القدس /14أكتوبر/رويترز: أبلغ ايهود اولمرت حلفاءه بأنه سيبقى رئيسا لوزراء اسرائيل بعد ان منحه تقرير رسمي بشأن حرب لبنان عام 2006 انقاذا مؤقتا وازاح عقبة امام محادثات السلام التي تؤيدها الولايات المتحدة مع الفلسطينيين. وقال مسؤول في مكتب اولمرت امس الخميس ان رئيس الوزراء «سيستمر في العمل» وسينفذ التوصيات التي وضعتها لجنة فينوجراد التي عينتها الحكومة بشأن الحرب التي شنتها اسرائيل في عام 2006 ضد مقاتلي حزب الله. وقال حلفاء سياسيون ان اولمرت لن يتنحى وانه سيحاول في اقرب وقت تشكيل ائتلاف عريض يكون في وضع افضل للمضي قدما في محادثات تهدف الى التوصل لاتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية قبل ان يترك الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه خلال عام. وقال يوسف لابيد وزير العدل السابق والمقرب من اولمرت لرويترز «كنت في مقر اقامته الليلة الماضية. وقال انه حتى لو كانت انتقادات لجنة فينوجراد أكثر صرامة لما كان سيتنحى.» واضاف «لكن في ضوء ما آلت اليه الامور فان هذا لن يحدث بالتأكيد.» وقال مصدر سياسي ان وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي دعت الى استقالة اولمرت بعد تقرير مؤقت في ابريل نيسان انتقد الاداء خلال الحرب قالت ان الحكومة يجب ان «تبقى وتصلح» الاخطاء. وتوصل تقرير طلبته الحكومة بشأن الحرب امس الاربعاء إلى وجود « إخفاقات خطيرة» في عملية صنع القرار من جانب حكومة أولمرت والجيش لكنه لم يوجه اللوم الى اولمرت شخصيا. وايد قرارات رئيسية ومثيرة للجدل اتخذها. وكان خصوم اولمرت يعدون انفسهم لاستقالة من الممكن ان تفضي الى اجراء انتخابات مبكرة. لكن معلقين نظروا الى التقرير على انه يمنح انقاذا مؤقتا لرجل وصف نفسه ذات مرة بأنه «لا يمكن تدميره». ووصفت صحيفة يديعوت احرونوت التقرير الذي يقع في 500 صفحة في عنوان رئيسي بكلمات «تبرئة الذمة والفشل». وقال كاتب عمود ان اولمرت يمكنه «ان يتنفس الصعداء.» واتفقت اسرائيل مع الفلسطينيين في نوفمبر تشرين الثاني على استئناف محادثات السلام بعد توقف دام سبع سنوات لكن حكومة اولمرت المنقسمة ووضعه السياسي الهش ينظر اليهما على انهما نقطة ضعف في جهود السلام. وعبر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات عن امله أمس الخميس في ان يؤدي تقرير فينوجراد الى تمهيد الطريق لعملية سلام لها مغزى تنهي الاحتلال الاسرائيلي. وأدت الحرب الى تدني شعبية اولمرت. وواجه ايضا مزاعم بالفساد ينفيها كما انسحب هذا الشهر من ائتلافه حليف يميني رئيسي بسبب تحركاته على صعيد السلام. وقال الزعيم اليميني المعارض بنيامين نتنياهو ان «القيادة الجيدة والمسؤولة» يمكن استعادتها في اسرائيل من خلال الانتخابات فقط والتي تشير استطلاات الراي الى ان حزبه حزب ليكود يمكن ان يفوز بها. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة معاريف ان شعبية اولمرت زادت وقال 42 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع انهم يريدون ان يبقى رئيسا للوزراء مقارنة مع 17 في المئة فقط بعد صدور التقرير المؤقت في ابريل نيسان. وأظهر استطلاع للرأي اجراه التلفزيون يوم الاربعاء ان 27 في المئة يريدون ان يستمر اولمرت في منصبه. ووصف إلياهو فينوجراد وهو قاض سابق الصراع بأنه «فرصة ضائعة» انتهت بدون نصر واضح على مقاتلي حزب الله الذين أمطروا شمال إسرائيل بالصواريخ وصمدوا في وجه الجيش الأكثر تجهيزا بالأسلحة المتطورة في الشرق الأوسط. لكن منظمة العفو الدولية قالت ان التقرير نفسه «معيب بشدة» لانه ركز على الاخطاء الاستراتيجية وليس على قتل اسرائيل «دون تمييز» للمدنيين اللبنانيين. وقتل في الحرب نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و159 اسرائيليا معظمهم من الجنود. وانتقد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التقرير بقوله انه مهد الساحة لصراع محتمل في المستقبل ولم يتطرق الى «جرائم اسرائيل ضد لبنان». (شارك في التغطية ادم انتوس واوري لويس في القدس ومحمد السعدي في رام الله ويارا بيومي في بيروت)
أخبار متعلقة