حركة حماس تسعى لعرقلة محاولة مصر تنظيم الحدود مع غزة
تواصل التدفق الفلسطيني
غزة/رفح/الإسماعيلية/14 أكتوبر/رويترز/: قالت مصادر أمنية وطبية إن جنديا من قوات حرس الحدود المصري أصيب أمس الجمعة برصاصة في قدمه خلال إطلاق فلسطينيين النار بشكل عشوائي عند منطقة الحدود بين مصر وقطاع غزة. وقال مصدر أمني إن فلسطينيين يستقلون شاحنات صغيرة في الجانب الفلسطيني من الحدود أطلقوا رصاصا في اتجاه الأراضي المصرية وفي الهواء وإن الجندي المصري أصيب خلال ذلك. وأضاف أن المسلحين يشجعون الراغبين من سكان القطاع على دخول الأراضي المصرية كما يساعدون في إزالة كتل خرسانية قرب الفتحات التي أحدثت في الحائط المقام على خط الحدود يوم الأربعاء وتدفق منها عشرات الألوف من الفلسطينيين. وقال شهود إن القوات المصرية بدأت في وضع أسلاك شائكة قرب السور الحديدي المنهار في وقت مبكر صباح أمس الجمعة واستخدمت خراطيم المياه ضد فلسطينيين حاولوا العبور عنوة من الفتحات التي أحدثت في السور.وأضافوا أن مصر تسمح بالمرور من نقطة واحد في مدينة رفح الحدودية. وقال مصدر طبي إن الجندي يعالج في مستشفى عسكري في مدينة العريش الساحلية. وكان ناشطون فلسطينيون قد قاموا فتحوا ثغرة جديدة باستخدام جرافة في تحد لعملية تنظيم العبور من قبل القاهرة وللحصار الإسرائيلي. وهللت حشود فلسطينية بينما كان نشطو حماس يستخدمون الجرافة لهدم أجزاء من الحاجز الخرساني المزود بسلاسل. وفي مشهد بث حيا على شاشات التلفزيون في أنحاء العالم كانت شرطة مكافحة الشغب المصرية تراقب من بعيد بينما يتدفق مئات الأشخاص على مصر. وقتلت الغارات الجوية الإسرائيلية في الليلة قبل الماضية أربعة ناشطين فلسطينيين في بلدة رفح بجنوب قطاع غزة حيث قام ناشطون من حماس بتفجير وفتح السور الحدودي يوم الأربعاء مما سمح لعشرات الألوف من الفلسطينيين بعبور الحدود إلى مصر لشراء سلع نفد مخزونها في القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة.، كما اندلع العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث قتلت قوات إسرائيلية فتى فلسطينيا بعد يوم من قيام نشطين فلسطينيين بقتل شرطي حدود إسرائيلي وتسللهم إلى مستوطنة يهودية قرب بيت لحم. وأعلن الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليته عن عملية التسلل التي قتل فيها مهاجمان فلسطينيان. ويفتح سقوط حاجز رفح ثغرة جديدة في جهود تدعمها الولايات المتحدة لكبح نفوذ حماس وتعزيز سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد نحو ثمانية أشهر من سيطرة الحركة الإسلامية على القطاع. وقالت إسرائيل أنها شددت حصارها لغزة في الأسبوع الماضي لمواجهة إطلاق الصواريخ عبر الحدود بعد غضب دولي وتم استئناف إمدادات الوقود والمساعدات جزئيا. وقال مسؤولون إسرائيليون ان عباس الذي تقتصر سلطته على الضفة الغربية المحتلة يزمع الاجتماع يوم الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في إطار مساعيه للمضي قدما في محادثات السلام رغم الانتكاسات. ونتيجة لضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل للسيطرة على الموقف اصطفت قوات مكافحة الشغب المصرية على الحدود وبدأت وضع أسلاك شائكة وأسوار متصلة بسلاسل حديدية لمنع مزيد من سكان غزة من دخول الأراضي المصرية. وتواجه الحكومة المصرية موقفا صعبا وحساسا. فهي لا تريد ان ينظر إليها على أنها تساعد إسرائيل في حصارها لغزة لكنها تخشى من امتداد نفوذ الإسلاميين والآثار التي ستترتب على عودة فلسطينيين بدون وثائق. ودعا بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين وهم يتحدثون عن انتهاك الحدود الجنوبية لغزة إلى قطع الروابط الباقية مع أراضي القطاع الساحلي ونقل الأعباء إلى مصر. وزادت التوترات عندما ألقى بعض الفلسطينيين في الحشد الحجارة على الشرطة المصرية التي ردت باستخدام الهراوات وخراطيم المياه. ومع تزايد التوتر بدأت حماس في نشر قواتها على الحدود في غزة. وقال أحد الفلسطينيين الذين القوا حجارة ويدعى محمد المصري وعمره 20 عاما «لدي شقيقان مازالا داخل مصر. يجب ألا يغلقوا الحدود إلى ان يعود الجميع.» وقالت قوات الأمن المصرية لحشود الفلسطينيين من خلال مكبرات الصوت ان الحدود ستغلق في الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت جرينتش) لكن مصدرا أمنيا قال إن الأوامر لم تصدر بعد لإغلاق المنطقة بالكامل. وقالت مصادر من حماس إن الحركة قررت فتح جزء جديد من الحاجز الحدودي لزيادة الضغط على مصر من اجل منح حماس دورا في تحديد كيفية إدارة الحدود في المستقبل. ويطلب عباس دعما أمريكيا وإسرائيليا لتولي السيطرة على كل المعابر الحدودية وهي خطوة تأمل حماس في منعها. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس ان الحركة تصر وتحث الإخوة المصريين على ضرورة ان تكون هناك آلية لمرور الأشخاص والسلع من خلال معبر رفح بطريقة قانونية ومنظمة. ومنذ ان فجر ناشطون السور الحدودي عند رفح تحولت الحدود إلى سوق ضخمة في الهواء الطلق يباع فيها كل شيء من الماعز وحتى المبردات والحشايا. واشترى عريس فلسطيني جملا من بلدة العريش ليوم زفافه وركبه طوال طريق العودة إلى مدينة غزة وهي مسافة تزيد على 80 كيلومترا. وقال سعيد الحلو البالغ من العمر 38 عاما بعد عودته إلى غزة من مصر «اشتريت دراجة نارية وسجائر وكعكا وجبنا ومولدا صغيرا. اعتقد انه يمكنهم إغلاق الحدود الآن.»، وأضاف «اعتقد ان غزة لديها إمدادات من الغذاء تكفي لمدة شهر.» وقال النونو ان الوضع ليس كذلك. وأضاف ان الأزمة في غزة مازالت موجودة من حيث الوقود والكهرباء وما اشتراه التجار من مصر ليس كافيا لتعويض النقص الناجم عن الشهور السبعة الماضية. وسحبت إسرائيل التي احتلت غزة في عام 1967 قواتها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 لكنها مازالت تسيطر على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع وعلى المجال الجوي والمياه الإقليمية. وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي ان إسرائيل تريد تسليم المسؤولية عن توريد الكهرباء والمياه والأدوية إلى أطراف أخرى.