بسبب الخروقات الهائلة لكل تهدئة يتم الإعلان عنها
فلسطين المحتلة/متابعات: أبدت أوساط سياسية ورسمية فلسطينية تشكيكها في إمكانية التزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاق التهدئة المتبادل مع الفصائل الفلسطينية الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة السادسة من صباح يوم الاحد. وتتوقف الفصائل الفلسطينية بموجب الاتفاق عن إطلاق الصواريخ داخل الخط الأخضر، مقابل توقف الاحتلال عن عملياته العسكرية وانسحابه من قطاع غزة، على أن يتم لاحقا التباحث في وقف العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية.وبالعودة قليلا إلى الوراء فإن الماضي يشهد بالخروقات الهائلة لكل تهدئة يتم الإعلان عنها، فقد ارتكب الاحتلال في الفترة التي أعقبت وقف إطلاق النار في قمة شرم الشيخ (بين 8/2/2005 و 12/06/2006)41247 انتهاكا ضد الفلسطينيين.وحسب تقرير نشره في حينه مركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات فإن من بين الانتهاكات 4112 عملية إطلاق نار، سقط خلالها 331 شهيدا و2077 جريحا، فيما اعتقل 7000 مواطن.ولا تبشر حملات الاعتقال المتواصلة في عدد من المدن الفلسطينية بأن تطال تلك التهدئة الضفة الغربية، سيما أن بعض المصادر الإسرائيلية تحدثت عن بحث مسألة التهدئة في الضفة في وقت لاحق، وهذا دفع الكثيرين إلى عدم التفاؤل كثيرا باستمرار التهدئة كما تريدها كثير من الأطراف والمجتمع الدولي.وفي تعليقهم على التهدئة أجمع ممثلو عدد من الأطراف الفلسطينية على أن المشكلة دائما تكمن في مدى التزام الاحتلال بما يتفق عليه، مؤكدين أن جيش الاحتلال سرعان ما يُفشل كل تهدئة يتم الاتفاق عليها، وهذا ما حدث عدة مرات في السنوات الأخيرة.في هذا السياق يوضح عبد العليم دعنا القيادي في الجبهة الشعبية أن التهدئة المتزامنة أمر مرحب به، وباعتبار الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة سياسية واحدة فإن الفصائل في الضفة ستلتزم بها، لكن المشكلة ستبقى في الطرف الآخر.مع ذلك أعرب دعنا عن عدم تفاؤله بإمكانية استمرارها، موضحا أن التجربة علمت الفلسطينيين ألا يثقوا بالاحتلال كونه أخل ويخل بكل الاتفاقيات التي توقع معه، وسرعان ما يتحلل من التزاماته ويباشر القتل والتدمير والاعتقالات والاجتياحات.من جهته أعرب النائب أكرم الهيموني عضو المجلس التشريعي عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عن أمله بأن يقود اتفاق التهدئة بين الفصائل إلى حكومة وحدة وطنية تُمكن الفلسطينيين من فك الحصار المفروض عليهم، موضحا أنه جاء من منطلق حرص الفصائل على المصلحة الفلسطينية العليا.مع ذلك أكد عدم ثقته المطلقة بالاحتلال، مضيفا أنه لا يمكن تعليق الآمال على التهدئة، لأن للاحتلال ماضيا مليئا بإفشال التفاهمات من خلال حرصه الدائم على تصفية قادة المقاومة وعناصرها والاستمرار في حملات الاعتقال والملاحقة للمقاومة الفلسطينية بالقصف والاجتياحات في مختلف المواقع.بدوره أكد خالد الحاج الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية أن تجربة التهدئة بالنسبة للفلسطينيين غير مشجعة، لأن الاحتلال خرقها في السابق ومستعد لخرقها في أي وقت، لكنه أكد أن موقف حماس هو الالتزام بها مقابل التزام مماثل من قبل الاحتلال.وفي تفسيره لقبول الاحتلال بالتهدئة المتزامنة قال الناطق باسم حماس إن الاحتلال يسعى لإخراج قطاع غزة من دائرة المقاومة أولا، وثانيا لأن من يقود المؤسسة الإسرائيلية سواء رئيس الوزراء أو وزير الحرب لا خبرة لهم بالمقاومة وفشلوا في التصدي لها، والسبب الثالث هو أن الصواريخ أثبتت جدواها وفعالياتها وقدرتها على إيقاع الخسائر في جانب الاحتلال.