غضون
- لما أصدر المجمع السكوني المسيحي صكاً أو فتوى تبرئ اليهود من قتل النبي عيسى ساد هرج ومرج في صفوف المسلمين وأصدرت نخب فقهية بيانات تبرئة اليهود من دم عيسى ، وخطب الخطباء في الناس عن هذا التحالف النصراني واليهودي. وقالوا إن ملتهم واحدة .. وذكروا بأن المسلمين لن ترضى عنهم اليهود والنصارى أبداً .. حدث ذلك في ستينيات القرن العشرين .. لقد حدث هذا حقيقة رغم أن كتاب المسلمين الأول المقدس وهو القرآن يقول إن الجماعة ( اليهود ) لم يصلبوه ولم يقتلوه وإن الله رفعه إليه! - تصوروا .. مسلمين يعتنقون فكرة أن عيسى المسيح لم يصلب ولم يقتل وليس له قبر على الأرض لأن الله رفعه إلى السماء عندما تآمر اليهود عليه وخانه بعض أتباعه .. والمسلمون يعتنقون ذلك بحكم أن هذا هو منطق القرآن المجيد في القصة التي أوردها عن محنة عيسى .. وهي فكرة أو عقيدة راسخة بقوة لدرجة أن المسلمين يسخرون من حكاية النصارى الذين قالوا إن اليهود قتلوا عيسى ولأن المجمع المسيحي أصدر فتوى تبرئ اليهود صاح المسلمون ووقفوا ضد الفتوى رغم أنها تنسجم تماماً مع عقيدتهم .أما سبب هذه الصيحة فمعروف .. لأن الفتوى تبرئ اليهود ولأنهم يهود يجب أن تبقى قصة قتل وصلب المسيح منسوبة إليهم .. رغم أن الإسلام يقول إن المسيح لم يصلب ولم يقتل ولكن شبه لهم! .- في سبيل التمسك بالكراهية لليهود أصبح لدى بعض المسلمين استعداد لغمض عيونهم وإضعاف أنفسهم وحتى الإيمان بما يحرمه دينهم.. والغريب أن هذا الاستعداد يتساوى فيه العالم النحرير و الجاهل.. الجميع يعيش في حالة غيبوبة.- المسلمون والعرب كرهوا اليهود في أوطانهم ولم يقبلوا مساواتهم في حقوق المواطنة فطردوهم إلى إسرائيل وبذلك أسهموا في إنشاء دولة إسرائيل ومدوها بالعقول والمهرة.المسلمون والعرب أرادوا تدمير إسرائيل وقذف ما أمكن من اليهود إلى البحر وإعادة ( شذاذ ) الأفاق إلى أوطانهم الأصلية( ! ) لكي يقيموا للفلسطينيين ..دولة سخروا جهودهم وتفكيرهم وأموالهم لإقامة دولة واحدة وفي النهاية نكتشف أنهم لم يعجزوا عن إقامة دولة فلسطين بل دمروا إمكانيات عشرين دولة .- من ينكر أن اليهود أصبح لديهم أقوى دولة الآن؟ ومن ينكر اننا في البلدان العربية والإسلامية ليس لدينا دولة من بين ( 58 دولة) تضاهي دولة إسرائيل ؟- يا جماعة أنا أبصم بالعشرين أن إسرائيل يهودية وبنت يهودية وأنها دولة عنف ودولة محتلة للأراضي العربية التي خصصها مجلس الأمن عام 1947م لتقام فيها دولة فلسطين .. ولكن يا جماعة الخير كراهيتنا لإسرائيل لا يصح أن تعبر عن نفسها بهذه الطريقة المستمرة إلى اليوم .. وهي طريقة ضررها علينا ومنافعها لإسرائيل .. إجمالاً علينا أن « نبطل يهودة »!