إلى السبعة
مشكلة الحبيشي انه يفكر بالمستقبل ويعمل بصرامة، ويتقد ذهنه بالعمل .. ويفكر كثيرا .. ويكتب اكثر.. يصوغ الأخبار بنفسه.. ويراجع أخطاء وهنات المراجعين .. وينزل للمطبعة للعمل كطباع .. فيحصل على أقصى عمل.. وأفضل جودة..!!مشكلة هذا الرجل الذي اعمل معه انني اسعى لمجاراته وتأسرني فلسفته .. وتحتويني آراؤه الفقهية الجريئة التي استقاها من نهج العلماء المجددين.. مشكلة هذا الإنسان مشكلة .. يقدس العمل حد العبادة ويعشق حروف المقالات حد الهوس .. ويدمن على رائحة أحبار المطابع .. فلا تهدأ اعصابه الا بـ (برشامة) تفوح منها رائحة الورق المميز.ومشكلة (السبعة) - الذين تحولوا الى خمسة ثم الى اربعة - الذين ينادون بحقوقهم ويعتصمون لمطالبهم أنهم تخلفوا عن (الركب) وأووا الى جبل يعصمهم من موج التغيير واهداف التحديث واماني العمل الدائم ناهيك عن أن بعضهم متورط في قضايا جنائية منظورة امام المحاكم وآخرون متورطون بمخالفات مالية شهدوا عليها بتوقيعاتهم - شاؤوا ورغبوا .. وتحدثوا عن الحبيشي بما لايليق .. والذين يقفون ضد العمل وضد العمال ليس لهم مطلب سوى مصالح غير مشروعة واعادة النظر في قرارات تغييرهم من مناصبهم التي اخفقوا فيها .. (!!) مطالب ليست سيئة لكن العمل الحقيقي يبدأ من آلية التفاهم وطبيعة القائد وصرامته في انجاز استراتيجيته وفق رؤاه السليمة .. ومن عجز أو تهاون أزيحت عنه مسؤولية المنصب واوكلت لغيره .. هكذا هي الحقيقة .. والهدف من السعادة عند اجتياز حاجز الفشل والعبور الى رحاب النجاح.ذات صباح جاءني صوت الحبيشي عبر الهاتف متضايقا .. ونبرته حادة .. فوجئت به يقول .. ما هذا الذي تكتبه يا صاح ؟! ماذا تركت للمتشددين وعقليات التكفير والتخوين؟ ! وكان يقصد مقالاً نشر في أخيرة 14 أكتوبر باسمي تطرقت فيه الى إجهار أحد الصحفيين بكلمات وصفتها أنا (بالالحاد).!! عاندته بعقلية الشاب وردت عليه بحنق : هذا رأيي وان كنت غير راض عنه لماذا اجزته للنشر .. صمت وودعني الى لقاء قادم.بعد يومين عبر من صنعاء .. اخترق معبر .. وصل الى ذمار وهاتفني .. استقبلته وزار فرع المؤسسة بذمار وجلست اليه في مقيل دافئ .. وذكرني باتصاله الحار وكنت غير راغب بتذكيري .. مسح أنفه بيده كعادته .. وانحنى يهمس لي هذا ليس رأياً .. انه اتهام .. !!، الرأي لايصل حد التخوين والتكفير حيث الاسلام دين العالمين .. ولايمتلك مخلوق اياً كانت صفته إخراج الناس منه .. فالدعوة اليه تأتي بالكلمة الطيبة والتعامل السلوكي السوي.. والقدوة الحسنة، ومن خرج منه فانما عاقب نفسه .. وخرج عن الحق والخير الى غياهب الجهل والتخبط وعدم اليقين، وعرض نفسه لغضب الله.واستطرد الحبيشي : صحيفتنا تعمل على مواكبة أهداف التنوير والدعوة للحرية الملتزمة.. والحياة المدنية السليمة .. بعيدا عن لغة التكفير .. وعقلية العنف .. لأن هاتين المفردتين خارجتان عن معاني السماحة الإسلامية وبعيدتان عن حقيقة التعايش السلمي بين الأمم بمختلف انتماءاتها.هذه اذاً استراتيجية الصحيفة ومسعاها النبيل قررها قائدها الاول وحدد معالمها .. وهي ضرورة ملزمة حتى صلحت اوضاعه واستقام حاله .. فوجه بتكليف آخر للعاملين الموصوفين فقهيا بـ ( الرعية) .. وهي رؤية عمل عامة لايختلف عليها اثنان وتسعى لها كل الشعوب الاسلامية المتحضرة.وببساطة الإداري فانه سيسعى الى تطويع جوانب العمل تحقيقا لرؤيته .. والوصول الى القدر اللازم من تحقيق الاهداف.من رغب أهلا وسهلا .. ومن تخلف فهو الخاسر ومن هنا تأتي صيغة الاحترام لمقاصد قائد المؤسسة ورب العمل .. ولكونها وظيفة حكومية فهي ميزة تعطي لمن تخلف احقية الاستمرار في عمله واستلام حقوقه حتى لو تغير مكانه .. فما الذي يسيئ مدير إدارة في المؤسسة تبدل موقعه وحقوقه جارية .. وان هضمت فالحبيشي يعلن مرارا وتكرارا استعداده لتصحيح أي وضع غير قانوني ورغبته في تحقيق السعادة لموظفيه وان كان بعضهم خارجا او عاجزا عن استيعاب عقلية التقدم .. ولازمتي التطور والنمو .. على الرغم من انه يصر على صرف الرواتب حتى لمن لايحضر .. لكن استحقاقات العمل الإضافي والتعويض الليلي فلايجوز صرفها لمن لايعمل. خذ مثلا الصديق المتفاعل الأستاذ نجيب مقبل مدير التحرير كلفه الأستاذ رئيس مجلس الادارة تبني ملحق (مشاعل) الجميل حتى صلحت اوضاعه واستقام حاله ممن توسم فيه الاستاذ الحبيشي القدرة على استمرار الملحق بنفس النفس الذي وجد لاجله .. عندها لم يتضايق نجيب .. ولم يعتصم.. ولم يدخل في كيان (السبعة ولا الأربعة) .. ولم يصدر بيانات بل انكب لتأدية عمله الاساسي كمدير تحرير .. والاعمال متعددة .. فقط من يملك جدية وصدق القيادة واحتراف الصحفي ومهنيته التي تقود القارئ سعيا لشراء عمله المعروض في سوق الصحافة المزدح. حتى البيت الأبيض.. عندما ينتخب الاميركيون رئيسا جديدا لهم يصل الى بيته .. فيجدد طاقمه الجديد.. واستراتيجيته الجديدة .. بما لايخرج عن الثوابت الكبرى وقانون البلاد ودستورها.ولايبكي الوزراء .. او يمنون على بلادهم باخلاصهم .. انما يذهبون لممارسة أعمال شتى .. ويواصلون الحياة.هذه هي الاصول اذاً .. فما الذي تغير ..؟!، وهذه هي سنة الله في أرضه .. فلماذا لانخرج عن عقلية (العربي) .. ونفكر بعقلية الرجل المتحضر .. الاحترام موجود .. والتقدير موصول لكل من اخلص في عمله .. فإن تبدل او طالته رياح التغيير فلايحزن .. لأن الناجح لايموت.. والوردة الجميلة - ان ذبلت - لايموت عطرها.ولـ (السبعة) او (الخمسة ثم الاربعة) اقول : تعالوا إلى كلمة سواء .. واتركوا لنا معزة صداقتكم في قلوبنا .. ولاتفسدوا محبتكم بسوء التصرف .. وأنانية العاجز ودعوا الايام تمر .. فهده هي الحياة.[c1]مدير عام مكتب 14 أكتوبر بمنطقة ذمار[/c]