ميسون عدنان الصادقعلى صفحات التاريخ نساء تركن بصمة لا تنسى كانت لها مواقف مشرفة.. حافلة بالنجاح أضافت من خلال كل منهن إضافة إلى بلدها وشعبها سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي .. الخ فالتاريخ يذكر اليزابيت سيدة البحار كما يذكر كليوباترا الملكة المصرية.ويذكر الملكة فيكتوريا صاحبة التقاليد الدستورية كما يذكر سميراميس التي تولت عرش بريطانيا بعد زواجها.ويذكر شجرة الذر الملكة المسلمة..وبعد استعراض هذه الأسماء يظل هناك سؤال يطرح نفسه ماذا يذكر التاريخ لهذه الشخصيات النسائية العظيمة؟؟[c1]امرأة وملكة[/c]يروي التاريخ قصة (( اليزابيت 1533 – 1630م )) ملكة انجلترا التي كان حكمها من أشهر عصور التاريخ في بريطانيا عصر النهضة الأدبية الخالدة كما أصبحت بريطانيا في عهدها سيدة البحار في العالم.. كما غزت (( أسبانيا)) في موقعة الرمادة المشهورة واشتهرت بالنشاط والقدرة وكانت لا تسمع رأي أي شخص آخر وقد ظهر في عهدها (( شكسبير)) أعظم شعراء الإنجليز.ويحكى أيضاً قصة (( كليوباترا)) عام 1869م التي كانت ملكة مصر في القرن الأول قبل الميلاد ماتت في سن التاسعة والثلاثين بعد أن تركت قصة مجد وبطولة وعاطفة أمام البطل الروماني (( انطونيو)) الذي ضحى ببلاده في سبيل حبها.فقد استطاعت (( كليوباترا)) أن تقهر البطل الذي جاء لغزو بلادها، فتنته بجمالها الخلاب فوقع صريعاً فحاولت أيضاً أن تغري (( أوكتافيوس)) ولكنها لم تنجح فحطمت حياتها (( بالانتحار)) بسم الحية التي كانت تخفيه في إحدى سلال التين وهكذا ظلت كليوباترا شخصية تاريخية لا تنسى.[c1]جدة أوروبا[/c]ومن قصص التاريخ التي لا تنسى أيضاً قصة الملكة فيكتوريا التي ولدت قي عام 1819م واعتلت عرش انجلترا عام 1837م وكانت من أعظم ملكات أوروبا بوجه عام وانجلترا بصفة خاصة فهي واضعة أسس أكثر التقاليد الدستورية التي تسير عليها انجلترا حتى الآن وشهد عصرها ازدهار في المجال السياسي حيث انتشرت ممتلكات انجلترا في جميع أنحاء العالم وكانت تتدخل تدخلاً فعلياً في جميع أعمال الوزارات ولم يكن لها هدف سوى إسعاد شعبها ولهذا عندما ماتت عام 1901م شيعت بجنازة رهيبة وهم يلقبونها بجدة أوروبا.[c1]سميراميس[/c]وإذا كان التاريخ لا ينسى الملكة فيكتوريا فهو أيضاً لا ينسى ((سميراميس)) أشهر نسائها التي كتبت عنها مؤلفات كثيرة فيها خيال الكتاب فاختلطت الحقيقة بالخيال.وقد عثر على تمثال ((نصفي)) للملكة سميراميس في إيران موجود حالياً في ((لندن)) المتحف البريطاني ولولا ذلك لظن الناس أنها شخصية أسطورية وقد تولت العرش بعد زوجها فركزت مجهوداتها في تحسين بابل وشيدت القصور الباذخة والهياكل العظيمة وقد تبت في ساحة المدينة (( هيكل بور)) إله الأشوريين وأقامت فيه تمثالاً ذهبياً طوله 40 قدماً وكان هذا الهيكل أعظم بناء قام به البشر وقد أعادت سميراميس لبابل رونقها ولم تكتف بذلك بل صممت على استرداد رقعة ممتلكاتها فأثارت حروباً شتى وانتصرت في جميع غزواتها إلا في الهند إذ أن أفيالها أثارت الرعب في جميع جنودها فخذلتهم فكان ذلك سبب زهدها في الدنيا وميلها إلى الخمول إلى أن قتلها ابنها ((تيتاس)) عام 2000 ق.م .[c1]زنوبيا[/c]يقول التاريخ أن زنوبيا أو (( الزباء)) ملكة تدمر المدينة القديمة بوسط سوريا كادت تسيطر على العالم بعد أن حكمت باسم ابنها بعد مقتل زوجها ((سبميوس اودناتوس)) كوصية على أولادها ووصلت إلى أن بسطت رقعة ممتلكاتها فشملت شرقي آسيا الصغرى سوريا والجزء الشمالي من بلاد النهرين ومصر. ثم جرتها أطماعها إلى الاشتباك مع روما إلا أن الإمبراطور (( اوليانوس)) تصدى لها وهزمها وحملها أسيرة إلى روما وعرضها في موكب انتصاره ثم عاشت بمعزل عن الناس حتى ماتت في مدينة (( تيبور)) بايطاليا. على الرغم ذلك لم يغفلها التاريخ.[c1]شجرة الذر[/c]ومن الشخصيات النسائية الأخرى التي لم يغفلها التاريخ (( شجرة الذر)) الملكة المسلمة فائقة الجمال واسعة الاطلاع وأعظم الملكات قدرة على حسن الإدارة فقد كانت تمتاز برجاحة العقل والدهاء وقد أصبحت شجرة الذر الملكة الفعلية لمصر بعد موت زوجها (( الملك الصالح)) الذي لم تعلن عن وفاته رسمياً إلا بعد أن تخلصت من ابنه طوران شاه فقتله أعوانها عام 648 هجرية.وعلى الرغم من فعلتها هذه كانت محبة لفعل الخير والإحسان فأقامت مدرسة لتعليم الفقراء أطلق عليها اسمها.وبالرغم أنها قتلت بالقباقيب من زوجة الملك الصالح إلا أن التاريخ مازال يذكر انتصاراتها ونجاحاتها.[c1]المثل الأعلى[/c]وما يذكره التاريخ أيضاً قصة المثل الأعلى للملكات جميعهن قصة الملكة (( ماري تريزا)) ملكة هنغاريا وارشيدوقة النمسا التي تزوجت عام 1736م من ((فرانسوا دي لورين)) وأنجبت منه ستة عشر طفلاً من بينهم ماري أنطوانيت التي أصبحت فيما بعد ملكة لفرنسا واشتهرت ماري تريزا بالنشاط والديمقراطية اللذين ظهرا بوضوح أثناء فترة حكمها فكانت دائمة السهر على مصلحة شعبها وقد شجعت العمل على الزراعة والتجارة والتعليم وظلت المثل الأعلى لذلك العصر عصر الديمقراطية في أوروبا.وأخيراً بالحديث عن ماري تريزا يختتم التاريخ ذكرياته لهذه الشخصيات النسائية اللاتي ستظل بصماتهن واضحة على وجه لا تمحوها ويعكر نقاءها أي أحداث.
فيكتوريا
ماري نريزا