نداء إلى بعض خطباء المساجد في اليمن:
أحمد عادل ترددت كثيرا قبل أن اكتب في هذا الامر غير أن ما سمعته من أحد خطباء المساجد في صنعاء الجمعة الماضية هو ما دفعني كي اوجه هذا النداء .. وذلك بفعل ما سمعته من عبارات واحكام مطلقة بالتخوين والعمالة لرموز الشعب الفلسطيني وقيادات الاجهزة الامنية والتيار الخياني في فتح على حد زعم ذلك الخطيب المفوه الذي كان يصرخ منفعلا وهو يكيل كل هذه الاتهامات حتى خلته ينفجر بين لحظة واخرى، وهذا الحديث للاسف الشديد يتكرر على السنة الكثير من خطباء المساجد في اليمن بصورة ملحوظة!! دون إدراك منهم انهم من حيث يدرون أو لايدرون يسيئون للشعب الفلسطيني ولدما ء شهدائه ومسيرته النضالية الطويلة. قد يكون الدافع وراء ذلك غيرة على الشعب الفلسطيني، وقد يكون دافع البعض الاخر هو مناصرة طرف على آخر في اطار الالتقاء العقائدي والحزبي .. ولكن في كلا الحالتين الاسلوب خاطئ بل وجارح ومؤذ لمشاعر الفلسطينيين بل وأجزم لمشاعر الكثير من اخواننا اليمنيين.ومرد ذلك في اعتقادي هو وصول الرسائل لهم مغلوطة ومشوهة ومدسوسة سواء عبر أشخاص لهم اهداف ليست نبيلة ومحصورة في جانبها الحزبي أو عبر بعض الفضائيات التي ليس لها من عمل سوى توظيف الخبر وفق اجندات سياسية مشبوهة وتخدم سياسات غير نظيفة.وانا اقول لاولئك الخطباء ان القضية الفلسطينية بتداخلاتها وتعقيداتها اصعب بكثير وأعقد من أن تفهم بهذه الطريقة السائدة التي تصنف الأمر على انه طرف وطني وطرف عميل وخائن. القضية اوسع من ان يحكم عليها وعلى القائمين عليها وخاصة اولئك الذين ناضلوا أكثر من خمسين عاما وخاضوا صراعات مع الأصدقاء والأعداء وفي كل اصقاع الارض وفي المنفى من اجل ابقائها حية بانهم عملاء وخونة!!.. هكذا فجأة بين ليلة وضحاها وانهم باعوا وطنهم .. ثم ما هو دليلكم على ان هؤلاء عملاء!! ألم يستشهد ياسر عرفات، الذي الصقت به اقذع التهم بالعمالة والخيانة حتى وهو محاصر في المقاطعة اكثر من عامين؟ ألم يجرؤ زعيم عربي ان يتصل به!؟ الم يستشهد من اجل المبادئ والقيم والقدس واللاجئين وحق العودة التي ادعت بعض الاطراف حرصها عليها ثم اكتفت في آخر المطاف بتسهيل مرور المصلين الى المسجد الاقصى ؟.. اذاً ما هو برهانكم لكي تستلوا سيوفكم وتمعنوا في تقطيع الجسد الفلسطيني وتفصيله وفق اهوائكم واعدائه وتدافعون عن الذين داسوا على صورته ونهبوا بيته ومحتوياته ووثائقه التي ترمز الى تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني من اجل حريته واستعادة حقوقه المسلوبة؟ ام نسيتم قول الله عز وجل "ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" وقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن" (صدق الله العظيم) نعم بالحكمة والموعظة الحسنة .. لابالتشهير والتخوين وملء قلوب الناس بالحقد والضغينة والكراهية .. ان رسالة المسجد اسمى من ان تكون كذلك.اقول لكم ايها الخطباء .. اطمئنوا .. فلااحد يجرؤ اياً كان ان يتنازل عن القدس وعن الدولة الفلسطينية المستقلة وحق اللاجئين .. فهذه مبادئ رسخها وعمدها آلآلاف من الشهداء بدمائهم وعلى رأسهم الشهيد القائد ياسر عرفات، حتى قبل اولئك الذين يتشدقون بها تحت شعارات دينية لايطبقونها وان ادعوا ذلك، فأهل مكة ادرى بشعابها واهل فلسطين يعرفون الحقيقة وان غطت عليكم الشعارات الزائفة.. كما انهم يعرفون جيدا أين تكمن المثالب وهم ليسوا بحاجة لمن ينفخ في النار بل هم بحاجة لمن يدعو لهم بالكلم الطيب والموعظة الحسنة.والله من وراء القصد ..[c1]فلسطيني مقيم في اليمن[/c]