الباحث السعودي الدكتور/ محمد بن سلمان الطريقي.. لـ (صحيفة 14 أكتوبر) :-
[c1]* اليمن من الدول التي اهتمت بقضايا الطفولة برؤية استراتيجية[/c]لقاء/ عماد محمد عبداللهالعمل الإنساني في مجال الأسرة والطفولة ليس له وطن .. بل هو نبض حقيقي لتربية وميلاد فكر إنساني ورقي تعامل.. وحصاد نافع لكل البشرية.. وما أروعها إن اجتمعت في قلب صنعاء التاريخ..حيث أجرت صحيفة "14 أكتوبر" حواراً مع الباحث الدكتور/ محمد بن سلمان الطريقي- المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان - رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل - رئيس التحرير والمشرف العام على مؤسسة العالم للصحافة في المملكة العربية السعودية والذي بدأ حديثه بالقول:[c1]اليمن والسعودية. . تعاون وشراكة[/c]أولاً أحب أن أشكر صحيفة 14 أكتوبر على اهتمامها وعلى تطورها اللافت للنظر وعلى هذا الحوار ومن خلال صحيفة 14 أكتوبر أقول لا يسعني التعبير عن مشاعري الصادقة المحبة لليمن الشقيق ولفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية رجل الديمقراطية والتنمية وأهل اليمن جميعاً.. فإني أبدأ الشكر لله أولاً ثم لهذا الشعب الشقيق الطيب الذي حمل هم العطاء التنموي على أكتافه لتبدأ مرحلة جديدة في بناء الوطن لتحقيق طموحاته.لا شك في أن زيارتي إلى اليمن تهدف إلى تعميق أواصر التعاون التنموي والإنساني بين المملكة العربية والسعودية والجمهورية اليمنية.. واستناداً إلى خبرتنا في مجال المناجزة بالأجهزة التعويضية لحالات عواقب شلل الأطفال والشلل الدماغي في اليمن الشقيق من خلال مكتب مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان في صنعاء وبالتعاون والتنسيق المشترك مع مؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي في الجمهورية اليمنية.[c1]إشادة بالإنجازات الديمقراطية[/c]يواصل الطريقي حديثه حيث عبر عن ارتياحه الشديد للأجواء الديمقراطية التي تنعم بها الجمهورية اليمنية والتي تشكل أساس التعاون مع منظمات المجتمع المدني العاملة في الجمهورية اليمنية.. مشيراً إلى جهود وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة الصحة العامة والسكان ووزارة الشباب والرياضة مؤكداً أن هذه الإنجازات المشتركة بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية هي ثمرة الجهود والتوجهات التنموية الإنسانية.وأشاد بالإنجازات التنموية التي تحققت لليمن الشقيق في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية وإلى الأداء الفاعل للحكومة اليمنية.. وأن العمل التنموي لا يمكن أن يكون بمعزل عن الإدارة السياسية التي تمثل مؤشر التقدم التنموي الإنساني في مجتمعات العالم بشكل عام ومجتمعات الشرق الأوسط على وجه التحديد.[c1]التأهيل والتدريب[/c]طبعاً لقد عرضنا تجربتنا التي تمكنا بحمد الله وخبرتنا في مجال المناجزة بالأجهزة التعويضية في الدورة التدريبية والتأهيلية في مقر المؤسسة تنمية القدرات للشلل الدماغي في صنعاء بمشاركة 40 طبيباً ومتطوعاً منهم 25 طبيباً ومتطوعاً و 15 طبيببة ومتطوعة والتي استمرت ثلاثة أيام على أيادي مختصين وخبراء في هذا المجال.. مشيراً إلى أهمية تنفيذ هذه التجربة الرائدة في اليمن الشقيق وهي التجربة التنموية الإنسانية للأطفال المصابين بمرض الشلل الدماغي وتمثل أول محاولة حقيقية على مستوى أكبر من عربي نحو تعزيز محور البقاء للأطفال.. كما قال لقد تحقق هذا النجاح نتيجة لتظافر الجهود في القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني.وقد حظيت الدورة التدريبية برعاية كريمة من قبل وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.وقد تلقى المتدربون خلال الدورة التدريبية :- (1) تأثير الشلل الدماغي على اللغة - الأستاذة/ مريم سيف - اخصائية نطق (2) دمج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي في المجتمع - د/ عمر الزعبي - اخصائي معالجة وتأهيل المعاقين حركياً (3) دورة التأهيل داخل المجتمع في علاج وتأهيل مرضى الشلل الدماغي - الأستاذة/ ياسمين زين - فني اخصائية العلاج الطبيعي (4) دورة الاخصائي الاجتماعي في علاج مرضى شلل الأطفال - الأستاذة/ سعاد الإرياني - مركز سحر للتربية الخاصة والتدخل المبكر (5) تدريب يدوي : قياس وتركيب الأجهزة التعويضية لشلل الدماغي - د/ عمر الزعبي - فني الأطراف الصناعية (6) التدريب المهني وتوفير وظائف للمصابين بعواقب شلل الأطفال - مهندس/ صادق الجماعي - وزارة التدريب المهني (7) خصائص واحتياجات الأطفال المصابين - د/ أروى بيدر - وزارة الصحة العامة والسكان (8) التدخل العصبي - د/ محمد عصدة - اخصائي أعصاب (9) الجانب النفسي - الأستاذة/ أحلام عبد الباقي - اخصائية علم نفس (10) العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي - الأستاذة/ تهاني محمد صالح - اخصائية العلاج الطبيعي.[c1]نقل الخبرات[/c]وقال : أريد أن أوضح نقطة مهمة في هذا الحوار وهي أن المملكة العربية السعودية خاضت تجربة المناجزة بالأجهزة التعويضية واستطاعت بفضل الله ثم بفضل الجهود التي بذلت لتحقيق الكثير في مجال المناجزة بالأجهزة التعويضية لذوي الاحتياجات الخاصة مما اكسبتنا خبرة وأصبحنا من مصاف الدول المهتمة في مجال تطوير تقنيات التدريب والتأهيل على اختلاف أشكالها.ومن واجبنا كأخوة ولدينا خبرة كبيرة في هذا المجال كان من الضروري نقل هذه الخبرة والإمكانيات لأشقائنا ولأطفالنا في اليمن للاستفادة منها في المجال الإنساني.ودعا كل الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني إلى الاهتمام بهذه التجربة والعمل بكل جهد مستطاع إلى تعميقها على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية.. مؤكداً حرصه الشديد على تقديم أي عون أو مساندة في هذا المجال لكل الأطفال في اليمن أو أينما وجدوا سواء أكانوا ابناءنا في الدين أو الدم أو الإنسانية.[c1]عوامل النجاح[/c]ونوه الدكتور/ محمد حمود الطريقي إلى عوامل النجاح في الدورة التدريبية والتأهيلية لمرضى شلل الأطفال والشلل الدماغي التي اقيمت في صنعاء إلى مجموعة عوامل وهي :-(1) إن اليمن الشقيق يعيش في ظل الإنجاز الديمقراطي الذي تحقق في عهد الأخ/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية.(2) دعم وتعاون القطاع الحكومي ممثلاً : بوزارة الصحة العامة والسكان ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والقطاع الخاص الذي تحمل أيضاً مسؤولية العمل الإنساني وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والذي يؤدي دوراً إيجابياً.(3) المرونة والتسهيلات وسرعة الإنجاز.(4) وجود مؤسسة غير حكومية تهم بتنمية قدرات مرضى الشلل الأطفال والشلل الدماغي إلى جانب القطاع الحكومي وهي "مؤسسة تنمية القدرات لشلل الأطفال والشلل الدماغي - اليمن".(5) الاهتمام الكبير والواسع من قبل وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة.(6) الحضور والتفاعل الكبير من مختلف شرائح المجتمع اليمني الحكومي والخاص والمجتمع المدني والشعبي.[c1]حقوق الإنسان[/c]لا شك في أن العالم اليوم يعيش أجواء غير إنسانية وهذا ما نشاهده في كثير من الدول في الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.. وكوننا نهتم بحقوق الإنسان وبوصفنا الرئيس والمشرف على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان ورئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل.إن إستبدال الأنظمة السياسية هنا وهناك لفرض سطوتها على أعتاب هذه الحقوق فالقوة والجبروت والطغيان هي المعادل الرئيس لإنتهاك حق التعبير وحرية الفكر .. لنعيش اليوم في عالم أدواته الحروب وغذائه الأجساد المتناثرة والشلايا في حين تقف كل المنظمات الدولية العالمية عاجزة عن إدانة مجرم واحد .[c1]التأصيل قبل التأهيل [/c]ويوضح الدكتور/ الطريقي أهمية التأصيل قبل التأهيل حيث قال : التأهيل هو التأصيل بإختلاف حرف واحد وبما " الصاد" في اللغة قبل " الها" فمن المهم أن نعرض للتأصيل قبل التأهيل .. لأننا إذا أصلنا لفكر تنموي شامل يسوده عنصر السلام وتحكمه مفاهيم العدالة وتسيطر عليه مقاييس المساواة وتدنو منه مصطلحات الديمقراطية وحرية التعبير وحق النضوج الفكري الى أبعد من السمع والطاعة فنحن نكون قد أهلنا كياننا أنظمة وشعوباً ونستطيع بذلك أن نقابل أي تحدٍ قادم بكل قوة ونخرج من معركة السلام الفكري بغنائم المكاشفة والوضوح وتقبل الآخر وهي آخر إنجازات عصرنا الحديث .[c1]قضية الإعاقة [/c]وفي السياق ذاته يقول : التأهيل ليس قضية خاصة بل هو أكثر القضايا شمولية وعموم لكنه كمصطلح - ولسوء حظه- سخرة المتنفذون ليرتبط بقضية خاصة وهي قضية " الإعاقة" خوفاً من أن يمتد شبحه الى الأنظمة التي يستمد منها المتنفذون مع أن المعوقين - من تجربتي - هم أكثرنا سوية لأنهم يعرفون قضيتهم .. أما نحن فمعوقون حقاً لأننا بلا قضية ولنعترف جميعاً إننا كلنا معوقون .. كلنا أصحاء ..[c1]الطفولة والمستقبل [/c]وأشار إلى أن الطفولة اليوم تعني كياننا القادم مستقبلاً فطفل اليوم هو صانع قرار الغد .. فإذا ما تعود منذ الآن على سلب ألعاب نظرائه فهو بلا شك سيغزو في المستقبل مسؤولاً فاسداً وإذا ما تعود منذ الآن على الخوف فهو بلا شك سيغذو في المستقبل جراحاً مهزوزاً وهو إذا ما تعود على الكذب منذ الآن فسيغزو في المستقبل سياسياً بارعاً .. والخلاصة إن أطفالنا أمانة إذا خناها اليوم فسيكون المستقبل لعنة مظلمة علينا، منوهاً الى دور اليمن في اهتمامها بهذه الجانب.. وهي من الدول التي أهتمت كثيراً بقضايا الطفولة " جيل المستقبل" حيث نظمت في الآونة الاخيرة مؤتمراً وطنياً شاركت فيه مختلف شرائح المجتمع الحكومية والسياسية والمجتمع المدني لوضع استراتيجية تعنى بقضايا الطفولة والشباب .. وكان لفخامة الرئيس / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية دوراً إيجابياً في إخراج هذه الاستراتيجية الى حيز التنفيذ .[c1]المرأة والحقوق [/c]وكان للمرأة نصيب في حديث الباحث الطريقي .. وأعتبر من الغريب جداً أن نتجه في عالم اليوم تعريف المرأة بحقوقها مع أن الأجدر بنا هو تعريف الرجل بحقوق المرأة .. لأنه من سيبادلها هذا الحق في البيت والمجتمع ولكن اصرارنا على التعامل مع قضية المرأة من منظور سياسي وكورقة ضغط ضد سياسات الشرق الأوسط يجعلها قضية يكثر أعداءها وتزداد السيوف المشهرة في وجهها مع أنها بكل بساطة قضية عادلة إذا ما كانت في محورنا العقدي والموروث الحقيقي كنمط عائشة - رضي الله عنها-.[c1]الاهتمام بالتنمية الإنسانية[/c]دعا الباحث والكاتب الدكتور / محمد بن سلمان الطريقي مجتمعاتنا العربية الى ضرورة الاهتمام الكبير لعملية التأهيل لثقافة التنمية الإنسانية وأيضاً حقوق الإنسان .. كونها السبيل الأمثل للسير بمجتمعنا العربي نحو محاربة أشكال التخلف والقهر والفقر والبطالة والتمييز والفساد وكذلك كافة المعضلات التنموية الآخرى .مشدداً أيضاً على ضرورة أن تتبنى الحكومات العربية سياسية فاعلة تقوم على مبدأ دعم ومساندة برامج واستراتيجيات منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال باعتبارها شريكة في عملية التنمية الإنسانية وهي صاحبة الرؤية الأقرب لهموم وتطلعات الشرائح المجتمعية.[c1]إنشاء مجلس مشترك [/c]وفي ختام حوارنا الذي أتسم بالصراحة والشفافية قال :لقد كانت هذه الزيارة مثمرة بكل المقاييس حيث أتسمت بالنجاح لقد قمت بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز أبحاث الشرق الاوسط للتنمية الانسانية وحقوق الانسان والمنظمة السويدية لرعاية الاطفال " رادبارنن" ويمثلها الاستاذ / الوليد محمد البشير - مدير مكتب المنظمة في صنعاء وهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل ويمثلها الاستاذ / عبده صلاح الحرازي المنسق العام للهيئة في صنعاء في مقر المنظمة السويدية.وقد تباحثنا في واقع قضايا الاسرة والطفولة وآليات التعاون والتنسيق بين المنظمات غير الحكومية المعنية بقضايا التنمية الانسانية الشاملة وأساليب واستراتيجيات الرصد والتطوير والارتقاء في مجالات الرعاية الشاملة لقضايا الاسرة والطفولة وقضايا التنمية المستدامة .وكان من نتائج هذه المباحثات إننا أتفقنا على إنشاء وتشكيل هيئة مشتركة تحمل إسم " مجلس التنسيق المشترك للهيئات غير الحكومية لدعم حقوق الاسرة والطفل" في الجمهورية اليمنية وكذلك مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية وذلك حسب ما تقتضيه الحاجة ووفقاً للإمكانات المتاحة والامكانيات المتوافرة للمجلس .وأوضح أن هذا المجلس يعنى يرصد بؤر التوتر في قضايا الرعاية والتنمية الانسانية وخاصة ما يتعلق بقضايا الاسرة والطفولة وتقنية ومراقبة وتنفيذ التوصيات والاتفاقيات الدولية المعنية بقضايا التنمية في كافة مجالات الرعاية الانسانية وفي مقدمتها قضايا الاسرة والطفولة وأيضاً سيعمل المجلس على تقديم كل العون والمساندة الفنية أو استراتيجية للجهات الحكومية المعنية بهذه القضايا .. والعمل على إنشاء وعقد برامج مشتركة ومذكرات تفاهم علمية وعملية وتكوين شبكات إتصال مختلفة كما سيقوم المجلس التأسيس لحصر بيانات أساسية شاملة عن واقع الاسرة والطفولة بمقوماتها وطموحاتها وملامح الاداء الايجابي ومنعكسات السلبية فيها من خلال البرامج التنموية المنفذة والمأمول تنفيذها لها وأيضاً العمل على دعم كافة الجهود المعنية بقضايا التنسيق بين المنظمات الاهلية وغير الحكومية العاملة في هذا المجال وذلك ضمن أطر التدريب والتطوير والتعاون الاستراتيجي واللوجستين المشترك .ومن المؤكد ستمثل مذكرة التفاهم آلية إنطلاق هذا المجلس الذي أحتضنتها العاصمة صنعاء والذي تشارك بفاعلية متساوية فيه الهيئات الثلاثة " مركز أبحاث الشرق الاوسط للتنمية الانسانية وحقوق الانسان والمنظمة السويدية لرعاية الاطفال وهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية حقوق الطفل".وبعد التشاور والتفاهم تم الاتفاق على أن يرأس المجلس الاستاذ الدكتور / محمد بن حمود الطريقي ويكون مقر المجلس العاصمة صنعاء ويفتح فروعاً آخرى للمجلس في أية دولة حسبما تقتضي الحاجة وطبيعة العمل .ونوه الى ضرورة أن تتم صياغة إتفاقية شاملة بعد ذلك تحدد الاهداف والدواعي وماهيات العمل المشترك وآليات التنسيق وكل ما يشمل ذلك .. مع الأخذ بعين الاعتبار الاستئناس برأي كافة الجهات الثلاث الممثلة للمجلس للأخذ بها وإعتمادها بالتشاور والتنسيق ليصار الى صياغة إتفاقية نهائية شاملة البنود .