حرب الهوية..
نابلس/متابعات: أنتج صحفيون فلسطينيون فيلما وثائقيا تحت اسم "حرب الهوية" في محاولة منهم للمحافظة على الهوية الفلسطينية من الضياع.وقال القائمون على الفيلم وهم من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إن الفيلم يتناول الهوية الفلسطينية، ليس كبطاقة شخصية وإنما أرض سلبت وشعب هجر.وقال ربيع دويلات أحد معدي الفيلم إن هذا الفيلم يتناول الهوية الفلسطينية ليس كبطاقة يحملها الفلسطيني وإنما هي أرض ونضال وشعب يرزح تحت الاحتلال والاضطهاد لأكثر من 100 عام مضت". واستعرضت ديكان سبب تعاقب الحروب والمحتلين لهذا الشعب من الأتراك إلى الإنجليز إلى اليهود، مشيرة إلى أن الفلسطيني فقد الجانب المعنوي للهوية كبطاقة، ولكنه لم يفقد الأرض التي سلبت رغما عنه، ولم ينس بعد الألم الذي تعرض له من الاحتلال. وأكد مخرج الفيلم خلف أن محاولات الطمس الإسرائيلية للهوية الفلسطينية هي المحرك الرئيسي الذي دفعهم لعمل هذا الفيلم. وقال "فالهوية قيم جوهرية متجددة بفعل الفهم وتحرك الإنسان وتعامله مع واقعه، فهي ليست كيانا يعطى دفعة واحدة للأبد، بل هي حقيقة مادية تولد وتنمو وتتكون وتتغير وقد تشيخ وتنفجر ولكنها أبدا لن تموت". وشارك الفيلم -الذي يقع في 22 دقيقة مؤخرا وأنجز في ستة أشهر- في مهرجان الجزيرة الدولي الثالث للأفلام الوثائقية، الذي أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة بين 22 و25 أبريل/ نيسان من العام الحالي، وكما يستعد للعرض في بعض الدول الأوروبية والعربية كإسبانيا وإيطاليا والأردن وبيروت، وكما سيعرض في المدن الفلسطينية كافة. [c1]محاور الفيلم[/c]ويتناول الفيلم عدة محاور، أهمها اللجوء والتشبث بالأرض والصراع عليها، وحواجز الإذلال التي يفرضها الاحتلال على حياة المواطنين، "كون الهوية الفلسطينية لم تتشكل أو تتبلور في إطار دولة، بل إنها جاءت بإطار جماعي يؤكد علاقة إل"نحن" في مواجهة الاحتلال". ويتناول المحور الأول للفيلم طرد الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين التاريخية عام 1948، الذين تم تهجيرهم إلى المناطق الفلسطينية عام 1967 والدول العربية الفلسطينية. بينما يتناول المحور الثاني المقدسات الفلسطينية والمسجد الأقصى ومدينة القدس على وجه التحديد، مشبها مدينة القدس بأنها رمز لمحراب الهوية الفلسطينية، "لذلك عملت إسرائيل بشكل كبير على منع الفلسطينيين من الوصول إلى محراب هويتهم". وتتناول المحاور الأخرى للفيلم صعوبة تنقل الفلسطينيين على الحواجز العسكرية، إضافة إلى محاولات إسرائيلية لمصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية بإقامة جدار الفصل العنصري، وتصدي الفلسطينيين لذلك بتنظيم المظاهرات في قرية بلعين غرب مدينة رام الله شمال الضفة. [c1]نجاح وصعوبات[/c]ورأى القائمون على الفيلم أنه ورغم بعض الأخطاء التي ظهرت يعد نجاحا لهم، خاصة أنه شارك وسيشارك في مهرجانات دولية، حيث شارك ضمن 750 فيلما في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية، "إضافة لنيله إعجاب النقاد والسينمائيين العرب والعالميين، وذلك لتناوله قضية معقدة وغير ملموسة ماديا". وأردف معدو الفيلم "الهوية الفلسطينية تعرضت وتتعرض لمحاولات طمس ومحو من الإسرائيليين، لذلك قال بعض الأشخاص المقابلين بالفيلم إن الهوية الفلسطينية هي الأرض الفلسطينية والتراث والانتفاضة والشهداء واصفا إياها بالحرب، لأننا نحارب من أجل هويتنا ولا أحد يريد إرجاعها لنا، لكنها ستعود في يوم ما". ومن بين الصعوبات والمعيقات التي واجهت المعدين للفيلم قلة الموارد المادية والتقنية أيضا، علاوة على وقوف الاحتلال لهم بالمرصاد في كل مكان ينوون التصوير فيه، وكذلك الاعتماد الشخصي لإنجاز الفيلم".