النادرة
أخبار متعلقة