أوروبا ستكون قاعدة بيانات ضخمة دون ضمانات أو استراتيجية واضحة
استعدادات لخطة الاتحاد الاوروبي لتسجيل بصمات اصابع كل اجنبي
بروكسل/14 أكتوبر/انجريد ميلاندر: أثارت خطة الاتحاد الأوروبي بشأن تسجيل بصمات أصابع كل أجنبي يزور المنطقة انتقادات بان الكتلة التي تضم 27 دولة ستكون قاعدة بيانات ضخمة تضم بيانات شخصية دون ضمانات أو إستراتيجية واضحة. يقول بعض المشرعين ورجال الشرطة ودعاة احترام الخصوصية إن المفوضية الاوروبية تقلد الولايات المتحدة دون تفكير باقتراحها الاحتفاظ ببيانات خاصة بالقياسات الحيوية لجميع الزائرين الاجانب في قاعدة بيانات الكترونية. وسيكشف النقاب عن خطة المفوضية يوم غد الأربعاء. يقول جاس حسين من منظمة الخصوصية الدولية «أنهم أطفال يلهون بلعب. يريدون ان يحصلوا على اللعب التي يلهو بها الأمريكيون» في إشارة لتسجيل الولايات المتحدة بصمات أصابع وصور الأجانب الذين يدخلون البلاد وذلك إثر هجمات 11 سبتمبر 2001. وصرحت صوفيا انتفلد عضوة البرلمان الأوروبي من هولندا وهي تمثل التيار الليبرالي «يحاكون إجراء (أمريكيا) دون دليل على نجاحه. حان الوقت للتريث والتفكير.» غير ان المفوضية الأوروبية تقول ان النظام ضروري لحماية الحدود الخارجية للكتلة بعدما أصبح مسموحا للمسافرين بعبور الحدود الوطنية للدول الأربع والعشرين الأعضاء في منطقة «شنجن» الموسعة دون رقابة. وقال فريسو روسكام ابينج المتحدث باسم المفوضية «ثمة قدر من قلة الحذر والغرابة والسذاجة في عدم وجود نظام نعرف بمقتضاه من يدخل (إلى الاتحاد الأوروبي) ومن يخرج منه.»، وتابع «حين تدخل المنطقة (شنجن) الساحرة الخالية من الحدود تنعم بحرية اكبر منه في أي مكان في العالم لغياب الحدود بين 24 دولة.. هل من الغريب ان نعوض ذلك بتعزيز الحدود الخارجية.» ويقول روسكام ابينج ان الاتحاد الأوروبي سيعوض إجراءات الأمن الإضافية بتشجيع الحكومات على تطبيق عمليات فحص سريع للمسافرين عن طريق الجو الذين يتطوعون لتسجيل أنفسهم على سبيل المثال عن طريق تصوير قزحية العين وتخزينها في قاعدة بيانات. وكثير من الأوروبيين حذرين بالفطرة بشان تقديم بيانات شخصية خشية توسع الدولة في أعمال الرقابة واحتمال إساءة استخدام البيانات أو فقدها. وضمن مجموعة قواعد البيانات الموجودة حاليا يحتفظ الاتحاد الأوروبي بالفعل ببصمات أصابع الساعين للحصول على حق اللجوء وينوي ان يقوم بالشيء نفسه لمن يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرات دخول. وفي العام الماضي وافق وزراء الداخلية على ان تتبادل أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء الاطلاع على قواعد بيانات الحمض النووي. ولن يشمل إجراء تسجيل بصمات الأصابع الجديد مواطني الاتحاد الأوروبي ولكن ينبغي على الجميع تقريبا تسجيل بصمات أصابعهم وصورهم على شريحة الكترونية يزود بها جواز سفر جديد. وأبدى بعض ممثلي الشرطة والدبلوماسيين الأوروبيين شكوكهم بشأن جمع هذه المعلومات ويقولون ان الكتلة تضيف قاعدة بيانات إلى أخرى دون وضع إستراتيجية كلية وان من شأن ذلك إثارة قلق مواطنين حساسين بشأن خصوصيتهم. وقال يان فيليمان المتحدث باسم يوروكوب وهو اتحاد للشرطة الأوروبية «انتشار قواعد البيانات دون رؤية واضحة ليس بالأمر الجيد. الصلة بينها غير واضحة وتقود إلى فجوات.» وذكر دبلوماسي بارز في بروكسل «تراكم القرارات دون إجراء حوار شامل علني أمر غير جيد.»، وتابع «التهديد الإرهابي قائم ولكن نحتاج لشرح أفضل لأسباب الحاجة لهذه الأداة أو تلك.» وفي تحرك امني على غرار الإجراءات الأمريكية أيد وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي مبدئيا خطة تقضي بتقديم شركات الطيران بيانات عن المسافرين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي بما في ذلك عناوين وبيانات بطاقات الائتمان. وتحفظ هذه المعلومات لمدة 13 عاما.، غير ان البعض قلق بشان التوسع في هذه الإجراءات. وتقول وزيرة العدل الألمانية بريجيته تسيبريز «يقلقني أنها خطوة أخرى نحو دولة تؤمن بالمنع تقوم بالفعل بمراقبة المواطنين وتفرض إجراءات شرطية دون مبرر مسبق.» وتقول انتفيلد عضوة البرلمان الأوروبي «تتحدث المفوضية الأوروبية وأعضاء الاتحاد الأوروبي عن الخصوصية كثيرا ولكنه ليس سوي كلام.» ويقول حسين من منظمة الخصوصية الدولية «في أي قاعدة بيانات ضخمة .. تفقد معلومات ويساء استخدام معلومات» وأضاف انه ليس هناك تعويض في مثل تلك الحالات.