أحمد عبدالله الشهاريإذاعتا صنعاء وعدن تمتلكان كثيراً من الأغاني التراثية اليمنية سواء المسجلة على الاسطوانات البلاستيكية الثقيلة أو تلك المسجلة على العجلات المعروفة بــ" الريل " وهاتان الإذاعتان من حسن حظهما إنهما يتوفران على الكثير من هذه الكنوز التي فقد منها عدد معتبر من الفنون التراثية الأخرى والتي ربما تكون في حوزة مجموعة من الناس المحتكرين الذين يبخلون في إظهارها على الناس ولا يعرف هؤلاء المحتكرون أنه سيأتي يوم يرحلون فيه من الدنيا ليؤول ما عندهم إلى ورثتهم الذين ربما يكونون على غير دراية بمكنون هذا الموروث فيبيعوه بثمن بخس في أسواق الحراج أو يهملونها حتى تنكسر وتندثر ويصبح بعد ذلك الجميع خاسرين ونكون بذلك قد ضيعنا تراثنا وموروثنا الشعبي الغنائي وحينئذ لا تنفع الحسرة .ولهذا نناشد الأشخاص الذين لديهم أشرطة أو اسطوانات أو بكرات تتعلق بهذا التراث الثمين المهمل أن يساهموا بها نحو الجهات المختصة بجمع موروث الوطن لكي توثق ويحافظ على من تبقى منها حتى هذه اللحظة . ولقد تنبهنا بعد فوات الآوان أن لنا كنزاً ثميناُ يجب الحفاظ عليه فلقد ضيعنا كثيراً من الأغاني التي تحتوي على النادر من الأغاني الصنعانية واليافعية والحضرمية واللحجية ؛ فلو تحققت هذه المهمة بنجاح فسنكون قد تخطينا المرحلة الصعبة من البحث والتنقيب عن جواهرنا الثمينة .إننا نتمنى على إذاعتي عدن وصنعاء إن يخرجا من أقبيتهما ما هو مخبأ هذا التراث الغنائي الجميل فالناس متشوقون إلى سماع الجميل من الأغاني خاصة مع إغراق الأسواق بمختلف التفاهات ولماذا هذا الإصرار على هذا التغييب الغير مبرر والأمنية موصولة للتلفزيون أن يجعل من هذه الأغاني نبراساً وحلاوة كل سمرة وسهرة.تراثنا مشتت وتخطى شتاته ما بعد الحدود فالذي لا نتحصل عليه في الداخل ربما نجده في الخارج لأن إهمالنا طال مداه وجعل غيرنا يهتم ويعشق أغانينا ويشكلها كيف يشاء . فعلى الأطراف المعنية وعلى رأسها إذاعة صنعاء وإذاعة عدن ومركز التوثيق أن يرفدوا معهد جميل غانم بعدن بما عندهم من هذا الموروث الغني فهو مرفق يقع على عاتقه تأهيل وتأصيل الجانب الفني بكل إبعاده ويتوفر على مبنى واسع ونظيف ومؤهل لأن يكون مصدراً مهماً لبعث جديد لهذا التراث المطمور وتخرج منه عدد من عمالقة الموسيقى والغناء العدني الراقي والفنون الاخرى بما فيها فن التشكيل وحسب علمي فإن قيادة هذا المعهد الممثلة بالسيد جميل محفوظ لها طموحات واسعة غير أنها تحتاج إلى تمويل فقط .
|
ثقافة
"حفاظاً على التراث"
أخبار متعلقة